طب وصحة

جهاز جديد يقلل من التأثيرات السامة للكيماوي بعلاج السرطان

يهدف الباحثون إلى استخدام هذه التقنية لعلاج الأورام السرطانية في الكلى والدماغ- جيتي
يهدف الباحثون إلى استخدام هذه التقنية لعلاج الأورام السرطانية في الكلى والدماغ- جيتي

نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن علاج جديد قادر على التخفيف من التأثيرات السامة للعلاج الكيميائي للسرطان والآثار الجانبية الضارة لبعض الأدوية الكيميائية.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الباحثين تمكنوا من تطوير ما يشبه "الإسفنجة الطبية" لامتصاص أدوية العلاج الكيميائي السامة عند "تسربها" من العضو الذي يخضع للعلاج.

 

ويمكن أن يساعد هذا الجهاز المبتكر الجديد على الحد من الآثار الجانبية الضارة لعلاجات السرطان.

وذكر الموقع أن فريقا من الباحثين التابعين للعديد من المؤسسات العلمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قاموا بتطوير جهاز صغير شبيه بالإسفنج مخصص لامتصاص عقاقير العلاج الكيميائي بعد وصولها إلى المكان المراد علاجه.

ويتمثل الهدف من هذا الدواء في التقليل من التأثيرات الجانبية السامة للعلاج الكيميائي، التي تقضي على الخلايا السرطانية لكنها تهاجم أيضا الأنسجة السليمة وتضعفها. ويعمل الغلاف الخارجي لهذا الجهاز المصنوع من مركب المبلمر الماص، على امتصاص المواد السامة بعد مرورها عبر العضو الذي يستهدفه العلاج الكيميائي.

وأفاد الموقع بأن الباحثين قاموا باختبار هذا الجهاز الجديد كعلاج مساعد مع العلاج الكيماوي المخصص لسرطان الكبد، نظرا لأن العقاقير الطبية تنتقل إلى الكبد عبر مجرى الدم، الأمر الذي يزيد من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.

 

وقد أعلن الباحثون عن تجاربهم ونتائجهم في ورقة بحثية نشرت أمس على مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية.

 

اقرأ أيضا :  إليك كل ما تحتاج معرفته حول السرطان.. لماذا يصيب الناس؟


وحيال هذا الشأن، قال البروفيسور نيتاش بالسارا من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إنه "حتى يتمكن الجراحون من إدخال هذا الجهاز الجديد في الجسم، سيقومون بإدخال سلك إلى مجرى الدم ويضعون الإسفنج كدعامة، ويتركونها على مدار الوقت الذي يخضع فيه الشخص للعلاج الكيميائي، وقد يتطلب ذلك بضع ساعات".

وأضاف الموقع أن الباحثين اختبروا جهاز الامتصاص على خنزير بعد حقنه بدواء كيميائي لعلاج سرطان الكبد، حيث وجدوا أن الجهاز كان قادرا على امتصاص 64 بالمائة من الدواء.

 

وقد أوضح البروفيسور ستيفن هيتس الباحث المشارك في الدراسة: "نحن نطور هذا الجهاز لمكافحة سرطان الكبد الذي بات يشكل تهديدا كبيرا للصحة العامة، فنحن نسجل عشرات الآلاف من الحالات الجديدة كل سنة، كما أننا نعالج بالفعل سرطان الكبد باستخدام العلاج الكيميائي داخل الشرايين".

ونقل الموقع عن البروفيسور أنه "يمكن استخدام هذا الجهاز لعلاج أي ورم أو أي مرض في عضو ما، خاصة إذا كان الهدف هو امتصاص الدواء من الوريد قبل أن ينتقل إلى باقي أعضاء الجسم وتكون له آثار جانبية".

 

وفي المستقبل، يهدف الباحثون إلى استخدام هذه التقنية لعلاج الأورام السرطانية في الكلى والدماغ.

وقال الموقع إن الدكتور هيتس استخدم بالفعل طريقة أكثر أمانًا لتوصيل أدوية العلاج الكيميائي إلى مكان محدد، عوضا عن حقنها في مجرى الدم، وذلك من خلال إدخالها عن طريق أنبوب القسطرة لتصل مباشرة إلى موقع الورم.

 

اقرا أيضا : هذه هي العلاقة بين النوبة القلبية ووجود السرطان

 

ومن شأن هذه الطريقة أن تساهم في التقليل من خطر وصول الدواء إلى الأنسجة السليمة والتأثير عليها.

 

ولكن أفاد هيتس بأن أكثر من نصف جرعة الدواء المحقونة لا زالت تتسرب من العضو المستهدف وتصل إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وبين الموقع أن جهاز الامتصاص المبتكر الذي يحتوي على بوليمر أيوني، قادر على الحد من انتشار دواء الدايوكوروبيسين الفعال.

 

وقد شرح فريق البحث أن هذا الجهاز مستوحى في الواقع من عمليات تكرير النفط الصناعية. وعلى الرغم من أن هذا الجهاز أثبت فعاليته على الخنازير التي تتمتع بصحة جيدة، إلا أن الباحثين شددوا على ضرورة التحقق من نجاعته في التجارب السريرية مع المشاركين المصابين بالفعل بمرض  السرطان.

ومن جهته، أوضح البروفيسور هيتس أن الخطوة التالية ستكون إجراء اختبارات أولية على مدى نجاعة هذا الجهاز مع الأشخاص المصابين بالسرطان عوضا عن الاستمرار في اختباره على الخنازير الصغيرة التي تتمتع بكبد صحي، إلى جانب الحصول على موافقة مشروطة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

وأكد الموقع أن الباحثين على ثقة من أن هذا الجهاز المبتكر سيكون واعدا في مجال علاج السرطان، كما أنهم يعتقدون أنه سيكون فعالا أكثر من طرق مكافحة الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي الأخرى التي لا تزال قيد الاختبار.

 

وقد أشار البروفيسور هيتس إلى أن "هناك الكثير من الفرص لتطوير أجهزة تكون أقل اجتياحا لجسم الإنسان وتعمل على التخفيف من آثار الدواء. ونحن نعتقد أن هذه الفكرة ستكون قابلة للتطبيق بشكل عام".

التعليقات (0)