سياسة عربية

كيف فضحت تصريحات السيسي مخططات تدمير سيناء؟

سياسيون:  السيسي لم يعد محرجا من كشف عمالته لإسرائيل- جيتي
سياسيون: السيسي لم يعد محرجا من كشف عمالته لإسرائيل- جيتي

أكد سياسيون وعسكريون مصريون أن الأهداف الحقيقية من العملية العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة في سيناء منذ 9 شباط/ فبراير الماضي، أصبحت واضحة بعد تصريحات رئيس نظام الإنقلاب عبد الفتاح السيسي عن وجود تنسيق بين مصر وإسرائيل في سيناء.


ويرى خبراء تحدثوا لـ "عربي21" أن ما كشفه السيسي تزامن مع تصريحات أكثر وضوحا لمسؤولين إسرائيلين خلال الأيام الماضية عن شكل هذا التعاون، والذي من بين أهدافه تدمير البنية التحية للمقاومة الفلسطينية من خلال تدمير الأنفاق التي كانت تستخدمها المقاومة في الحصول على صورايخها المزعجة لإسرائيل.


وكان السيسي أكد في حديثه لقناة "CBS" الأمريكية، أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تشهد تقدما، واصفا العلاقة بالمتينة، وأن الفترة الحالية هي الأوثق والأعمق مع إسرائيل.


وحول سؤال للمحاور عن العملية العسكرية الدائرة بسيناء منذ قرابة العام، اعترف السيسي بوجود تنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي، كاشفا عن استخدام المجالات الجوية من أجل تنفيذ طلعات متعلقة بالعملية، دون أن يوضح شكل هذه الطلعات أو الأهداف التي حققتها.


وتزامن مع حديث السيسي للقناة الأمريكية، ما كشفه موقع "والا" العبري، بأن جيش الاحتلال الاسرائيلي، خاض حرب سرية لمدة أربع سنوات فى مصر، ضد طرق تهريب الصواريخ لحماس، تحت غطاء محاربة تنظيم الدولة بسيناء.

 

اقرأ أيضا: السيسي لـCBS: ننسق مع إسرائيل.. وهذا ما جرى برابعة (شاهد)


ووفقا لمحلل الشؤون العسكرية بالموقع أمير بوخبوط، فإن هجمات الجيش بسيناء كانت تستهدف محاربة تهريب الأسلحة لكتائب القسام عبر سيناء، موضحا أن مهاجمة داعش كانت مجرد ذريعة لإسرائيل، كاشفا أنهم خاضوا طوال السنوات الماضية حربا سرية ضد حماس، استهدفت عشرات شحنات الصواريخ القادمة من سيناء، وتدمير 15 ألف صاروخ نوعي، قبل وصولها للقطاع.


وحسب كلام "بوخبوط" فإن السيسي أشاد بهذا التنسيق في لقاءه مع cbs الأمريكية الذي اذيع مساء الأحد، مؤكدا أيضا أن الجيش الاسرائيلي استطاع تصفية العديد من الأشخاص ومهندسي أسلحة تابعين للقسام، فى عدد من مناطق العالم، إلا أن الجبهة الأهم في هذه الحرب السرية كانت بسينا، على حد وصف بوخبوط.


وفي تعليقه على اعتراف السيسي يؤكد الخبير العسكري اللواء عادل الحوبي لـ"عربي21" أن التنسيق بينه وبين إسرائيل ليس جديدا، وإنما بدأ منذ اليوم الأول لتوليه مسؤولية وزارة الدفاع خلال حكم الرئيس محمد مرسي، ثم زاد التنسيق بعد الإنقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013.


ويوضح الحوبي أن الجميع يعلم بهذا التنسيق، لأن إسرائيل لم تكن تقبل بوجود كل هذه الأعداد العسكرية والمعدات الحربية، ووجود طيران وبحرية ودفاع جوي ومدفعية ومدرعات داخل سيناء وعلى خط الحدود المشتركة إلا إذا كان هناك تنسيق معها، إلا أن شكل هذا التنسيق ظل مثار تساؤلات المتابعين للعملية العسكرية والتجهيزات المصاحبة لها.


ويشير الخبير العسكري إلى أن السيسي هو الذي كشف شكل هذا التنسيق خلال حواره مع القناة الأمريكية، ورغم أنها كات بكلمات قليلة إلا أنها في الوقت نفسه كانت معبرة عن الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الأحوال بمصر على يد الانقلاب.


وفيما يتعلق بموقف قيادات القوات المسلحة من هذا الإعتراف، يؤكد الحوبي أن الترتيبات والتفاصيل تتم في الأساس بين القيادات العسكرية بالجانبين، وموقف القيادة السياسية هو الموافقة النهائية، وهو ما يجعل التعويل لوجود رد فعل عكسي من قيادات الجيش على تصريحات السيسي أمر غير متوقع، لأنهم شركاءه بالجريمة، بالإضافة إلى أنه فرغ الجيش من القيادات التي كان يمكن أن تشكل ضغطا عليه. 

