صحافة إسرائيلية

قراءة إسرائيلية في انسحاب أمريكا من سوريا.. يخدم إيران

بحسب قراءة المركز الإسرائيلي، فإن "إسرائيل بقيت وحدها في المعركة ضد تثبيت الوجود الإيراني في سوريا"- جيتي
بحسب قراءة المركز الإسرائيلي، فإن "إسرائيل بقيت وحدها في المعركة ضد تثبيت الوجود الإيراني في سوريا"- جيتي

تحدث تقدير استراتيجي إسرائيلي الأربعاء، عن المعاني التي قد يتسبب بها قرار رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا، مؤكدا أن "خروج القوات الأمريكية، سيسرع عملية إعادة سيطرة نظام الأسد على مناطق في شرق وشمال سوريا".


وأوضح التقدير الذي أعده مركز "بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" الإسرائيلية، تحت عنوان "نظرة عليا"، أن هذه المناطق لم يستول عليها النظام بسبب سيطرة الأكراد، الذين يتمتعون بمساعدة ودعم الأمريكيين"، مضيفا أن "الخطوة الأمريكية ستعزز صورة انتصار الأسد في الحرب الأهلية بإسناد من التحالف الروسي الإيراني".


وتوقع أن "يكون الهدف الأول لروسيا وإيران، بالمسارعة في توجيه الجهود للسيطرة على المناطق القريبة من الحدود العراقية السورية، بما في ذلك منطقة التنف، ومحاور الحركة من الشرق إلى الغرب، وكذلك الإقليم الكردي في شمال شرق سوريا، بما في ذلك حقول النفط".


ورجح التقدير الإسرائيلي أن "تنفذ تركيا تهديداتها لتوسيع معركتها في شمال شرق سوريا أيضا، وتستغل الوضع الجديد كي تستولي على مناطق في الحدود التركية السورية"، مبينا أن "القرار الأمريكي يعني إيداع الملف السوري تماما في أيدي روسيا، وفقدان ورقة مساومة مركزية في مساعي التأثير على طبيعة التسوية السورية في سوريا".

 

اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: هكذا ترى روسيا انسحاب أمريكا من سوريا


وأشار إلى أن "التسوية كانت من المفترض أن تتضمن أيضا موقفا من مسألة التواجد الإيراني في سوريا"، لافتا إلى أن "موسكو رغبت في مغادرة أمريكا، لكنها طلبت دورا من واشنطن في عملية التسوية السياسية، كي تحظى بتأييد دولي وشراكة في إعادة بناء سوريا".


ورأى أن "روسيا ستحاول ترجمة مغادرة ترامب للساحة السورية، في تعزيز قدرتها على التأثير والمناورة في سوريا، وستستخدم ذلك كي تظهر أن سياستها تعكس التصميم والمسؤولية والمثابرة والاستقرار"، معتبرا أن "الخطوة الأمريكية تثبيت لمكانة موسكو كجهة مركزية في الشرق الأوسط".

 

جسر إيران البري


وقال المركز البحثي الإسرائيلي إنه "حتى لو كان لا يزال للولايات المتحدة مصالح في المنطقة، فإن سلوك واشنطن في سوريا، يشبه سلوكها في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي"، موضحا أن "الولايات المتحدة تترك لحلفائها علامات استفهام حول قدرتها على إسناد سياستهم في مواجهة الجهات التي تعمل منذ زمن بعيد على استغلال تردد الإدارة الأمريكية، لتسريع خطوات تعزيز نفوذها وسيطرتها"، في إشارة إلى الجهود الإيرانية داخل الأراضي السورية.


وذكر المركز أن "إسرائيل توقعت من الولايات المتحدة خطوات أكثر تصميما من أجل إبعاد إيران وفروعها عن سوريا، بمواصلة التواجد العسكري الأمريكي في شرق سوريا، من أجل منع الجسر البري الإيراني من الشرق إلى سوريا".

 

اقرأ أيضا: التايمز: منافسو أمريكا يستعدون لملء الفراغ في سوريا


واستدرك قائلا إن "المعاني المركزية من ناحية إسرائيل هي إمكانية أن يشجع الانسحاب إيران على تعزيز سيطرتها الإقليمية في المناطق التي كانت حتى الآن تحت نفوذ القوات الأمريكية"، مشيرة إلى أن "العلاقات المهزوزة بين واشنطن وموسكو لم تسمح حتى قبل ذلك، بالاعتماد على الإدارة كوسيط في مواجهة ضغوط روسيا، بما في ذلك القيود التي تفرضها على حرية العمل الجوي الإسرائيلي في سماء سوريا".


وبحسب قراءة المركز الإسرائيلي، فإن "إسرائيل بقيت وحدها في المعركة ضد تثبيت الوجود الإيراني في سوريا، وفي أحسن الأحوال ستنال إسنادا سياسيا من جانب الولايات المتحدة في إدارة الصراع".

التعليقات (0)