ملفات وتقارير

ليبرمان يستقيل: لا أملك النظر بعيون الإسرائيليين وأنا عاجز

شهد أمس أطول جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية استمرت نحو 7 ساعات- أ ف ب
شهد أمس أطول جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية استمرت نحو 7 ساعات- أ ف ب

في ما بدت أنها أولى ارتدادات التصعيد العسكري على غزة، والعملية الأمنية الفاشلة للقوات الخاصة الإسرائيلية في خانيونس، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته من منصبه، اليوم الأربعاء، بكلمة متلفزة على الهواء، احتجاجا على وقف إطلاق النار في غزة.

 

ووصف ليبرمان في قراره الذي يصير ساريا بعد 48 ساعة على تقديم الاستقالة المكتوبة الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية أمس الثلاثاء ووافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنه "استسلام للإرهاب"، داعيا لإجراء انتخابات عامة مبكرة.

 

وقال ليبرمان في كلمته " لا يمكن منع عمل هجومي بغزة، ثم تأتي وتسألني لماذا يبقى هنية على قيد الحياة"، وأضاف " لا استطيع النظر بعيون سكان الجنوب وعائلات الجنود المفقودين وأنا وزير جيش عاجز" .

 

وحول توقيع التهدئة مع حماس قال :" أنا اوافق على تسوية مع حماس بشرطين "عدم الاقتراب من الجدار الأمني وإنهاء قضية الجنود الأسرى" .

 

ودعا ليبرمان بعد إعلان استقالته "إلى تبكير موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية" مجددا رأيه " كان علينا إغلاق قضية غزة أولا ومن ثم التفرغ للجبهات الأخرى".

 

وانتقد ليبرمان عملية وشكل الرد على صواريخ المقاومة بالقول :" الرد على إطلاق 500 صاروخ لم يكن كافيا وكانت استجابة ضعيفة لا يمكن قبول ذلك بسبب بعض الذرائع كالجبهة الشمالية وغيرها" .

 

وأضاف حول السماح بدخول الأموال القطرية لقاء الهدوء بغزة :" من غير المعقول ان نشتري الهدوء على المدى القصير على حساب الأمن القومي على المدى الطويل".

 

وكانت القناة الثانية العبرية قالت في تقرير لها اليوم إن "ليبرمان في طريقه لتقديم استقالته من منصبه كوزير للدفاع (الحرب)"، موضحة أن "الكنيست يستعد لإعلان ليبرمان الاستقالة عقب خلافه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

 

وأعلن ليبرمان صباح اليوم الأربعاء، أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا "استثنائيا" ظهر اليوم ، وفق القناة الثانية، التي كشفت أيضا أن ليبرمان "قطع الاتصال مع كبار مسؤولي الائتلاف على أساس أنه متعب، ومنذ ذلك الحين وهو صامت".

 

وفي اول رد فعل رسمي من حركة حماس على الاستقالة، قال القيادي بالحركة مشير المصري لـ"عربي21" " إن استقالة ليبرمان هو إعلان فشل وهزيمة وانتصار سياسي وعسكري للشعب الفلسطيني" .

 

وكان موقع "i24" الإسرائيلي، ذكر أن إعلان ليبرمان للاجتماع الطارئ مع أعضاء حزبه "إسرائيل بيتنا" من المرجح أن يترتب عليه "تصريح هام" لوسائل الإعلام عقب ختام الاجتماع، وأن ذلك "يأتي على ضوء الخلافات التي بزغت حول مسألة التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس، والقرار الذي تمخضت عنه جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس بقبول التهدئة".

ونوه الموقع، أن "جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، لم تصوت على قرار التهدئة، وإنما تم اتخاذ القرار من قبل رئيس الحكومة، ودعم غالبية الوزراء الموقف الذي اتفق عليه كافة رؤساء الأذرع الأمنية الذين حضروا الجلسة، وقدموا تقاريرهم".

وأضاف: "كانت جميع هذه التقارير تدعو للموافقة على العرض المصري، بقبول وقف إطلاق النار ومنح حماس فرصة أخرى"، لافتا أن كافة المسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية الذين حضروا جلسة "الكابينت"، أدلوا بتقديراتهم بأن "القبول بما يعرضه الوسيط المصري هو أفضل الإمكانيات المتوفرة، وعليه تم إقرار هذا الموقف بدون تصويت".

وبناء على ذلك أوضح نتنياهو، انه "تم اتخاذ القرار بالإجماع بدون تصويت"، وهو ما اعتبره ليبرمان "مناورة محكمة قام بها نتنياهو للالتفاف على معارضة بعض الوزراء، وهو ما أغضبه"، وفق الموقع الذي نوه أيضا "تبين لاحقا أن موقف ليبرمان كان مع الأقلية المعارضة للتهدئة بشكلها الحالي الى جانب ثلاثة وزراء آخرين".


اقرأ أيضا : جنرال : قوة ردعنا تآكلت.. وحماس قادرة على تهديد إسرائيل


يذكر أن "خلافات حادة" وقعت في الفترة الأخيرة بين حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان وحزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت (وزير التعليم)، حول طريقة التعامل مع "مسيرات العودة"، حيث أخذ بينت على ليبرمان أنه "لا يتعامل مع هذه المسيرات بالحزم الكافي".

وبحسب الموقع، "يبقى السؤال؛ هل سيعلن الوزير ليبرمان ظهر اليوم انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي، أم انه سيقدم استقالته من منصبه وزيرا للأمن فقط؟".

