علوم وتكنولوجيا

هكذا يساعدنا التفكير الواعي على مواجهة "أضرار التكنولوجيا"

أصبحت التكنولوجيا جزءا من تفاصيل حياتنا اليومية - جيتي
أصبحت التكنولوجيا جزءا من تفاصيل حياتنا اليومية - جيتي
نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن أهمية التفكير الواعي في مساعدة الأفراد على تجنب الأضرار التي قد تخلفها التكنولوجيا في عصرنا الحالي.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الثورة التكنولوجية مستمرة وتواصل تقديم كل جديد ورائع سنة بعد سنة. ولكن في الآونة الأخيرة، انتشرت موجة معادية للتكنولوجيا التي اجتاحت مختلف جوانب حياتنا، حيث أصبح موقع "فيسبوك" الذي كان محبوب الملايين، غير مرغوب فيه بعد الآن، كما اتهم شركة "غوغل" بالفساد، ويشتبه بتورط موقع "أمازون" في محاولة السيطرة على العالم. وقد ساهم كل ذلك في زعزعة ثقتنا في التكنولوجيا.

وأفادت المجلة بأن المؤسسات قد سئمت من الاستخدام المبالغ فيه للتكنولوجيا. ومن الواضح أن الحماس إزاء الحوسبة السحابية بدأ يتلاشى شيئا فشيئا. وحيال هذا الشأن، أشار مؤلف كتاب "الثأر التناظري: الأشياء الحقيقية وسبب أهميتها"، ديفيد ساكس، في مقاله الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن الابتكارات العظيمة لا تتطلب دائمًا كثرة الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة، بل وجود اختراع وطريقة تفكير محددة"، مشيرا إلى أن "الشركات والمؤسسات والأفراد تسعى جاهدة مثل لعبة روبوتية مكسورة لمعرفة استراتيجيتها لابتكار أحدث التكنولوجيات".

وأضافت المجلة أن موجة جديدة من التفكير الواعي برزت لتعيد النظر في مدى أهمية وجود التكنولوجيا في حياتنا. وذهب البعض إلى حد اعتبار أن تجارب الزبائن والحياة العملية قد لا تحتاج بالضرورة إلى أكبر وأحدث التقنيات، ذلك أن ما تحتاجه بالفعل هو تصميم يركز على الإنسان بشكل أكبر.

ونقلت المجلة عن مؤلفي تقرير حديث صادر عن "أكسنتشر وفيورد" أنه "في خضم مواجهة الانفجار الرقمي التي نتج عن عقدين من النمو السريع في مجال التكنولوجيا والابتكار، بات الناس يميلون إلى إعادة النظر في أولوياتهم. وقد تسببت سنوات من الاستثمار التنظيمي في مجال الابتكار في جعل الزبائن يشعرون بالارتباك والإرهاق، حيث يؤدي الطلب المتزايد على التكنولوجيا إلى زيادة الضغط على وقتنا واهتمامنا. وفي حين كنا نتوق إلى إضفاء الإثارة والمتعة إلى حياتنا ومعرفة كل جديد، فإننا بتنا الآن نتوق للبحث عن المزيد من الهدوء ومغزى لحياتنا في عالم صاخب".

اقرأ أيضا: لوتون: هل يُصغي فيسبوك إلى كل ما نقوله؟

وأضافت المجلة أن هذا التقرير كشف عن توجه الأفراد والمنظمات في الآونة الأخيرة نحو "مراجعة النفس حول ما تعنيه التكنولوجيا بالنسبة لهم، كما أعربوا عن رفضهم للمنتجات والخدمات التي لا تلبي احتياجاتهم". كما كانت هذه المسألة محور اهتمام شركات التكنولوجية الكبرى، التي تولي اهتماما أكبر هذه الأيام بما يسمى بـ "التصميم الواعي". وأورد التقرير أنه "يجب على المنظمات الأخرى أن تحذو حذوها، ولكي تفعل ذلك ستحتاج إلى تعلم طرق جديدة لبناء علاقات جيدة مع المستخدمين الذين باتوا يستجيبون بشكل سيء للنهج القديم".

وقد تطرق التقرير الصادر عن "أكسنتشر وفيورد" إلى السبل الممكنة للتوصل إلى أسلوب تفكير واع، على غرار مشاركة البيانات، والتحلي بالشفافية، والتركيز أكثر على الزبون. ووفقا لهذا التقرير فإن "تركيز الشركات والمنظمات ينبغي أن يكون منصبا على تصميم منتجات تلبي احتياجات الزبائن بشكل شامل وتتناسب مع نظام يعج بمنتجات أخرى منافسة لها". وحسب هذا التقرير فإن "المؤسسات تحتاج إلى إعادة التفكير في المقاييس التي تستخدمها لقياس النجاح، وإيلاء أولوية لقيمة المنتج على المدى الطويل على حساب مدة الاستخدام".

وأكدت المجلة أنه ينبغي على هذه الشركات الاستفادة من قوة الصور التي أنشأتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتعلم. وتكمن المفارقة في أن الذكاء الاصطناعي هو مثال على التكنولوجيا التي إذا تم تطبيقها بشكل مناسب، فإنها ستساعد على بلوغ المقياس الإنساني. كما تلعب هذه التكنولوجيا المتطورة دورًا في إضفاء طابع شخصي على تجارب العملاء والموظفين.

وينصح مؤلفو التقرير "بالتركيز على صنع الفارق" و"جعل أي تجربة مثل الاقتراض، والإرجاع أو التخلص، رائعة بقدر تجربة الشراء. وحتى تتمكن من إزاحة العوائق المحتملة لتغيير السلوك، اجعل المنتجات المستدامة التي تبيعها ذات أسعار معقولة ومناسبة تماما مثل المنتجات البديلة غير المستدامة".

وأوضحت المجلة أن تكاثف الجهود وربط علاقات تعاون مع نظرائك، أو حتى منافسيك، يساهم في تطوير عملك وتوسيع نشاطك. وشدد التقرير على أهمية التفكير في طرق لتحقيق موارد مالية إضافية عن طريق تحويل الأشياء التي لم تعد في حاجة إليها، ناهيك عن إنشاء قيمة لأشياء لم تكن موجودة. كما بين التقرير أهمية اتباع منهج "التقليل من استخدام البيانات"، لا سيما في ظل القلق المتزايد إزاء خطر انتهاك خصوصية بيانات العملاء. لذلك، تأكد من أنك تستخدم الحد الأدنى من البيانات التي تحتاجها عند تقديم خدمات لزبائنك.

وفي الختام، شددت المجلة على أهمية عامل الثقة بين الشركات الرقمية والشركات التي تعتمد على البيانات والزبائن. وقد أوضح التقرير أنه في حال حدث خطأ يتعلق ببيانات الزبائن، فإن السماح لهم بالتصرف أو اتخاذ الإجراءات اللازمة وإتاحة الفرصة لهم لإعادة حساب الخوارزميات ينم عن شفافية في المعاملات.
التعليقات (0)