سياسة عربية

دول جوار ليبيا تجتمع بالخرطوم.. ما الجديد الذي ستقدمه للأزمة؟

تحضر أطراف دولية عدة الاجتماعات - (مكتب السراج)
تحضر أطراف دولية عدة الاجتماعات - (مكتب السراج)

تحتضن العاصمة السودانية "الخرطوم"، الخميس المقبل، اجتماعا لدول جوار ليبيا من أجل بحث آخر تطورات التسوية السياسية للأزمة الليبية الراهنة والتي شهدت عدة اجتماعات دولية مؤخرا، وسط تساؤلات عما سيقدمه اجتماع "الخرطوم" من جديد، وما إذا كان سيقترح حلولا ربما تربك المشهد.

ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع كافة دول جوار ليبيا، وحكومة الوفاق الوطني الليبية، والمبعوث الأممي إلى ليبيا، والممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية لليبيا، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وإيطاليا.

تسوية

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن "الاجتماع المنعقد على أراضيها يهدف إلى دفع جهود التسوية السياسية في ليبيا، ومناقشة انعكاسات الأوضاع هناك على الأمن الإقليمي وكذلك قضايا الإرهاب وتهريب البشر والجريمة العابرة للحدود"، وفق بيان للوزارة.

ورأى مراقبون أن "هذا الاجتماع في هذا التوقيت وبمشاركة كل من فرنسا وإيطاليا ربما يؤكد على ضرورة الانصياع لمخرجات اجتماعي "باريس" و"باليرمو" الماضيين وعدم اقتراح أي حلول أو مخرجات من شأنها إرباك المشهد، وأن حضور "روما وباريس" للاجتماع سيكون بمثابة مراقبة وضغط لعدم الخروج على مقترحاتهما للحل في ليبيا".

 

اقرأ أيضا: منسق"الدولية من أجل ليبيا" يتحدث لـ"عربي21"عن دورها وهدفها

وطرح الاجتماع وتأكيدات المشاركة فيه، تساؤلات من قبيل: ما الجديد الذي سيقدمه الاجتماع؟ وهل سيطرح حلولا أخرى ربما تربك الوضع الحالي أو تؤثر على مخرجات مؤتمر "باليرمو" الأخير؟ أم أن دول الجوار كلها تابعة للمجتمع الدولي والدول الكبرى؟

وقال المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، إن "الاجتماع سيستفيد منه المجتمع الدولي فقط في جمع معلومات عن الرؤى ووجهات النظر الإقليمية حول ليبيا، وكذلك تستفيد منه أجهزة المخابرات الأخرى"، مضيفا لـ"عربي21": "لم تجتمع دول العرب مرة لتحقق أي مصلحة لشعوبها، فهل ستحققها لغيرها؟"، حسب كلامه.

الانتخابات هي كلمة السر

وأكد الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر أن "دلالة حضور فرنسا وإيطاليا أنهما سيقومان بالدفع نحو الانتخابات في ليبيا، خاصة أن الاجتماع سيكون موسعا وسيشمل دولا أخرى مثل تشاد النيجر وهذا سيعطي ثقل للاجتماع".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "هذا التوسع في الحضور يؤكد أن حل الأزمة الليبية لم يعد يقتصر على دول جوار ضيقة جدا مثل مصر وتونس والسودان، وكون المشهد الليبي تغير قليلا سيكون هذا في الحسبان وسيلقي بظلاله على الاجتماع"، وفق رأيه.

وتابع: "لكن الانتخابات والدفع نحو إجرائها في توقيتاتها الدولية المقترحة سيكون هو العنوان الأبرز لهذا الاجتماع، ودول الجوار ستكون دائما في الإطار الدولي، لكن الأزمة أن هذا الإطار الدولي بخصوص ليبيا هو إطار غير واضح حتى الآن"، كما قال.

اجتماع أمني

ورأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أن "دول الجوار لن تقدم جديدا فيما يتعلق بالمسار السياسي الليبي، خاصة وأن الخلافات واسعة بينها في قضايا متعددة، إضافة إلى اختلاف طرق تعاطيها مع الأزمة الليبية".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الجانب الأمني وخاصة ما يتعلق بتأمين الحدود سيكون هو الطاغي على هذا الاجتماع، كما أنه من المتوقع أن يتم التأكيد على دعم الجهود الدولية المتمثلة في مساعي البعثة الأممية لحل الأزمة"، حسب تقديراته.

التعليقات (0)