سياسة دولية

تعرف على أهم الملفات الساخنة بقمة الـ20 وأبرز المشاركين

تنطلق غدا الجمعة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أعمال القمة الثانية عشرة لدول مجموعة العشرين- جيتي
تنطلق غدا الجمعة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أعمال القمة الثانية عشرة لدول مجموعة العشرين- جيتي

وسط تشديدات أمنية مكثفة، وتوتر دبلوماسي دولي، وحرب تجارية بين قطبي الاقتصاد العالمي، تنطلق غدا الجمعة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أعمال القمة الثانية عشرة لدول مجموعة العشرين"G20"، والتي تعقد للمرة الأولى في قارة أمريكا الجنوبية، وتستمر لمدة يومين.


وبالقرب من مكان أول معركة بحرية في الحرب العالمية الثانية (معركة نهر لابلاتا)، يناقش قادة أقوى دول العالم على ضفاف نهر ريو دي لابلاتا ملفات اقتصادية وعسكرية وسياسية ساخنة، في بلد تواجه أزمة اقتصادية عميقة مع تضخم سنوي يبلغ 45 بالمئة واقتصاد يعاني من الانكماش.


واتخذت الأرجنتين إجراءات أمنية مشددة لاستضافة مجموعة العشرين بنشرها 24 ألفا من عناصر قوات الشرطة، ومنع الوصول إلى قسم من العاصمة الأرجنتينية، وكذلك وفي خطوة غير مسبوقة، الأمر باغلاق محطات مترو وأحد المطارات.

 

ملفات ساخنة


وتفرض عدد من الملفات الساخنة نفسها على جدول أعمال قمة العشرين، أبرزها التصعيد العسكري الأخير بين روسيا وأوكرانيا، والغموض الذي يكتنف الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وكذلك قضية أسعار النفط والإمدادات النفطية العالمية، إلى جانب القضية التي ستلقي بظلالها على فعاليات القمة (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ) وهي قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في تركيا.


وأنشئت مجموعة العشرين على هامش قمة مجموعة الثمانية في 25 سبتمبر 1999 بواشنطن، خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين، والغرض منها هو تعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، والتي لم تتمكن اجتماعات وزراء المالية مع مجموعة السبعة من حلها.

 

اقرأ أيضا: لوفيغارو: قمة العشرين.. هل أصبح طلاق واشنطن رسميا؟

وتستحوذ قارة آسيا على غالبية أعضاء مجموعة العشرين ممثلة بـ 6 دول هي الصين، والهند، وإندونيسيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، والسعودية، تليها قارة أوروبا ممثلة بـ 4 دول من الاتحاد الأوروبي هي بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، إلى جانب روسيا وتركيا، ثم أمريكا الشمالية ممثلة بـ 3 دول هي الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك.


وتعد قارة إفريقيا هي الأقل تمثيلا في عدد الدول بمجموعة العشرين، حيث يقتصر تمثيلها بدولة واحدة فقط هي جنوب إفريقيا. كما تمثل أستراليا قارة أستراليا.


أبرز المشاركين


وخلافا لوعود حماية التعددية التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية على مدار القمم العشرة الماضية لمجموعة العشرين، يشارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا العام رافعا شعار "أمريكا أولا".


ومن المقرر أن يعقد ترامب لقاءات مع رؤساء وزعماء عدة دول على هامش أعمال القمة أبزرها الصين وروسيا وتركيا لمناقشة بعض القضايا والملفات الساخنة على المستويين الإقليمي والعالمي.


ويتبنى الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال مشاركته في القمة شعار الدفاع عن التعددية ومعارضة الحمائية وقرارات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عدد من الدول الصناعية الكبرى. ومن المتوقع أن تدافع أيضا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وتعارض كل الإجراءات الحمائية التي يمكن أن تعرقل التبادل التجاري الحر.

 

اقرأ أيضا: هل تفعلها أمريكا وتفرض رسوما جديدة على الصين مطلع 2019؟

وعلى الرغم من التوقعات بهيمنة الخلافات بين واشنطن وبكين على أعمال القمة، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دفع إصلاح لمنظمة التجارة العالمية قدما وحماية اتفاق باريس حول المناخ.

 

بينما تسعى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المنشغلة بأزمة "بريكست" لتأمين عدد من الاتفاقيات التي تدعم الاقتصاد البريطاني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.


وفي أجواء التصعيد بين موسكو وكييف، والدور المحوري الذي تلعبه روسيا في ملفات دولية كبرى مثل الحرب في سوريا والأزمة مع أوكرانيا سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أبرز الشخصيات المحورية في القمة.

 

إحراج ابن سلمان


وأعلن الكرملين أن بوتين سيلتقي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين، ليكون بذلك أول زعيم يخرج على تحفظات وتردد الزعماء الآخرين في لقائه، بعد فضيحة ضلوعه في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ونفي جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، أن يلتقي ترامب ابن سلمان في الأرجنتين على هامش القمة، وكذلك نفى مصادر تركية أيضا أن يكون الرئيس رجب طيب أردوغان سيلتقي ابن سلمان. 


وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، وفق ما ترجمته "عربي21"، أن مشاركة ابن سلمان، في قمة العشرين بالأرجنتين، ربما تحرج عددا من القادة خصوصا عند التقاط الصور مع ابن سلمان، في ظل حرب اليمن، وقضية مقتل خاشقجي. 


وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية طلبت من الأرجنتين ملاحقة ابن سلمان قضائيا في هذا الملف وكذلك في ملف الحرب على اليمن. 


ووصل ابن سلمان إلى بوينوس آيرس الأربعاء لحضور أعمال القمة، رغم الصخب الذي تسببت به جولته الخارجية، والاحتجاجات ضده في تونس قبل انطلاقه إلى العاصمة الأرجنتينية.

 

اقرأ أيضا: ابن سلمان "القلق" مشاركا بقمة العشرين.. هل يتعرض للإحراج؟

وفي تصريحات له، اليوم، قبيل مغادرته إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيبحث خلال القمة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، مضيفا أنه سيبحث أيضا مع ترامب، موضوع "منبج" السورية.

 

أزمة ثقة


ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، زعماء دول مجموعة العشرين إلى إظهار قيادة أكثر فاعلية، واتخاذ خطوات أكثر جرأة في مواجهة مشكلات كبيرة بدءًا من تغير المناخ ووصولا إلى اللامساواة. 


وقال غوتيريش في تصريح للصحفيين، قبيل مغادرته إلى الأرجنتين إن العالم يواجه اليوم "أزمة ثقة"، كما أن العالم يزداد ظلماً، وأن النزاعات التجارية والتوترات الجيوسياسية فرضت مزيدا من الضغوط على الاقتصاد العالمي. 


وفي إشارة إلى التكاليف الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية لتغير المناخ، أشار غوتيريش إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري، فإن تكلفة الكوارث الطبيعية وتلوث الهواء على الاقتصاد العالمي قد تصل إلى 21 تريليون دولار بحلول عام 2050. 


وشدد غوتيريش على أن أعضاء مجموعة العشرين مسؤولون عن انبعاثات أكثر من ثلثي  الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري العالمي ، مضيفًا أن قادة مجموعة العشرين، يملكون المال، والقوة لحل مشكلة المناخ.

التعليقات (0)