ملفات وتقارير

هذا ما توقعه مختصون بشأن القضية الفلسطينية في 2019

الرئيس الأمريكي، "أثبت انه أحادي النظرة والتوجه لصالح إسرائيل، وهو لم يرى ردة فعل عربية رسمية رافضة لقراراته وتوجهاته- الأناضول
الرئيس الأمريكي، "أثبت انه أحادي النظرة والتوجه لصالح إسرائيل، وهو لم يرى ردة فعل عربية رسمية رافضة لقراراته وتوجهاته- الأناضول

أعرب مختصون فلسطينيون، في أحاديث مختلفة مع "عربي21"، عن تشاؤمهم حيال تطورات القضية الفلسطينية؛ سواء على الصعيد الداخلي الفلسطيني، أو الخارجي؛ الإقليمي والدولي.

وحول توقعه لتطورات القضية الفلسطينية في عام 2019، رأى أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أنه "من الصعب أن يكون هناك أي تقدم في المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، مع زيادة احتمال عقد انتخابات المجلس التشريعي في الضفة دون قطاع غزة، ولكن يبقى احتمال موافقة حماس على عقد هذه الانتخابات وخوضها قائم".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، "مصير ومستقبل حركة فتح سيبقى بين رئيس السلطة محمود عباس ومحمد دحلان"، مؤكدا أن "عباس لن يتصالح مع دحلان؛ الذي من المرجح أن تزيد شعبيته داخل صفوف حركة فتح خاصة في قطاع غزة".

وأكد البسوس، أن "عباس لن يسمح لأي شخص أن يحل محله طالما بقي على قيد الحياة"، مرجحا حدوث "اقتتال داخل حركة فتح، بين المرشحين أو الطامحين لرئاسة السلطة الفلسطينية وفتح بعد رحيل عباس لأي سبب كان".

وبشأن قطاع غزة المحاصر وحركة "حماس"، رجح عدم حدوث أي تقدم في الملف السياسي أو ملف التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي، في حين يزداد احتمال التصعيد العسكري بين المقاومة في غزة وإسرائيل؛ في حال لم توجد حلول إنسانية لمشاكل قطاع غزة المتفاقمة".

ونوه أستاذ العلوم السياسية، أن علاقة "حماس مع مصر، ستبقى في الغالب كما هي الآن؛ تسهيلات إنسانية محدودة، مع استمرار العلاقة الأمنية".

ترامب يصعد

وذكر أن الولايات المتحدة، "ستعمل خلال الفترة القادمة، على تطبيق سياسة أمريكية في الشرق الأوسط، من خلال دفع عملية التطبيع العربي الرسمي مع إسرائيل، في حين ستقزم إلى أكبر قدر ممكن المطالب الفلسطينية".

وحول طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية الحالية مع القضية الفلسطينية، أكد الكاتب والمحلل السياسي المقيم في الولايات المتحدة نصير العمري، أن "الضغوط الأمريكية على الفلسطينيين ستستمر في 2019".

وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أنه "بعد التصعيد الكبير ضد الفلسطينيين في ملف مدينة القدس واللاجئين والأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين)، ربما تكون صفقة القرن التي من المتوقع أن ترى النور هذا العام، هي الختم الرسمي على تصفية حل الدولتين وحق العودة والقدس".

ولفت العمري، أن الرئيس الأمريكي، "أثبت أنه أحادي النظرة والتوجه لصالح إسرائيل، وهو لم ير ردة فعل عربية رسمية رافضة لقراراته وتوجهاته، بل إن بعض الأنظمة الخليجية تعتبر مشاركة في التمهيد لصفقة القرن، والتي يبدو أن بنودها تلغي حق العودة والقدس وحل الدولتين".

علاقة متأزمة


من جانبه، وافق الكاتب والباحث السياسي منصور أبو كريم، البسوس بشأن الوضع الفلسطيني، وأكد أن "القضية والحالة الفلسطينية لن تكون أفضل حالا في عام 2019 من عام 2018، للعديد من الاعتبارات، منها تأزم العلاقات الفلسطينية الداخلية، خاصة بين فتح وحماس بعد فشل مسار المصالحة، وحل المجلس التشريعي".

وفي ظل هذه الأجواء السياسية توقع في حديثه لـ"عربي21" "المزيد من التدهور في العلاقات الوطنية الداخلية في ظل إصرار كل طرف على مواقفه".


ونبه أبو كريم، أن مسيرات العودة وكسر الحصار ستستمر "صعودا وهبوطا لفترات معينة، خاصة في ظل صعوبة اللجوء إلى المواجهة العسكرية، وإن كانت إسرائيل ستعود إلى محاولات التلويح بالحرب مرة أخرى عقب الانتخابات الإسرائيلية مباشرة؛ بهدف ترميم ميزان الردع، وإجبار حماس على تهدئة الأوضاع في منطقة السياج الفاصل، وهو ما قد يؤدي لفتح مواجهة عسكرية جديدة قد تكون حاسمة".

وأما على مستوى علاقة السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، رجح "تأزم العلاقة بين الجانبين، في حال تم إعادة تشكيل حكومة يمينية جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو أو غيره من قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، إضافة لتراجع قدرة إدارة ترامب على طرح ما يعرف بصفقة القرن، لأن إسرائيل حصلت منها على ما تريد؛ من نقل السفارة الأمريكية والاعتراف بها عاصمة لها، إضافة لشطب قضية اللاجئين".

وبحسب هذا الواقع، لفت الباحث أن "إسرائيل أصبحت ليست بحاجة إلى ما تبقى من هذه الصفقة، التي قد تتطلب تنازلات شكلية من قبل إسرائيل".

التعليقات (0)