صحافة إسرائيلية

هذه تفاصيل دراسة إسرائيلية للتعامل مع زيادة الهجمات بالضفة

الدراسة:نجح الشاباك بإحباط 480 عملية في 2018 ما يكشف حجم الدافعية لدى الفلسطينيين لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية- جيتي
الدراسة:نجح الشاباك بإحباط 480 عملية في 2018 ما يكشف حجم الدافعية لدى الفلسطينيين لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية- جيتي


قال جنرالان إسرائيليان إن "التصعيد الأمني الذي تشهده الضفة الغربية في الآونة لأخيرة يتطلب من إسرائيل إجراء تغيير استراتيجي في سياستها، حتى لو نجح الجهد الأمني والعسكري للجيش في وضع حد لظاهرة العمليات الفلسطينية، لأن هذه الهجمات أشعلت الأضواء الحمراء في مكاتب الحكومة الإسرائيلية، مما يتطلب البحث عن أفق سياسي مع الفلسطينيين بعيدا عن سياسة الأمر الواقع المسماة "الستاتيكو".


وأضافا في ورقة بحثية نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، قبل ساعات، وترجمتها "عربي21" أنه "يجب إيجاد إستراتيجية جديدة للعثور على المصالح بعيدة المدى لإسرائيل، وليس فقط تحقيق المصلحة الآنية بكبح جماح العمليات الفلسطينية، عبر خارطة طريق تقوم على خمسة أرجل أساسية".


وسردت الدراسة التي أعدها الجنرالان أودي ديكل وكوبي ميخائيل، هذه الأركان الأساسية لخارطة الطريق الإسرائيلية للتعامل مع موجة التصعيد الأخيرة، على النحو التالي:  


1-منح الجيش الإسرائيلي حرية الحركة والعمل الأمني والعسكري في كل مناطق الضفة الغربية.


2-تقليص فرص الاحتكاك قدر الإمكان مع السكان الفلسطينيين.


3-استمرار التعاون الأمني مع الأمن الفلسطيني، والمساعدة بتحسين ظروف السلطة الفلسطينية.


4-أفق سياسي وجاهزية للدخول لمفاوضات مع الفلسطينيين على ترتيبات انتقالية تمهيدا للاتفاق على حل سياسي.


5-مساعدة الجهود الدولية والإقليمية لإعادة اعمار قطاع غزة، على أن يكون من خلال السلطة الفلسطينية، وتجديد سيطرتها على القطاع.


وقالت الدراسة إن "سلسلة العمليات المسلحة الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية، وأدت في مجملها خلال هذا العام لمقتل 13 إسرائيليا، تشير لنجاح حماس في مساعيها بإشعال هذه المنطقة، بعد توصلها لتفاهمات أولية في قطاع غزة حول وقف إطلاق النار، بالتزامن مع تراجع السلطة الفلسطينية، وضعف سيطرتها على الأوضاع الأمنية، بما قد ينذر بتفككها وانهيارها".


وأشارت إلى أن "اللافت أن إسرائيل أنهت جولة المواجهة العسكرية الأخيرة في غزة، وظهرت كما لو كانت خاضعة لابتزاز حماس، مما ولد ردود فعل إسرائيلية غاضبة، ولذلك يبدو مهما ربط تسلسل هذه الأحداث بثلاثة عوامل أساسية، على النحو التالي".


1-الصراع المستمر داخل الساحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، على قيادة المشروع الوطني.


2-التدخلات الإقليمية المتنامية في الساحة الفلسطينية، خاصة من إيران وتركيا.


3-تفكير إسرائيلي جديد للتعامل مع الجبهات الثلاث المشتعلة: غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان.


وأوضحت الدراسة أن "عمليات الأسبوع المنصرم في الضفة الغربية حصلت على خلفية نجاح جهاز الأمن العام الشاباك في إحباط 480 عملية خلال العام الجاري 2018، بما فيها كشف بنى تحتية عسكرية لحماس، وهذا العدد يكشف عن حجم الجاهزية والدافعية المتوفرة لدى الفلسطينيين لتنفيذ العمليات والهجمات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية، خاصة من قبل حماس".


وشرحت قائلة إن "زيادة هذه الدافعية الفلسطينية لتنفيذ العمليات تعود لجملة أسباب وعوامل تأخذ الشارع الفلسطيني نحو مزيد من التطرف والمعاداة لإسرائيل، كما تجلى في استطلاعات الرأي الفلسطينية الأخيرة، وهي:


1-حالة الجمود السياسي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.


2-الإحباط في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية.


3-خيبة الأمل من القيادة الفلسطينية ودورها.


وأوضحت الدراسة أن هذه التطورات الأمنية تدفع إسرائيل لطرح جملة أسئلة على نفسها:


1-السؤال الأول: هل يمكن تصميم سياسة مستقلة تجاه غزة والضفة، كل على حدة، بعد أن ثبت لإسرائيل أنه لا توجد جاهزية دولية لإعادة اعمار غزة دون تولي السلطة الفلسطينية لهذه المهمة.


2-السؤال الثاني: كيف يمكن الإبقاء على سياسة الأمر الواقع مع الفلسطينيين، لأن الإجابة تطرح سؤالا توليديا جديدا: من هو الشريك الإسرائيلي المفضل في الساحة الفلسطينية: فتح أم حماس.


3-السؤال الثالث: ما هي الروابط القائمة بين الجبهتين الشمالية والجنوبية في ظل التقديرات الإسرائيلية أن الأولى هي الأهم، والثاني تأتي في مرحلة تالية".


وختمت الدراسة بالقول إن "هناك قناعات إسرائيلية بأن إيران قد تدفع الفصائل الفلسطينية لإشعال الوضع مع إسرائيل لتصعب عليها شن حرب على الجبهة الشمالية، كما تجلى مؤخرا في الدعم المالي الذي تضخه إيران على حماس في الضفة الغربية".


وتكتسب أهميتها من كون من أعدها هما اثنان من أكبر الجنرالات الإسرائيليين اضطلاعا بالملف الفلسطيني، فكوبي ميخائيل هو الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث الفلسطينية بوزارة الشؤون الإستراتيجية، وأصدر عددا من الدراسات والكتب الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين.


أما أودي ديكل، فهو الرئيس السابق لإدارة المفاوضات مع الفلسطينيين، وشغل وظائف عديدة في الجيش والاستخبارات والتعاون العسكري الدولي والتخطيط الإستراتيجي.

0
التعليقات (0)