قضايا وآراء

الجالية الفلسطينية.. واقع وطموح

حسن العالول
1300x600
1300x600
الجالية الفلسطينية عنوان كبير ومظلة جامعة للكل الفلسطيني، بغض النظر عن توجهاتهم وأفكارهم وميولهم السياسية. الجالية ليست حكراً لأحد ولا عزبةً يرتع فيها المنتفعون وأصحاب الأجندات المشبوهة كما يحلو لهم. الجالية لا تستمد شرعيتها إلا من أبنائها وأعضاء مؤتمرها العام الذي يضم كل من هو فلسطيني. لقد سئمنا من التعيينات والتكليفات التي تعتمد على العلاقات والنفوذ دون إجراء انتخابات حقيقية ، لا فعاليات ولا أنشطة، فقط مُسميات وألقاب وهمية دون فعالية تُذكر. إن قيادة الجالية مسؤولية كبيرة وهي تكليف وليست تشريفا كما يظن البعض من أصحاب النفوس المريضة ،  وما نشهده اليوم من حالة الاستقطاب الحاد في أماكن التواجد الفلسطيني في الغرب والتي لم يسبق لها مثيل سيؤدي قطعاً لتداعيات خطيرة قد تعصف بالحالة الفلسطينية وتُهدد تماسكها ووحدتها.

فيبدو أن حالة الإاقسام الفلسطيني في الداخل أثرت بشكل ملحوظ على دوافع تشكيل الجاليات، أُطرا وروابط ومُسميات مختلفة تتصارع فيما بينها دون تمثيل حقيقي للفلسطينيين. فالكُل يدعي زوراً وبهتاناً ذلك في غياب الغالبية العظمى من أبناء الجاليات الذين ينتمون فقط لفلسطين. انعدام الثقة وغياب المصداقية أبعدا الفلسطينيين عن أي نشاط أو تفاعل. فقد بات واضحاً للعيان أن البعض يسعى لتعزيز قوته ونفوذه في الساحات، والبعض الآخر يعمل وعينه على المجلس الوطني الفلسطيني ليضمن له أكبر عدد ممكن من مقاعد الخارج في حال أجريت أي انتخابات مستقبلية. أما أخطرهم فهو من يسعى لأن يركب موجة الانقسام، يبحث له عن مكان ومكانة اجتماعية لا يستحقها بالمطلق، يرغب بأداء دور الحريص المُبادر لعله يمحو تاريخاً أسود له مبنيا على الانتهازية والنفاق السياسي وشراء المناصب والتلون كما الحِرباء. والحقيقة أن مفهوم الجالية فيه لغط كبير وسوء فهم من الكثيرين ، فالأصل أن الجالية الفلسطينية هي إطار وجسم أهلي مستقل ليس لها أي ارتباط سياسي بأي فصيل أو حزب ، دورها محدد بالنشاط الاجتماعي والثقافي مع الدور المساند والداعم لأهلنا في الداخل من خلال التنسيق والتشبيك مع المؤسسات الأخرى الداعمة لقضيتنا.

 حالة التشتت التي تعيشها الجاليات ما بين هذا الطرف وذاك تؤثر بشكل سلبي على أدائها ودورها المنوط بها. ما المانع أن تجمعنا جالية واحدة، الكل يشارك فيها بغض النظر عن انتمائه السياسي؟ ما نتفق عليه كثير وما نختلف عليه محدود يُمكِننا تجاوزه، فليحتفظ كل فلسطيني بفكره ولنتفق على فلسطينيتنا وعدالة قضيتنا. نبني فيما بيننا جسور التواصل المتينة المبنية على وحدة الهدف والمصير ، ولنؤسس لأجيالنا القادمة مفهوم الشراكة والانتماء لفلسطين فق. في الخارج لسنا بحاجة لأحزاب وفصائل وأُطر متناحرة ، نحن بحاجة لإطار واحد يجمعنا نتفق فيه على رؤيا وأهداف مشتركة تخدمنا وتخدم قضيتنا، نقطع الطريق على أولئك المتسللين خفافيش الظلام الذين يسعون جاهدين لتفتيتنا ليتصدروا المشهد دون وجه حق. المشهد كئيب لكنه لا يخلو من الشرفاء الوطنيين الذين يعملوان بجهد طيب دون أية أطماع لتشكيل جاليات تجمع الكل الفلسطيني على أُسس ديمقراطية، ولكنهم بحاجة لدعم ومساندة من كل الغيورين الذين ما زالت ضمائرهم حية وما زالت فلسطين في قلوبهم.
1
التعليقات (1)
سامي عيسى
الأربعاء، 12-12-2018 03:14 م
فعلا اصبت ونتمنى التوفيق لاصحاب النوايا الصادقة المخلصة لفلسطين فقط