مقالات مختارة

هل تكرِّر حماس أنموذجَ حزب الله؟

حسين لقرع
1300x600
1300x600

هناك إجماعٌ في الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية الصهيونية على أن قوة الردع الهائلة التي كان يتمتّع بها جيشُ الاحتلال طوال 7 عقود، واكتسبها من انتصاراته الساحقة على جيوش الدول العربية في 3 حروب، قد تآكلت الآن بشكل خطير، وضُربت في مقتل، لا سيما بعد الجولة الأخيرة من القتال المحدود بين جيش الاحتلال وحماس الأسبوع الماضي.

قوَّةٌ إسرائيلية خاصة تحاول تنفيذ عملية في عمق غزة، فتنبري لها المقاومة، وتقتل قائدها، وهو للأسف درزيٌّ عربي كان يمكن أن يكون إلى جانب إخوانه الفلسطينيين بدل أن يعيش عميلا، ثم يموت في سبيل الاحتلال، ولولا تدخّل الطيران الصهيوني، وتغطيته انسحاب القوّة الخاصة، لكان المقاومون قد أبادوا عناصرها.

 

وبعد أن حاول الاحتلال الثأر لقتيله عبر القيام بعشرات الغارات الجوية على غزة، فوجئ بالمقاومة تطلق عليه أكثر من 500 صاروخ وقذيفة هاون في ظرف يومين، وتُلحق أضرارا غير مسبوقة بمباني المستوطنين وسياراتهم ومزارعهم، وتجرح منهم أكثر من 100 مستوطن، لكن الخسارة الأكبر هي الفشل الذريع لـ"القبة الحديدية" في التصدّي لصواريخ المقاومة؛ إذ لم تُسقِط منها سوى 100 صاروخ، في حين وصل 400 منها إلى أهدافها، ما أجبر قادة الاحتلال على قبول الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بلا قيد أو شرط، ودفع وزير الحرب ليبرمان إلى الاستقالة.

تصريحات عديدة للسياسيين والعسكريين الصهاينة تؤكّد أن حماس فاجأت الاحتلال في هذه الجولة المحدودة بقوّتها الصاروخية، التي أصبحت أشدّ تدميرا وفاعلية، وتفوّقت على "القبة الصاروخية" التي طالما تفاخر بها العدوّ، عميدُ احتياط كبير بجيش الاحتلال اشتغل سابقا قائد أركان المنطقة الجنوبية، اعترف لصحيفة "معاريف" أن الكيان الصهيوني "يعيش في أرذل المراحل الأمنية، التي لم يسبق لها مثيلٌ منذ حرب أكتوبر 1973، وتحسّر لعدم قدرة الجيش على الحسم مع حماس، وهو الذي انتصر على ثلاثة جيوش عربية قبل 45 سنة!

أما ليبرمان، فحذّر من أن "حماس ستكون بقوة حزب الله الصاروخية بعد عام واحد فقط من الآن"، ويعنى هذا أن حماس تتّجه إلى تكرار أنموذج حزب الله وبناء قوّةٍ صاروخية كبيرة تجبر جيش الاحتلال على الإحجام عن ضرب غزة مستقبلا، تماما مثلما باغته حزبُ الله بقوته الصاروخية الكبيرة في حرب تموز 2006 وأجبره بعدها على الامتناع عن مهاجمة لبنان إلى حدّ الساعة، وهو الذي كان يعربد في أجوائها كما يحلو له ويقوم بـ"نزهات" في مياهها الإقليمية وحدودها البرية في أي وقت يشاء، بل ويحتلّ بيروت في بضع ساعات!

اليوم، يبدو جليا أن حماس وباقي فصائل المقاومة قد بدأت تفرض معادلة "الدم بالدم والقصف بالقصف"، وبدأت تردع العدوّ وتكسر عجرفته بعد أن نجحت في تطوير قُدراتها الصاروخية برغم حرب صيف 2014 والاستمرار في ضرب مواقع المقاومة واشتداد الحصار، وهذا بكلّ المقاييس انتصارٌ جديد يدعو إلى الفخر في زمن الهزائم والنكسات والتسابق الخليجي المُخزي على الهرولة والتطبيع المجَّاني مع العدو، فضلا عن أنه مسمارٌ آخر يُدقّ في نعش "صفقة القرن" الأمريكية قبل أن تولد.

عن صحيفة الشروق الجزائرية

1
التعليقات (1)
ظبيه الهاشمي
الثلاثاء، 04-12-2018 08:18 م
نسيت الفظل.. لمن... لايران... تمويل باسلاح والمال... لماذا لاتعطون الفظل لصاحبه.. ام الطائفيه شغاله