 

اقرأ أيضا: هكذا سخر مصريون من كواليس لقاء السيسي مع CBS (ِشاهد)


على صعيد آخر أبدى وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري سابقا محمد جمال حشمت تعجبه من تعامل البعض مع ما كشفه السيسي باعتباره مفاجأة، مشيرا إلى أن الانقلاب الذي قاده السيسي لم يكن ينجح إلا بموافقة إسرائيل التي دعمته بكل طاقتها، ومارست في سبيل ترسيخ أقدامه كل وسائل الضغط الدولية المتاحة لها.


ويؤكد حشمت لـ "عربي 21" أن الصحف العالمية مثل نيويورك تايمز وبلومبرغ وغيرهما نقلا عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن مئات الطلعات الجوية بسيناء، وبالتنسيق مع السيسي نفسه، ما يعني أن التنسيق موجود ومستمر ولن يتوقف طالما كان السيسي موجودا.


ويضيف حشمت أن الروايات القادمة من سيناء تؤكد أن آخر هذه الطلعات كانت مساء الخميس الماضي حيث شن الطيران الإسرائيلي هجوما على أهدافا عشوائية بمدينة رفح المصرية، رغم وجود جيش مصري كامل يقوم بتنفيذ حرب إبادة تحت غطاء العملية العسكرية سيناء 2018.


وحسب البرلماني السابق فإن السيسي لم يعد محرجا من كشف عمالته لإسرائيل، فهو نفسه الذي أعلن من منصة الأمم المتحدة عام 2017 أن أمن إسرائيل والمواطن الإسرائيلي في غاية الأهمية بالنسبة له، إلا أن الاعتراف بهذه العمالة هو ما يحتاج من المخلصين داخل المؤسسة العسكرية بألا تمر عليهم هذه التصريحات مرور الكرام.

التعليقات (1)
القضية المركزية
الثلاثاء، 08-01-2019 05:24 ص
الاستخبارات المصرية معنية بشكل كبير بتثبيت التهدئة بين حماس و (إسرائيل) ، و تعزيز التعاونين الأمنى و الاستخبارى مع حماس بغرض السيطرة على أنشطة جماعات السلفية الجهادية داخل قطاع غزة ، و التى ينتقل عناصرها من غزة إلى سيناء عبر الأنفاق لتنفيذ عمليات تستهدف الجيش و الأمن المصرى هناك ، ثم يعودون بعد ذلك عبر الأنفاق إلى داخل القطاع ! فعقيدة الجهاد العالمى التى تعتنقها جماعات السلفية الجهادية فى غزة ، و سيناء ، و سائر بقاع الأرض ؛ لا تعترف بالحدود السياسية المصطنعة بين بلاد المسلمين ، و لا تنصاع للشرعية الدولية التى تحافظ على تثبيت تلك الحدود ، بل تقوم على التضامن الكامل و المؤاخاة بين عناصرها فى عملياتهم المشتركة عبر تلك الحدود ! فى المقابل فإن القيادة المصرية تدرك أن تواطؤها مع أى اجتياح عسكرى صهيونى لقطاع غزة ، و ما يترتب عليه من إسقاط حكومة حماس ؛ كفيل بتحول قطاع كبير من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكرى لحركة حماس - إلى صفوف جماعات السلفية الجهادية ، و نزوحهم بأسلحتهم و خبراتهم العسكرية الواسعة إلى سيناء ، ليفتحوا بذلك جبهة أوسع على (إسرائيل) عبر حدودها البرية مع مصر ، و يصعدوا من هجمات السلفية الجهادية ضد الجيش و الأمن المصرى فى سيناء ، و يستنفروا المصريين للإنضمام لصفوف المجاهدين فى سيناء من أجل حرب اليهود ، و حماة حدودهم الجنوبية ! بينما ستتضرر المصالح الأمريكية على إمتداد الأرض من أى عدوان صهيونى على قطاع غزة ، بحكم أن فلسطين هى القضية المركزية للمسلمين حول العالم ، الأمر الذى يؤدى إلى ازدياد تجنيد الشباب الغاضب فى صفوف جماعات الجهاد العالمى ، و تصاعد الهجمات ضد المصالح الأمريكية فى كل مكان ! لذلك فإن خيار التهدئة ، و تثبيت الهدنة القائمة بين حماس و (إسرائيل) منذ العدوان الصهيونى على غزة صيف عام 2014 م ، هو خيار أمريكى بالأساس تتعاون كل من القاهرة و تل أبيب فى تنفيذه ضمانا للحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة !