ملفات وتقارير

حملة اعتقالات موسعة لطلاب الأزهر على خلفية تفجير قرب كنيسة

الماحي: كان لطلاب الأزهر دور محوري برفض الحكم العسكري لحظة الانقلاب العسكري- أ ف ب
الماحي: كان لطلاب الأزهر دور محوري برفض الحكم العسكري لحظة الانقلاب العسكري- أ ف ب

على إثر تفجير قرب كنيسة للأقباط بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة، الأحد، أودى بحياة أحد ضباط المفرقعات؛ شنت قوات الأمن حملة اعتقالات موسعة في صفوف طلاب جامعة الأزهر بمناطق مدينة نصر وعزبة الهجانة (شرق القاهرة)، واختطفت عشرات الطلاب من الشقق السكنية المحيطة بجامعة الأزهر، واقتادتهم لأماكن احتجاز مجهولة.

طلاب من جامعة الأزهر عاشوا التجربة، وحكوا لـ"عربي21" كيف نجوا من الاعتقال، وكيف سقط زملاؤهم في أزمة الاعتقال في وقت تجرى فيه امتحانات "التيرم" الأول.

يقول الطالب "ط.م" (كلية الدعوة): "كانت الساعة الثانية من فجر الاثنين، وبينما معظم زملائي الثمانية من كليتي وكليات أخرى غارقون في النوم بشقة نستأجرها منذ بداية العام بمنطقة مدينة نصر، وكانت الصدمة لنا جميعا".

وأضاف لـ"عربي21"، "أفزعنا طرق شديد على باب الشقة. وفي لحظات، وجدنا الرشاشات الآلية مصوبة فوق رؤوسنا مع أصوات سب وشتم بأقذع الألفاظ، وأمر بالوقوف بمواجهة الجدار، ورفع الأيدي لأعلى، ثم ضرب متواصل بكل قسوة، وويل لمن يصرخ أو يتأوه".

وتابع: "استطعت أن أميز رتبه كبيرهم، فهو رائد، وخلفه مجموعة من الرتب الأقل حتى المخبرين، لكن الغريب أن من بينهم قوات تابعة للجيش، تأكدت بنفسي من تلك الحقيقة، ولم أفهم لماذا، وعرفت فيما بعد أنه يوجد أسفل العقار 8 مدرعات وعدد من كبار الضباط بين لواءات وعمداء وعقداء".

وأوضح أنه "بعد حديث بين اللواء والرائد عبر اللاسلكي، أمره بجمع هوياتنا وهواتفنا المحمولة، وهنا كدت أن يغشى علي من الخوف، وبالفعل قام الضابط بإبلاغ أسمائنا لشخص مع القوة أسفل العقار وانتظر منه الرد، ثم أمرنا بالنوم على الأرض ووضع أيدينا فوق رؤوسنا".


وأشار إلى أن الضابط قام بمناقشتي بما أنني بكلية الدعوة، حول عدة مسائل حول مشروعية الحجاب والنقاب، وحكم معايدة الأقباط في أعيادهم والزواج منهم، ولمن أقرأ وأسمع من العلماء والدعاة".

وأكمل الحديث الطالب "أ. ع"، (كلية التجارة) بقوله: "ظلوا يصعدون فوق أجسادنا بأحذيتهم، ومنهم من كان يدوس على رؤوسنا، ولا نستطيع أن نتألم، بينما قام آخرون بتفتيش أغراضنا، وتحطيم كل ما في الشقة، وسرقوا كل ما وجدوه في جيوبنا من نقود بجانب إيجار الشقة نحو ألفي جنيه، دون أن ينطق منا أحد بكلمة".

وأضاف: "أخذ الرائد يمسك بهواتفنا واحدا تلو الآخر، فوجد أحدنا كتب على صفحته بموقع فيسبوك أن هناك تفجيرا حدث في كنيسة بمدينة نصر، فصفعه على الفور، وظل يضرب فيه حتى سقط على الأرض، ووجدني أراسل بعض الفتيات على الخاص، وقرأ تعليقات لبعضهن على صفحتي، ووجد بقائمة الأصدقاء زملاء أقباط لي فتركني، وقال: هل هنأتهم بالعيد؟ فقلت له: طبعا يا باشا".

وتابع: "وبينما هو يفتش بهاتف أحد زملائنا، وجد له صورا وسط الثلوج في دولة أوروبية، فقال له زميلي إنه يمتلك الجنسية الإيطالية بجانب المصرية ووالده يقيم هناك، فتركه على الفور وأعطاه هاتفه".

وأضاف طالب كلية الدعوة: "عندها عاد اللاسلكي لينطق من جديد، فارتعدت معه أجسادنا، وأبلغوا الرائد بأسماء أربعة منا ليتم اعتقالهم، بدعوى انتمائهم لجماعات إرهابية، وأن أحد أفراد أسرهم معتقل على ذمة قضايا تظاهر، وبالفعل تم اقتياد زملائنا حفاة، ومنعوهم من ارتداء ملابس تلائم الشتاء القارس".

