اقتصاد عربي

تحركات سريعة لـ"أوبك" لإنقاذ النفط من أكبر خسائر في 3 سنوات

أسواق النفط تواجه ضغوطا من زيادة المعروض والمخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي- جيتي
أسواق النفط تواجه ضغوطا من زيادة المعروض والمخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي- جيتي
ارتفع النفط فوق 67 دولاراً للبرميل، معوضاً بعض خسائر الجلسة السابقة التي بلغت نحو 7 في المئة، لتصل الأسعار إلى أدنى مستوى في عام 2018، مسجلة أسوأ نتائج يومية في 3 سنوات.

وجاء التحسن النسبي بفعل تنامي فرص خفض "أوبك" ومنتجين حلفاء لها إنتاجهم، خلال اجتماع الشهر القادم، لدعم السوق.

وصعد الخام بعد أن قالت ثلاثة مصادر مطلعة أن "أوبك" وشركاءها يناقشون مقترحاً لخفض الإنتاج بما يصل إلى 1.4 مليون برميل يومياً في 2019. وهو رقم أكبر مما ذكره المسؤولون سابقاً، وذلك لتفادي تخمة معروض قد تُضعف الأسعار.

وكان خام القياس العالمي برنت مرتفعاً 1.80 دولار للبرميل إلى 67.27 دولار، بعد أن انخفض إلى 65.02 دولار في وقت سابق. وارتفع الخام الأمريكي 1.33 سنتا إلى 57.02 دولار.

ومنذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، تراجع "برنت" بنحو 17.5 في المئة بفعل تنامي المخاوف من تخمة المعروض وتباطؤ الطلب، فيما أصبح أحد أكبر الانخفاضات منذ انهيار السعر في 2014.

وتواجه أسواق النفط ضغوطاً من جانبين: زيادة المعروض وزيادة المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الثلاثاء، إن من المتوقع أن يسجل الإنتاج الأمريكي من سبعة أحواض رئيسية للنفط الصخري، مستوى قياسياً مرتفعاً عند 7.94 مليون برميل يومياً في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

ويساهم ارتفاع الإنتاج الأمريكي في زيادة المخزونات، بينما تراقب منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" قفزة المعروض وتراجع الأسعار بقلق.

وفي غضون ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية، إن إمدادات النفط العالمية ستتجاوز الطلب على مدى 2019، في الوقت الذي ستطغى فيه زيادة "بلا هوادة" في الإنتاج على نمو الاستهلاك، الذي يواجه خطراً من تباطؤ الاقتصاد.

وفي تقريرها الشهري لسوق النفط، أبقت وكالة الطاقة الدولية، التي مقرها باريس، على توقعاتها لنمو الطلب العالمي لعامي 2018 و2019، دون تغيير عن الشهر الماضي، عند 1.3 و1.4 مليون برميل يومياً على الترتيب.

لكنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب من خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي المحرك الرئيسي لزيادة الاستهلاك العالمي للنفط.

وبالنسبة للنصف الأول من 2019، وبناء على توقعاتها للإنتاج من خارج منظمة "أوبك" والطلب العالمي، وبافتراض استقرار إمدادات المنظمة، قالت الوكالة إن المخزون سيزداد ضمنياً بواقع مليوني برميل يومياً.

وارتفع الإنتاج بشكل كبير في أرجاء العالم منذ منتصف العام، بينما يهدد تصعيد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين النمو الاقتصادي العالمي.

وقالت وكالة الطاقة: "بينما يقلص تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الدول توقعات الطلب على النفط، فإن مراجعة كبيرة بالخفض لتقييمنا للسعر، لهو أمر داعم".

وزادت الوكالة توقعاتها لنمو إنتاج النفط من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى 2.4 مليون برميل يومياً هذا العام، و1.9 مليون برميل يومياً في العام القادم، مقارنة مع تقديراتها السابقة البالغة 2.2 و1.8 مليون برميل يومياً على الترتيب.

وستقود الولايات المتحدة نمو الإنتاج؛ حيث تقدر وكالة الطاقة أن إجمالي إمدادات النفط الأمريكية سترتفع 2.1 مليون برميل يومياً هذا العام، و1.3 مليون برميل يومياً أخرى في 2019، من المستوى القياسي الحالي الذي يزيد على 11 مليون برميل يومياً.

وارتفع إنتاج "أوبك" من النفط الخام 200 ألف برميل يومياً في أكتوبر إلى 32.99 مليون برميل يومياً، بزيادة قدرها 240 ألف برميل يومياً عن العام الماضي، حيث تم بسهولة تعويض فقدان 400 ألف برميل يومياً من إيران، و600 ألف برميل يومياً من فنزويلا، من خلال الزيادات من منتجين آخرين، مثل السعودية والإمارات.
التعليقات (0)

خبر عاجل