ملفات وتقارير

هل تؤدي استقالة ليبرمان إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل؟

ليبرمان أعلن الأربعاء استقالته احتجاجا على قبول وقف إطلاق النار مع المقاومة بغزة- جيتي
ليبرمان أعلن الأربعاء استقالته احتجاجا على قبول وقف إطلاق النار مع المقاومة بغزة- جيتي

عادت الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل لتطفو إلى السطح من جديد، على ضوء الاستقالة المدوية لوزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وما يتبع ذلك من انسحاب حزبه "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحكومي.

 

واستقال ليبرمان احتجاجا على قبول وقف إطلاق النار لإنهاء يومين من القتال مع الفصائل الفلسطينية مع غزة.


وأدان ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، وقف إطلاق النار ووصفه بأنه "استسلام للإرهاب"، منتقدا أيضا مساعي التوصل لهدنة طويلة الأجل مع حماس.


ويرجح محللون بأن نتنياهو وعلى خلاف رغبته، سيجد نفسه مرغما على تبكير موعد الانتخابات، لأنه سيجد صعوبة في الحفاظ على الائتلاف الحكومي الذي بدأت أحزابه بالتهديد بالانسحاب من الائتلاف إذا لم تحصل على حقيبة "الجيش".


حزب "البيت اليهودي" سارع إلى المطالبة بحقيبة "الجيش" خلفا لليبرمان، حيث طالب بإسنادها لرئيس الحزب "نفتالي بينيت"، والذي يشغل حاليا وزير التعليم في الحكومة.


ووفقاً لصحيفة "هآرتس العبرية" طالبت عضو الـ "كنيست" شولي معلم، "نتيناهو" بتسليم "بينيت"، حقيبة الجيش، محذرة من أنه بدون حقيبة الجيش لن يستمر حزب "البيت اليهودي" كشريك في الحكومة.

وسعيا منه للحفاظ على الإئتلاف، بدأ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مشاوراته الأمنية مع رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي في أعقاب استقالة ليبرمان. ووفقا للقناة 14 العبري.


الخبير في الشأن الإسرائيلي رامي منصور قال إن استقالة ليبرمان تؤشر على أن القيادة الإسرائيلية في مأزق حقيقي بكل ما يتعلق بقطاع غزة، وأن حساباتها الأمنية لا تخلو بتاتا من الحسابات الانتخابية الصغيرة.


ودلل منصور في تحليل نشره موقع "عرب48"، واطلعت عليه "عربي21"، على ذلك بالقول، إن ليبرمان في مؤتمره الصحافي لم ينتقد قيادة الجيش، ولم يقل إنه غير راض عن أدائه، بل وجه هجومه صوب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.


وأضاف أن ليبرمان سارع للاستقالة بدافع حساباته السياسية الانتخابية، وليس بسبب خلافات جوهرية مع القيادة الأمنية ونتنياهو، وهو يدرك أن استقالته سيكون لها أثر معنوي كبير في إسرائيل وفي غزة أيضا، حيث اعتبرت الفصائل فيها أن الاستقالة هي انتصار سياسي للمقاومة التي زعزعت الحكومة الإسرائيلية في مواجهة لم تدم أكثر من 48 ساعة.


ورأى منصور وهو رئيس تحرير موقع عرب48، أن استقالته ليبرمان هي إطلاق للمعركة الانتخابية المقبلة التي يرغب ليبرمان أن يظهر خلالها على أنه "رامبو حقيقي" وليس "رامبو من بلاستيك"، كما وصفه عضو كنيست سابق من حزبه، أمس الثلاثاء.


ومن المتوقع أن يخوض ليبرمان المعركة الانتخابية، وهي معركة حقيقية على مصيره السياسي لأن الاستطلاعات تبيّن أن شعبية حزبه في تراجع كبير تهدد باختفائه، وذلك من خلال المزايدة على مواقف نتنياهو تجاه غزة.

وتابع: "المؤكد أن ليبرمان استقال بدوافع انتخابية وحسابات ضيقة، لا علاقة لها بأمن إسرائيل بشكل جوهري، لكن ذلك لا يعني أنه ليس فاشلا في إدارة دفة وزارة الأمن والجيش، فهو لم يقدم حتى آخر يوم في منصبه أية حلول لمواجهة غزة، سوى القتل والمزيد من القتل والدمار".

 

اقرأ أيضا: ليبرمان يستقيل: لا أملك النظر بعيون الإسرائيليين وأنا عاجز

 

من جهته قال المختص في الشأن الإسرائيلي عيد مصلح، إن نتنياهو إذا رفض تسليم حقيبة وزارة الجيش لحزب البيت اليهودي فإن ذلك يعني انهيارا للحكومة.


وأوضح مصلح في تحليل نشره موقع عكا "للشؤون الإسرائيلية"، واطلعت عليه "عربي21"، أن الكنيست منح الحكومة 61 صوتاً من أصل 120، وبعد تهديد حزب البيت اليهودي بالانسحاب من الحكومة فإنه يصبح من المستحيل استمرار الائتلاف الحكومي بسبب امتلاك حزب بينت لـــ8 مقاعد في الكنيست.


