صحافة دولية

ذا هيل: هل تصمد علاقة ترامب مع ابن سلمان أمام الضغوط؟

هيل: مقتل خاشقجي وضع علاقة ترامب مع رموز ديكتاتورية تحت المجهر- جيتي
هيل: مقتل خاشقجي وضع علاقة ترامب مع رموز ديكتاتورية تحت المجهر- جيتي

نشر موقع "ذا هيل" المتخصص في متابعة شؤون الكونغرس، مقال رأي أعده بريت صمويل، يحلل فيه علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه العلاقة تتعرض لضغوط في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وتقييمات الـ"سي آي إيه" عن تورط ولي العهد فيه، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يظهر يوم الأحد نية لسحب الدعم عن ولي العهد السعودي، رغم الأدلة المتزايدة، والمعارضة الكبيرة لهذه العلاقة داخل حزبه.

ويلفت صمويل إلى أن الرئيس ترامب لا يزال قبل التقرير المزمع نشره، الذي سيحتوي على نتائج التقييمات الأمريكية، وإن كان محمد بن سلمان متورطا في في الجريمة أم لا، يعبر عن تشككه في تورط ولي العهد السعودي، مشيرا إلى أن الرئيس لم يبد أي موقف عندما سألته قناة "فوكس نيوز" عن "إمكانية تورط ولي العهد وإن كان كذب عليه عندما أكد له أن لا علاقة له بموت خاشقجي"، فإنه أجاب قائلا: "لا أعلم، أنت تعلم، من يعلم، لكنني أقول هناك الكثير من الناس يقولون إنه لا معرفة له". 

ويفيد الكاتب بأن ترامب أشار إلى أن ولي العهد أنكر معرفته بالجريمة "ربما خمس مرات"، وكرر ترامب هذا الكلام، مع أن مجتمعه الأمني والمشرعين في الكونغرس يرون العكس، وهم على درجة من اليقين والثقة بأن ابن سلمان أدى دورا في هذه الجريمة، لافتا إلى أن "سي آي إيه" أكدت أن الأمير هو الذي أمر بقتل خاشقجي، وجاء التقييم "بدرجة عالية"، وقام على عدد من المصادر الأمنية، بما في ذلك اتصالات بين الأمير وشقيقه السفير في واشنطن خالد بن سلمان، ومكالمة أخرى بين الأمير خالد وخاشقجي، فيما قال ترامب يوم السبت إنه من المبكر الحديث عن توصل "سي آي إيه" إلى نتيجة، وقال إن إدارته ستصدر تقريرا يوم الثلاثاء بشأن هذا الموضوع.

ويلاحظ صمويل أن "ترامب كان ناقدا للسعوديين أحيانا ومدافعا عنهم في أحيان أخرى، وكان الرئيس مترددا في تعريض العلاقات الأمريكية السعودية للخطر، لكنه شجب مقتل خاشقجي وطريقة تعامل السعوديين، التي كانت (أسوأ عملية تستر في التاريخ)، وقامت الإدارة بالإعلان عن فرض عقوبات على 17 مسؤولا على علاقة بقضية مقتل خاشقجي، وسحبت تأشيرات عدد من الأشخاص الذين يعتقد أنهم خططوا ونفذوا عملية القتل في قنصلية السعودية في إسطنبول".

ويذكر الكاتب أن السيناتور الجمهوري وعضو لجنة الاستخبارات روي بلانت رفض ما أشار إليه مستشار باراك اوباما لشؤون الأمن القومي بن رودس، من أن ترامب يحاول تجاهل التقييم الاستخباراتي لحماية الزعيم السعودي.  

ويعلق صمويل قائلا إنه مهما كانت نتائج تقرير الثلاثاء، فإن عددا من النواب والشيوخ يرون أن العلاقة بين أمريكا والسعودية قد تغيرت بشكل رئيسي بعد مقتل خاشقجي.

ويورد الكاتب نقلا عن السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، قوله في مقابلة تلفزيونية يوم الأحد إنه من "المستحيل" التصديق أن ولي العهد لم يصادق على القتل، وأشار إلى أن السعودية ستعاني على المسرح العالمي، قائلا: "إنهم حلفاء مهمون، لكن عندما يتعلق الأمر بولي العهد فهو متهور وغير منضبط، وأعتقد أنه فعل الكثير لتدمير العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية.. ليست لدي نية للعمل معه أبدا". 

ويشير صمويل إلى أن غراهام وغيره من الجمهوريين في الكونغرس تمسكوا بموقفهم بأن ولي العهد له يد في مقتل خاشقجي، وضغطوا على ترامب ليقوم بأخذ موقف متشدد من المملكة، وقال السيناتور بول راند: "أعتقد أن الأدلة أكثر من كافية على أن ولي العهد متورط، ولا أعتقد أنه يمكننا تغطية الأمر تحت البساط"، وقال راند في مقابلة مع "سي بي أس" إن العقوبات على 17 شخصا لم تذهب بعيدا وليست كافية، وطالب إدارة ترامب بوقف صفقات السلاح إلى السعودية، ورفض الرئيس وقف الصفقات بسبب خوفه من تأثيرها على الاقتصاد. 

وينقل الكاتب عن السيناتور جيف فليك، قوله إن الأسباب المتعلقة بالاقتصاد ليست كافية لعدم معاقبة السعودية، وأضاف في تصريحات لـ"سي أن أن": "تقوم بحرف الموضوع وتقول إنه حليف مهم في الوقت الذي تنبع فيه الفائدة من حرب اليمن تحديدا.. هناك أمر علينا عمله لمواجهة ذلك حالا، وآمل أن نقوم بعمل هذا بناء على الحقيقة، وليس لأن لدينا علاقة اسثتمرنا فيها بولي العهد". 

ويقول صمويل إن "مقتل خاشقجي وضع علاقة ترامب مع رموز ديكتاتورية تحت المجهر، فقد عبر ترامب عن إعجاب ورغبة في علاقة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ- أون، والزعيم الروسي فلاديمير بوتين، وفي كلتا الحالتين قال إن الحوار سيكون مفيدا للمصالح الأمريكية".

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن ترامب رفض التكهن في ما إن كان محمد بن سلمان قد كذب عليه، وعبر عن رغبة في الحفاظ على العلاقات مع السعودية.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)