وقال: "تركونا مع الفجر، فظللنا نبكي لا نعرف من القهر أم من السعادة أن نجونا، لنحمل كتبنا هربا من الشقة، ولنكتشف أنهم خطفوا العشرات من زملائنا في العمارة ذاتها والعمارات المجاورة".

وختم بقوله: "الغريب أنهم اعتدوا وبشدة على بعض الطلاب الأفارقة الذين يقطنون العقار ذاته، لكنهم لم يعتقلوا منهم أحدا".

"ما زال متوجسًا منهم"

وحول أسباب تدفيع النظام العسكري الحاكم لطلاب الأزهر ثمن جرائم وهجمات وعمليات إرهابية لا ذنب لهم فيها، يرى المتحدث السابق باسم طلاب جامعة الأزهر، الإعلامي المصري عبدالله الماحي، أن خوف رأس النظام من طلاب الأزهر هو السبب.


المذيع بفضائية الشرق، قال لـ"عربي21": "بدا واضحًا أن نظام السيسي لدية حساسية شديدة في التعامل مع كل من مظاهر الدين الإسلامي بمصر، واتخذ ذلك كقاعدة محورية للتسويق لنظامه خارجيًا وداخليًا، بإحكام قبضته على كل ما هو إسلامي".

وأوضح الماحي، أنه "كان لطلاب الأزهر دور محوري برفض الحكم العسكري لحظة الانقلاب العسكري، وسقط منهم الشهداء والجرحى، واستمرت مظاهراتهم بالرغم من القبضة الأمنية الشرسة، ولم يتمكن من إخماد ثورتهم إلا باعتقال القيادات الطلابية، والزج بهم في السجون، وتلفيق التهم السياسية لهم"، مضيفا: "ورغم كل هذا ما زال متوجسا من عودتهم للمشهد ثانية".

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، كشف مركز عدالة للحقوق والحريات أن إجمالي المعتقلين بالجامعات المصرية عام 2013 بلغ 2622 طالبا بينهم 1162 من الأزهر (44 بالمئة).

وبينت المنظمة أنه في 2015 اعتقل 761 طالبا بينهم 203 أزهريا، وفي 2016، جرى اعتقال 89 طالبا بينهم 28 أزهريا، مشيرا إلى أن القتل خارج القانون طال 17 طالبا بالمنشآت الجامعية في 2013-2014، أغلبهم بجامعتي القاهرة والأزهر.

اقرأ أيضا: مقتل ضابط إثر انفجار عبوة ناسفة بمحيط كنيسة شرقي القاهرة

التعليقات (1)
أرض اللواء
الثلاثاء، 08-01-2019 07:08 ص
الهجوم الذى شنه الأمن و الجيش المصريان على منازل الطلبة الأزهريين يشبه إلى حد كبير الحملات الأمنية المكبرة التى تشنها الشرطة و الاستخبارات و الجيش ضد الأهالى فى سيناء ! و هو يدل على ضعف المعلومات الاستخبارية لدى أجهزة الأمن عن طبيعة الخلايا الجهادية المحتملة بين الطلبة القاطنين فى ذلك المكان ، الأمر الذى دفع عناصر الأمن للاستعانة بالجيش من أجل تأمينهم من أى رد فعل عنيف من جانب أولئك الأفراد إذا كانوا من المسلحين ! فقد تكبدت قوات الأمن من قبل خسائر فادحة فى الأرواح خلال مداهمتها لأحد المساكن التى كانت تقيم بها خلية تابعة ل (ولاية سيناء) فى منطقة أرض اللواء بالجيزة ، و ذلك فى سبتمبر/أيلول عام 2017 م نتيجة لتعرضهم لهجوم مباغت بعبوة متفجرة ألقاها عليهم أحد الجهاديين من نقطة لم تكن فى حسبانهم بحسب ما كان لديهم من معلومات استخبارية قاصرة عن سكان المنطقة ! فبدا لأجهزة الأمن أن انفجار القنبلة بعزبة الهجانة فى مدينة نصر ، و التى لقى فيها أحد خبراء المتفجرات مصرعه ، أنه استدراج لها من أجل الوقوع فى كمين فتاك ، فاضطرت للاستعانة بالجيش فى تلك المداهمة ! أما عناصر الشرطة التى داهمت المكان فهم من مباحث الأمن الوطنى ، أما الهدف من الاعتقالات العشوائية بين الطلاب الأزهريين هو تضييق دائرة الاشتباه فى المنفذين المحتملين لهجوم عزبة الهجانة ، و إذا ما كان منفذوه لا يزالون طلقاء ، و يكررون نفس الأسلوب فى هجماتهم !