سياسة عربية

هذه المؤشرات تدل على عودة سوريا القريبة للجامعة العربية

قررت الجامعة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 تجميد مقعد سوريا- جيتي
قررت الجامعة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 تجميد مقعد سوريا- جيتي

توقع محللون أن تصب التحركات العربية والأمريكية الأخيرة، في عودة نظام بشار الأسد السوري للجامعة العربية، لا سيما قبل قمة تونس في آذار/ مارس المقبل؛ لأسباب منها بشكل رئيسي إبعاد إيران عن المنطقة.


وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بمصر سعيد صادق أن "زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تهدف لحلحلة تلك العودة التي تساعد في تحميل الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، ملف إعادة إعمار سوريا".


ويتفق في ذلك، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة طارق فهمي، بالقول إن "لغة السعودية تغيرت ولم يعد هناك تمسك بالمواقف القديمة، التي تصل للإطاحة بنظام بشار الأسد، بالتوازي مع وجود مناخ عربي يتشكل في إطار عودة العلاقات".


يذكر أن الرئيس السوداني عمر البشير التقى الأسد في دمشق، في أول زيارة لرئيس عربي منذ اندلاع الثورة السورية، وتلاها إعادة الإمارات فتح سفارتها بسوريا، وتأكيد البحرين استمرار عمل سفارتها هناك أيضا.


وفي تصريحات سابقة، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن بلاده باتجاه إعادة العلاقات مع سوريا "كما كانت من قبل".

 

اقرأ أيضا: ماذا سيبقى للمعارضة السورية إن عاد الأسد لـ"الجامعة"؟


وبحسب أجندة أعمال الجامعة العربية، فإن 3 اجتماعات مرتقبة على المستوى الوزاري، ستعقد في كل من بيروت بنهاية الشهر الحالي ضمن القمة الاقتصادية العربية، ومدينة شرم الشيخ المصرية في شباط/ فبراير المقبل تحضيرا للقمة العربية– الأوروبية، ولقمة تونس العربية في آذار/ مارس.


وقررت الجامعة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 تجميد مقعد سوريا، على خلفية لجوء" الأسد" إلى الخيار العسكري لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه.


وفي آذار/ مارس 2012، قرر مجلس التعاون الخليجي الذي يضم (السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، والكويت، وقطر، والبحرين) سحب سفراء الدول الست من سوريا.


تعويم النظام السوري


الأكاديمي المصري فهمي يقول، إن "هناك نقاشا ممتدا بين الدول العربية وسوريا، لكن هناك تطورات مفصلية في اتجاه إعادة تعويم النظام السوري"، مشيرا إلى "الزيارات واللقاءات والخطوات التي اتخذت الفترة الأخيرة، وأهمها عودة الطيران بين عدة دول عربية ودمشق، وكذلك فتح الحدود بين سوريا والأردن".


ويرى أن هذه الخطوات نحو تعويم النظام السوري، تؤكد أن الخط العام حاليا هو إعادة سوريا إلى الدائرة الخاصة بها عربيا، مؤكدا أن قرار عودة سوريا سيكون، خلال الأسابيع المقبلة وقبل قمة تونس في آذار/ مارس المقبل، فنحن أمام تطورات حاسمة، بالإضافة إلى حرص كبير من مجلس الجامعة على ذلك.


ويتفق معه أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية صادق، بأن هناك شبه إجماع عربي على عودة سوريا إلى المحيط العربي، تؤكده المساعي الأخيرة للسودان والإمارات والبحرين وتصريحات المسؤولين العرب.


ويقول صادق، إن أحد البنود التي سيجرى مناقشتها خلال جولة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، التي بدأت، الثلاثاء، للمنطقة هي إعادة إعمار سوريا والضغط على الخليج لإتمام هذه الخطوة، ولو من خلال عودة سوريا لمحيطها العربي.


وغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر حسابه بموقع "تويتر" نهاية الشهر الماضي، قائلا: "وافقت السعودية الآن على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا بدلا من الولايات المتحدة"، غير أن الرياض نفت ذلك لاحقا.


تحديات


ويلفت صادق إلى أن هناك مشكلات في العودة عبر اعتراضات لدى بعض الدول العربية وتحفظ على عودة النظام السوري، وكذلك الدور العربي في إعمار سوريا والدول المشاركة فيه.


وحول إمكانية اعتراض السعودية، يرى فهمي أن عودة سفارتي الإمارات والبحرين يوحي يأن هناك شيئا من دول الخليج في هذا الاتجاه، خاصة أن هاتين الخطوتين لم تلقيا اعتراضا من السعودية.
وتابع: "لكن لغة السعودية تغيرت ولم يعد هناك تمسك بالمواقف القديمة، وواضح أن هناك تغييرا بالتوازي مع وجود مناخ عربي يتشكل في إطار عودة العلاقات".


وعن حديث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بضرورة إقدام الحكومة السورية على اتخاذ خطوات ضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار والسيادة وتفعيل المسار السياسي للخروج من الأزمة، يقول فهمي إن "الحديث يؤكد عدم رجوع النظام بشكل مباشر، وعلى سوريا أن تقدم أوراق اعتماد جديدة لنظام الإقليم العربي، في مقدمتها ابتعاد النظام السوري عن إيران".


ويشير إلى أن الطلبات المصرية جار تنفيذها، وكان أحدثها زيارة علي المملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني بالنظام السوري للقاهرة ولقاءه رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ضمن التنسيق الأمني بين البلدين.

 

اقرأ أيضا: صحيفة لبنانية: علي مملوك زار الرياض سرّا قبل أيام


وزار المملوك القاهرة في 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث بحث مع رئيس المخابرات المصرية القضايا الأمنية والسياسية ومكافحة الإرهاب.


وكشف الأكاديمي المصري عن إمكانية عقد قمة أردنية سورية قبل قمة تونس، وكلها أمور ستستوفيها سوريا سريعا للعودة إلى المناخ العربي.


ويختتم كلامه بالتأكيد أنه "قبل قمة تونس، ستكون هناك إجراءات مسبقة واحترازية لعودة سوريا للجامعة العربية"، منها ما يتعلق بوجود إيران في سوريا.


في الاتجاه ذاته، يعتبر الأكاديمي المصري، سعيد صادق، أن التقارب العربي نحو سوريا هدفه بالأساس بالنسبة لدول الخليج إضعاف الوجود الإيراني.


ويضيف صادق أن "الخليج ارتأى أن ترك الساحة السورية لإيران غير مجد، وأن الظروف الحالية مواتية للعودة، خاصة أنها تأتي بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة في إيران، فسيكون وجودهم قويا في إعادة الإعمار".


ويعتبر صدقة فاضل، عضو مجلس الشورى السعودي السابق، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز، في تصريحات صحفية، أن المنطقة العربية في أمس الحاجة إلى سوريا، وأنها تمثل خط الدفاع الأول للأمن القومي العربي.


ويضيف فاضل، أن النظام السوري في فترة ما، فقد مصداقيته، وهو ما تطلب تجميد العضوية من الجامعة، وهذا الأمر لم يكن يعني طرد سوريا من الجامعة، إلا أن الجهود الدولية والإقليمية والعربية تتجه الآن نحو حل الأزمة سياسيا، التي يأمل الجميع أن تحقق الحد الأدنى من بنودها، وأن يختار الشعب السوري النظام الذي يمثله مستقبلا، خاصة في ظل صعوبة تغيير النظام الحالي.


وكان نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أشاد في تصريحات مؤخرا، بما اعتبره "جهودا" بذلت من بعض الدول العربية، التي تبذل الآن من أجل عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

التعليقات (0)