صحافة إسرائيلية

قراءة معلوماتية في المهام الميدانية للاستخبارات الإسرائيلية

الجيش الإسرائيلي- جيتي
الجيش الإسرائيلي- جيتي

استكمالا للحلقات السابقة، سوف تتحدث هذه السطور عن أبرز المهام والخدمات التي تقدمها أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة، كما تتحدث بذلك عن نفسها في أدبياتها ومنشوراتها، وتفرد حيزا هاما لأبرز المهام التي نفذتها على الصعيد القومي، بجانب إبراز العمل المشترك لمختلف هذه الأجهزة، وحجم التنسيق القائم بينها خدمة لمصالح الأمن القومي في إسرائيل.


أولا: جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"

 

الهدف: جهاز الاستخبارات التابع للهيئة العامة لأركان الجيش الإسرائيلي، مهمته الأساسية العمل الأمني والاستخباري لصالح الجيش، ووزير الحرب، والحكومة، ومختلف الأجهزة الرسمية الإضافية، العاملة في مجال الأمن، والعلاقات الخارجية، ويركز عمله على البيئة الإستراتيجية المحيطة بإسرائيل.

 

من جهة التبعية الإدارية والتنظيمية، فإن جهاز "أمان" يتبع مباشرة لرئيس هيئة الأركان، الذي يتبع بدوره مباشرة لوزير الدفاع، التابع أصلا للحكومة، علما بأن توضيح طبيعة المهام التفصيلية لجهاز "أمان" لا تعبر عن حقيقته بالصورة الكاملة؛ لأنه جهاز "فائق الأهمية"، مكون من عدة وحدات وأقسام تعمل في مجالات: جمع المعلومات، وبحثها وتحليلها، والمهام الخاصة، والتطوير التكنولوجي.

 

وبالتالي يصبح من هذه الناحية أقرب ما يكون إلى سلاح عسكري أساسي وفعال، مثل سلاح الجو، إلا أنه ينفذ مهامّ، ويقوم بأدوار على مدار الساعة أكثر من سواه، وفي ضوء أن "أمان" هو جهاز عسكري بالدرجة الأولى، فإنه يقدم خدمات ومهام استخبارية على الصعيد القومي، وتبرز المسوغات والتبريرات لإقامته وتشكيله في حجم المساعدات التي يقدمها للجيش الإسرائيلي، لتنفيذ مهامه.

 

وهنا من الصعوبة على أي جهة أن تنكر دور "أمان" في توفير الكم الهائل من المعلومات الاستخبارية في مجال الجمع والتحليل للمعلومات الأمنية، للدرجة التي تصل فيها مهامه إلى ما هو خارج الجيش، من خلال إمداد المستوى السياسي وأجهزة الأمن الأخرى بالمعلومات اللازمة لتحقيق أهدافها المرجوة.


ثانيا: جهاز الأمن العام- الشاباك

 

الهدف: جهاز الأمن العام يتركز عمله في الحفاظ على أمن الدولة، والمحافظة على الطابع الديمقراطي للدولة ورعاية مؤسساتها من أي تهديد إرهابي تخريبي، أو أعمال تجسس وكشف لأسرار الدولة.

 

يقوم الشاباك بالحفاظ على المصالح الرسمية للدولة، لا سيما الحيوية منها، وكل ما يتعلق بالأمن القومي للدولة، وفقا لما حددته القوانين الحكومية، وهو تابع كليا للجهاز الحكومي، وبصورة خاصة لمكتب رئيس الحكومة، ويصنف على أنه جهاز يقدم خدمات أمنية.

 

وإذا كانت الاستخبارات العسكرية "أمان" تابعة للجيش، للحفاظ على أسراره، فإن الشاباك مهمته الأساسية الحفاظ على الدولة كلها من أي تهديدات سرية، ويأخذ طابع عمله السمت السري أكثر من سواه.

 

تتركز مهام الشاباك على الصعيد القومي للدولة، وليس القطاعات الداخلية فحسب، كما يمتلك الشاباك قدرات بارعة في مجال جمع المعلومات، والبحث، وتنفيذ المهام الاستخبارية التي تساعد وتدعم باقي الأجهزة الأمنية.

