ملفات وتقارير

في ظل يومها العالمي.. تحديات تواجه انتشار اللغة العربية

مختصون: اللغة تقدم بطرق منفرة وتقليدية بعيدا عن القوالب الحديثة- جيتي
مختصون: اللغة تقدم بطرق منفرة وتقليدية بعيدا عن القوالب الحديثة- جيتي

في ظلال الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، تواجه لغة الضاد الكثير من التحديات والأزمات، ومنها ابتعاد العرب عن السعي وراء تعلم قواعدها والنفور منها، واقتصار البحث فيها على الباحثين والأكاديميين.

وتراجعت الندوات الثقافية والمجالس المحفزة على تعلم العربية، كما كان سائدا في سنوات مضت لصالح التطور التكنولوجي الذي باتت اللغات الأجنبية فيه الأكثر استخداما، وخاصة الإنجليزية، عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

إقرأ أيضا: في اليوم العالمي للغة العربية.. اختبر لغتك (أسئلة تفاعلية)


وبات العرب أكثر تفضيلا للتواصل عبر لهجاتهم المحلية فيما بينهم، بعيدا عن استخدام العربية الفصحى، سوى في الأبحاث والكتابات الصحفية، التي لا تزال تحافظ على الكتابة والحديث بها.

ويرى مختصون تربويون أن الحكومات العربية تتحمل مسؤولية كبيرة عن تراجع اللغة العربية، من جانب نشرها وتقديمها بطريقة سهلة، بعيدا عن التعقيد، فضلا عن تراجع المكانة السياسية للعرب، بشكل عام مما ينعكس على لغتهم بشكل سلبي.

لغة علوم

الشاعر والموجه التربوي الدكتور أيمن العتوم، قال: إن اللغة العربية تعتبر في المرتبة السادسة ضمن التصنيف العالمي للغات لكنها ليست "لغة العلوم" اليوم.

وأوضح العتوم لـ"عربي21" أن العربية لغة كتابة وشعر لكن انتشار العلوم باللغات الأخرى دون العربية، جعلها أقل انتشارا، لافتا إلى أنه "في حال كانت العلوم معرّبة، فإن ذلك مدعاة لتناقلها بشكل أكبر وتشكيل قوة لها".

وشدد على أن اللغة العربية اليوم "تعاني من ضعف للناس، عبر الندوات الثقافية اللغوية ومسابقات الشعر، والفعاليات التي تنتج جيلا ملتصقا بلغته، ويمارسها بكل قوة، رغم وجود اللهجات المحلية".

ورأى أن الطلبة والأفراد "ليسوا هم البعيدون عن اللغة بل إن أصحاب اللغة، هم من أبعدوهم" وأوضح العتوم "العربية حين تقدم بنصوص جاذبة وجميلة تشد الطلبة، لكن ما يحصل أنها تقدم بأسوأ الطرق، ونلجأ للمقعر والمعقد والصعب، لنقول في نهاية الأمر إنها العربية".

وأشار إلى أن العربية "فيها من السحر والجاذبية الشيء الكثير، إذا قدمت للجميع بطريقة ميسرة وسهله وخاصة للأطفال العرب، القادرين على استيعاب لغات أبعد ما تكون عن لغتهم الأم، فكيف باللغة العربية التي يمارسونها يوميا".

وحمّل العتوم مسؤولية تراجع اللغة العربية للحكومات والهيئات المؤسسات المدنية التي "لا تبذل الجهود اللازمة من أجل إنزال هذه اللغة منزلتها".

 

اقرأ أيضا: في اليوم العالمي لـ"العربية".. كيف نحميها بالتواصل الاجتماعي؟


وأضاف: "علماء اللغة ومنظومات التعليم وبعض المعلمين والحكومات، أول من يطعن اللغة في الظهر، وما يقدم حتى الآن غير كاف".

وعلى صعيد المهرجانات التي تقام للاحتفاء باللغة العربية تساءل الشاعر العتوم "ما فائدة أن يرتدي الإنسان تاجا، على عقل فارغ؟" وأضاف: "الاحتفالات لا تصنع للغة مكانة ومهمتها تتويج الثمرة واليوم الثمرة مفقودة".

وشدد على الحاجة إلى إعادة صياغة المناهج وخلق مشاريع استراتيجية، لتوثيق اللغة وتبسيطها وتقديمها بطريقة ميسرة وسهلة، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها بهجرة العرب نحو لغات أخرى.

قوالب جميلة

من جانبه قال معلم اللغة العربية بطريقة الترفيه معمر القريوتي: إن التحدي الأبرز أمام اللغة العربية اليوم، هو "كيفية تحويلها لمادة ممتعة ومرغبة للطلبة لسهولة فهمها".

وقال القريوتي لـ"عربي21": "العلم بحد ذاته ثقيل، لكن ابتكار الأساليب التعليمية، لإيصال اللغة وشتى العلوم، هو المطلوب اليوم للخروج من نفور الطالب لتعلمها".

وأضاف: "اللغة العربية قسمان الأول، نصوص وقصائد وروايات، وهي بحد ذاتها جاذبة، إذا استخدم معها لحن أو تم غناؤها، لكن في المقابل لدينا القسم الثاني وهو القواعد والنحو والصرف الجزء الأكثر جمودا في اللغة وهو بحاجة لوسائل تعليمية مبتكرة، لإيصالها للطلبة".

وشدد القريوتي على وجوب لجوء المعلمين والمربين إلى اعتماد الترفيه وإدخال روح الدعاية على المادة العلمية للغة العربية لتصبح سهلة وميسرة.

لكنه في المقابل أكد على أن الوضع السياسي والاقتصادي للعالم العربي، ينعكس سلبا أو إيجابا، على اللغة العربية.

وتابع: "اللغة محور ثقافي والدول القوية بالمحصلة لغتها قوية، لكن حال العالم العربي لا يخفى على أحد اليوم" مضيفا: "لو عدنا لسالف الزمان فقد كان الأوروبيون يرددون كلمات عربية، في تعاملاتهم اليومية، بسبب قوة الدولة التي تقف وراء اللغة، وتنشرها في العالم، عبر العلوم المختلفة مثل الطب والهندسة والفلك".

 

إقرأ أيضا: جامعة إسطنبول تحتفل باليوم العالمي لـ"العربية"

التعليقات (0)