بدوره أعطى وزير الخارجية الفلسطيني، بعدا آخر لاستقالة ليبرمان، حينما اعتبرها طموحا للوصول إلى منصب أعلى خلال الانتخابات المقبلة، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لم يتفاجأ باستقالته، مؤكدا أن ليبرمان "شخص دائم الدعوة للدمار والخراب وذهابه يعني أن صقر ذهب وسيأتي بديلاً عنه خاصة في ظل حكومة فاشية".

وحذر المالكي، خلال لقائه عبر قناة "الغد" الإخبارية تابعته "عربي21"، من أن الفترة التي تسبق أي انتخابات إسرائيلية تكون على حساب الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الحكومة الإسرائيلية متطرفة وتتبع الحركة الصهيونية التي تنادي وتعمل دائماً على إنهاء الوجود الفلسطيني على الأراضي الفلسطينية بكل الوسائل، وتابع: "إسرائيل تعمل على استغلال الوضع القائم بالغطاء الأمريكي والأسلحة والقوة العسكرية المتفوقة من أجل إنهاء الوجود الفلسطيني".

 

 

 

التعليقات (1)
القضية المركزية
الأربعاء، 14-11-2018 11:23 م
استقالة وزير الحرب الصهيونى (أفيجدور ليبرمان) - و زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) المتشدد - من منصبه كان مسألة وقت فى ظل الواقع السياسى القائم بين (إسرائيل) و حماس ! فليبرمان يمثل تيار الصقور فى السياسة الصهيونية ، و يعد أحد أبرز دعاة الحرب ضد حماس ، و من المحرضين على تصفية قياداتها فى غزة ! و تتألف القواعد الشعبية لحزبه من اليهود الحريديم الذين يشكلون غالبية بين سكان المستوطنات المتاخمة للأراضى الفلسطينية ، و المطالبين باستخدام القوة العسكرية الصهيونية الغاشمة لاستئصال حماس من غزة ! و جاء الرد العسكرى المحدود للجيش الصهيونى على القصف الصاروخى المكثف للمستوطنات المتاخمة لغزة ، و قبول الحكومة الصهيونية لتهدئة جديدة مع حماس ، ليثير حفيظة أنصاره من المستوطنين ، و يعزز الإتهامات الموجهة له من قادة الأحزاب التلمودية الأخرى بالتحول عن مواقفه المعروفة قبل توليه وزارة الحرب فى حكومة نتنياهو ! لكن التغير فى مواقفه من العدوان الشامل على غزة ، و ذلك بعد توليه الوزارة لا يعود إلى تغيير فى توجهاته العدوانية الراسخة ، بقدر ما كان يعود إلى تكيف مرحلى مع حسابات سياسية و عسكرية و أمنية تتجاوز حدود فلسطين ، وضعها صانعو القرار فى واشنطن و التزم بها من قبله سلفه (موشى يعالون) ، و رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ! فقرار شن الحرب على غزة ، و اختيار توقيته لم يعد فى يد (إسرائيل) ، بل صار يأتى بضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة ! و نشأ ذلك بعد إدراك دوائر صنع القرار فى واشنطن خلال السنوات الماضية أن العدوان العسكرى الصهيونى ضد الفلسطينيين ، و ما يترتب عليه من استفزاز لمشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة و (إسرائيل) ؛ هو أكبر تهديد للمصالح الأمريكية على إمتداد الأرض ! و قد تجلى ذلك بشكل واضح خلال انتفاضة الأقصى (2000 - 2005) ، و ما صاحبها من مجازر وحشية ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين ، فى تأجيج مشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة فى كل مكان ، و تمهيد الطريق أمام هجمات 11 سبتمبر / أيلول عام 2001 م ، و ما سبقها من استهداف للمدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) فى عدن بأكتوبر / تشرين أول عام 2000 م ! و لا ننسى تصريحا شهيرا أدلى به (ديفيد بترايوس) قائد قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأمريكى عام 2010 م ؛ حين حمل سياسات (إسرائيل) المسؤولية عن ازدياد تجنيد الجهاديين الذين يستهدفون قواته ! و جاء وقف العدوان الصهيونى على غزة صيف عام 2014 م ، و إعلان الهدنة بين حماس و (إسرائيل) - بعد أن كان الجيش الصهيونى يعد العدة لاجتياح القطاع - بضغط أمريكى فى ظل التهديدات المحدقة بالمصالح الأمريكية فى المنطقة آنذاك ، و التى تمثلت فى التمدد المذهل لتنظيم داعش فى العراق و سوريا ، و هجمات مجاهدى أنصار الشريعة فى بنغازى ضد مواقع قوات (خليفة حفتر) عميل واشنطن ، و إجلائهم عنها ! فلم يكن أمام الأمريكيين من خيار حينها سوى إيقاف الحرب على غزة من أجل الحد من التعاطف الشعبى المتزايد مع المد الجهادى فى كل مكان ، و التمهيد لإنشاء تحالف عسكرى (عربى - غربى) لحرب الدواعش فى سوريا و العراق ، و دعم فرنسا و الإمارات و مصر و الأردن لقوات حفتر لمواصلة الحرب ضد المجاهدين فى ليبيا !