ملفات وتقارير

بعد فتح تحقيق.. هل انتحر الصحفي التونسي أم أحرقوه؟

السلطات فتحت تحقيقا في الحادثة بتهم القتل العمد- تويتر
السلطات فتحت تحقيقا في الحادثة بتهم القتل العمد- تويتر

شهدت واقعة انتحار مصور صحفي حرقا بمدينة القصرين التونسية، منعطفا جديدا بعد أن أذن القضاء بفتح تحقيق في القضية بتهمة القتل العمد و"الامتناع المحظور" أي عدم منع حدوث الجريمة.


شبهة القتل العمد

 
وأكد الناطق الرسمي باسم محكمة القصرين أشرف اليوسفي لـ"عربي21" أن قاضي التحقيق أصدر إنابة عدلية لفرقة مختصة بهدف الاستماع للشهود وجمع الأدلة حول حيثيات الحادثة.


وتابع: "على ضوء ما توفر لدى الأطراف المكلفة بالتحقيق من استماع للشهود والفيديوهات المتداولة لحادثة الحرق تم إيقاف أحد الأشخاص على ذمة البحث بشبهة ارتكاب جريمتي القتل العمد والامتناع المحظور".


وكان الفيديو الأول الذي نشره الضحية عبد الرزاق الزرقي أظهره وهو يحمل قارورة بنزين مهددا بإشعال النار في جسده بعد 20 دقيقة من تصوير الفيديو وكان برفقته شخص ثان يوثق بهاتفه أقوال الضحية.

 



وأكدت شقيقة المصور الصحفي في تصريحات إعلامية محلية، أن شقيقها لم يكن ينوي الانتحار بل تم التخطيط للعملية والتدبير لها وإحراقه عمدا بعد أن سكب البنزين على جسده في محاولة للفت نظر السلطات لوضعية المهمشين في مدينته.

وكان الفيديو الصادم الذي نشره بعض أصدقاء الصحفي عبد الرزاق الزرقي خلال إقدامه على الانتحار قد خلف أكثر من علامة استفهام بسبب ما أظهرته عدسات الكاميرا من اشتعال النار من خلف جسد الضحية وليس من أمامه.


وأوضحت كاميرات التصوير محاولة المصور الصحفي خلع قميصه لحظة إضرام النار في جسده حيث كان يقاوم ألسنة اللهب التي كانت تأكل جسده، فيما فر جميع المحيطين به دون محاولة إنقاذه في اللحظات الأولى للحادثة.


احتجاجات ليلية
وشهدت مدينة القصرين احتجاجات ليلية بعد حادثة انتحار الصحفي لا تزال تدور رحاها اليوم بحسب ما أكده شهود عيان لـ"عربي21" في معارك كر وفر مع رجال الشرطة.


وشهدت مدن تونسية احتجاجات ليلية أمس الثلاثاء، ومسيرة احتجاجية في قلب العاصمة تطالب بإسقاط الحكومة رافعة شعارات ضد التهميش والمحسوبية والتنمية غير العادلة في الجهات.




إضراب عام بقطاع الصحافة

 
وكانت نقابة الصحفيين التونسيين قد نعت في بيان لها حادثة انتحار المصور الصحفي، وأقرت الإضراب العام في القطاع الإعلامي يوم 14 كانون الثاني/ يناير القادم تنديدا بالوضعية المهنية والاجتماعية الهشة للصحفيين.


وأثارت حادثة انتحار ابن القصرين الجدل عبر الشبكات الاجتماعية، حيث أشعلت تدوينة ساخرة للمستشار السياسي لنداء تونس برهان بسيس في تعليقه على شبهة الجريمة في حادثة انتحار الصحفي غضبا بين نشطاء الفيسبوك.


واتهم بسيس بشكل ساخر الرئيس السبسي ومستشاره في القصر نور الدين بنتيشة في الضلوع مباشرة في جريمة قتل الصحفي وبأن الولاعة التي أشعل بها جسد الضحية تعود ملكيتها للسبسي".

 


واتهم الصحفي ماهر زيد الرئيس التونسي ومستشاريه بالتحريض على الفوضى والاحتجاجات في مدينة القصرين وافتعال حادثة الانتحار بهدف إسقاط حكومة الشاهد.

 

وشكك النائب عن كتلة "الائتلاف الوطني" الصحبي بن فرج في رواية الانتحار مؤكدا أنه عمل مدبر ومخطط له مسبقا.


وتابع في تدوينة له: "المقطع يوحي بأن فريقا متكاملا قام بالإعداد للحادثة قارورة البنزين، تحديد التوقيت، اختيار المكان، النقل المباشر على الفيسبوك، الخطاب الثوري، تحريض الجماهير للخروج والانتقام من الفقر والبطالة والتهميش..".

 

اقرأ أيضا: على طريقة "بوعزيزي".. صحفي تونسي ينهي حياته حرقا (فيديو)

التعليقات (0)