 


ثالثا: جهاز الاستخبارات للمهام الخاصة- الموساد

 

الهدف: جهاز الموساد أسس من قبل قيادة الدولة للقيام بمهام جمع المعلومات، وإجراء البحوث، وتنفيذ المهام السرية، خارج حدود إسرائيل، وهو تابع بصورة كاملة لرئيس الحكومة، وبالتالي فإن "الموساد" المكلف بتنفيذ المهام الخاصة، يصنف على أنه جهاز أمني قومي يقدم خدمات قومية، ومكلف بالقيام بالمهام التالية: جمع المعلومات، وإجراء الأبحاث الأمنية، وتنفيذ عمليات سرية خاصة، خارج حدود الدولة.

 

يختلف الموساد عن جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، الذي يعدّ جزءا رئيسا من أجهزة الجيش الإسرائيلي، فـ"الموساد" في هذه الحالة جهاز أمني مستقل عن سواه من الأجهزة، كما يختلف أيضا عن جهاز "الشاباك"، في عدم تبعيته المباشرة لجسم سياسي معين؛ لأن مهامه الأمنية والخاصة تنفذ جميعها خارج حدود الدولة، وبالتالي تقتصر تبعيته على مكتب رئيس الحكومة فقط دون سواه من الساسة في إسرائيل.

 

ومع ذلك، فإن المهام التي يكلف بها الموساد، كمؤسسة أمنية، وعلى رأسها إحباط الجهود المعادية خارج البلاد، تضع عليه أعباء إضافية تزيد عما تتحمله باقي الأجهزة.

 

ولذلك، وفي ضوء هذه المهام، لا يرى الموساد نفسه جهازا تنفيذيا فحسب، وإنما يقدم خدمات أمنية تسعى للمحافظة على الأمن القومي العام لإسرائيل، لا سيما أن قدرات الموساد في مهام: جمع المعلومات، والبحث والتحليل، وتنفيذ العمليات، والعلاقات الخارجية الاستخبارية، تستفيد منها باقي الأجهزة الأمنية.

 

ومع ذلك، فإن تثبيت الهوية الاستقلالية للموساد داخل الاستخبارات الإسرائيلية لا يلغي فرضية قيام احتكاكات بينه وبين سواه من الأجهزة الأمنية.

 

رابعاً: مركز الأبحاث السياسية- وزارة الخارجية

 

يعمل في مجالات تقدير المواقف السياسية فقط، في ضوء ما يصله من معلومات أمنية واستخبارية وسياسية من المكاتب والقنصليات التابعة لها في مختلف عواصم العالم.

 

وجهاز الأبحاث السياسية مركز صغير نسبيا إذا ما تم قياسه بمراكز الأبحاث الأخرى التابعة لجهازي الموساد وأمان، ويتم الاستفادة من أبحاثه في مجال العمل الدبلوماسي الذي تضطلع به وزارة الخارجية.

 

ومع ذلك، فإن ممثليه والعاملين فيه يشاركون في أحيان كثيرة في اجتماعات الحكومة لتقدير المواقف الأمنية، ويقدمون توصياتهم ومقترحاتهم للتعامل مع مختلف المستجدات السياسية ذات الصلة بإسرائيل.

 

خامساً: جهاز الاستخبارات التابع لشرطة إسرائيل

 

الشرطة الإسرائيلية لديها جهاز استخبارات فعال، تستفيد منه في مجال التحقيقات التي تجريها في شتى المجالات، كما تعتمد عليه في تنفيذ عدد من المهام الشرطية الخاصة.

 

ويتلخص دور الاستخبارات الشرطية على جمع المعلومات، وتقدير الموقف، والبحث والتحليل، وتنفيذ مهام خاصة، وإحباط جهود معادية، لا سيما المساهمة في تكثيف الجهود لمحاربة الجريمة، والحفاظ على الأمن العام، ورعاية أمن الجمهور الداخلي.

 

كما أن جهاز الاستخبارات الشرطية مسؤول أمام قيادة الشرطة عن وضعها في صورة الوضع العام داخل الدولة، في القضايا التي تمثل اهتمامها بالدرجة الأولى، لكي تساعد صناع القرار فيها على اتخاذ الصائب منها، وتجنب اتخاذ قرارات غير مستندة لمعلومات أمنية دقيقة.

 

إضافة لذلك، تعدّ الاستخبارات الشرطية مسؤولة عن الكشف عن أي تخطيط لعمليات معادية، جنائية كانت أم أمنية، من خلال إحباطها والوصول إليها قبل خروجها إلى حيز التنفيذ بأي وسيلة كانت، سرية أم علنية.

التعليقات (0)

خبر عاجل