يذكر أن القيادي في حركة "حماس" حسام بدران، كان شدد في تغريدة له على "تويتر"، أنه "إذا أراد نتنياهو أن ينهي هذه الجولة من التصعيد، فعليه ببساطة أن يقيل ليبرمان الذي تسبب بغبائه في بداية هذه الجولة".

وتسود مخاوف في أوساط حزب "الليكود"، من قيام ليبرمان بتقديم استقالته من وزارة الحرب الإسرائيلية، والانسحاب من الائتلاف، في ضوء الخلافات في الكابينت، حول النشاط الإسرائيلي في قطاع غزة، وعدم إقامة توافق في الآراء بشأن مشروع قانون "التجنيد" الخاص باليهود المتدنيين،والذي من المفترض أن يمرر في الكنيست حتى 2 كانون أول/ ديسمبر.

وأكد مصدر مقرب من ليبرمان لمراسل موقع "يديعوت أحرنوت"، أنه "يشعر بخيبة أمل من نتنياهو ومن المتوقع أن يستقيل".

وشهد أمس أطول جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" استمرت نحو 7 ساعات، وخلافات حادة بين نتنياهو والعديد من الوزراء بسبب إصرار رئيس الوزراء على وقف إطلاق النار مع قطاع غزة.

 

وحفلت الصحف الإسرائيلية بالحديث عن العملية الفاشلة التي وقعت جنوب قطاع غزة، وأدت لمقتل قائد الوحدة الخاصة وإصابة نائبه بجراح خطيرة، وعن الرد غير المتوقع للمقاومة الفلسطينية على العملية من قصف هو الأول من نوعه على المدن والمستوطنات الإسرائيلية منذ العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 .

1
التعليقات (1)
القضية المركزية
الأربعاء، 14-11-2018 06:38 م
استقالة وزير الحرب الصهيونى (أفيجدور ليبرمان) - و زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) المتشدد - من منصبه كان مسألة وقت فى ظل الواقع السياسى القائم بين (إسرائيل) و حماس ! فليبرمان يمثل تيار الصقور فى السياسة الصهيونية ، و يعد أحد أبرز دعاة الحرب ضد حماس ، و من المحرضين على تصفية قياداتها فى غزة ! و تتألف القواعد الشعبية لحزبه من اليهود الحريديم الذين يشكلون غالبية بين سكان المستوطنات المتاخمة للأراضى الفلسطينية ، و المطالبين باستخدام القوة العسكرية الصهيونية الغاشمة لاستئصال حماس من غزة ! و جاء الرد العسكرى المحدود للجيش الصهيونى على القصف الصاروخى المكثف للمستوطنات المتاخمة لغزة ، و قبول الحكومة الصهيونية لتهدئة جديدة مع حماس ، ليثير حفيظة أنصاره من المستوطنين ، و يعزز الإتهامات الموجهة له من قادة الأحزاب التلمودية الأخرى بالتحول عن مواقفه المعروفة قبل توليه وزارة الحرب فى حكومة نتنياهو ! لكن التغير فى مواقفه من العدوان الشامل على غزة ، و ذلك بعد توليه الوزارة لا يعود إلى تغيير فى توجهاته العدوانية الراسخة ، بقدر ما كان يعود إلى تكيف مرحلى مع حسابات سياسية و عسكرية و أمنية تتجاوز حدود فلسطين ، وضعها صانعو القرار فى واشنطن و التزم بها من قبله سلفه (موشى يعالون) ، و رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ! فقرار شن الحرب على غزة ، و اختيار توقيته لم يعد فى يد (إسرائيل) ، بل صار يأتى بضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة ! و نشأ ذلك بعد إدراك دوائر صنع القرار فى واشنطن خلال السنوات الماضية أن العدوان العسكرى الصهيونى ضد الفلسطينيين ، و ما يترتب عليه من استفزاز لمشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة و (إسرائيل) ؛ هو أكبر تهديد للمصالح الأمريكية على إمتداد الأرض ! و قد تجلى ذلك بشكل واضح خلال انتفاضة الأقصى (2000 - 2005) ، و ما صاحبها من مجازر وحشية ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين ، فى تأجيج مشاعر المسلمين المعادية للولايات المتحدة فى كل مكان ، و تمهيد الطريق أمام هجمات 11 سبتمبر / أيلول عام 2001 م ، و ما سبقها من استهداف للمدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) فى عدن بأكتوبر / تشرين أول عام 2000 م ! و لا ننسى تصريحا شهيرا أدلى به (ديفيد بترايوس) قائد قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأمريكى عام 2010 م ؛ حين حمل سياسات (إسرائيل) المسؤولية عن ازدياد تجنيد الجهاديين الذين يستهدفون قواته ! و جاء وقف العدوان الصهيونى على غزة صيف عام 2014 م ، و إعلان الهدنة بين حماس و (إسرائيل) - بعد أن كان الجيش الصهيونى يعد العدة لاجتياح القطاع - بضغط أمريكى فى ظل التهديدات المحدقة بالمصالح الأمريكية فى المنطقة آنذاك ، و التى تمثلت فى التمدد المذهل لتنظيم داعش فى العراق و سوريا ، و هجمات مجاهدى أنصار الشريعة فى بنغازى ضد مواقع قوات (خليفة حفتر) عميل واشنطن ، و إجلائهم عنها ! فلم يكن أمام الأمريكيين من خيار حينها سوى إيقاف الحرب على غزة من أجل الحد من التعاطف الشعبى المتزايد مع المد الجهادى فى كل مكان ، و التمهيد لإنشاء تحالف عسكرى (عربى - غربى) لحرب الدواعش فى سوريا و العراق ، و دعم فرنسا و الإمارات و مصر و الأردن لقوات حفتر لمواصلة الحرب ضد المجاهدين فى ليبيا !