سياسة دولية

ما تداعيات انسحاب تركيا من مؤتمر "باليرمو" بخصوص ليبيا؟

أقطاي: الأزمة الليبية لا يمكن حلها طالما استمرت بعض الدول في اختطاف العملية السياسية لمصالحها الخاصة- جيتي
أقطاي: الأزمة الليبية لا يمكن حلها طالما استمرت بعض الدول في اختطاف العملية السياسية لمصالحها الخاصة- جيتي
طرح انسحاب تركيا من المؤتمر الدولي حول ليبيا المنعقد في مدينة باليرمو الإيطالية، وهجومها على المجتمع الدولي تساؤلات حول أسباب ذلك، وما إذا كان هناك دور لكل من عبدالفتاح السيسي واللواء الليبي، خليفة حفتر في ذلك.

وأعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، انسحاب بلاده من مؤتمر "باليرمو"، معربا عن خيبة أمل بلاده الكبيرة تجاه عدم توحد المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن "الأزمة الليبية لا يمكن حلها طالما استمرت بعض الدول في اختطاف العملية السياسية لمصالحها الخاصة"، وفق بيان رسمي له.

لم الانسحاب؟

وأشار أقطاي إلى أن "الانسحاب جاء بعد استبعاد أي ممثل لتركيا من اجتماع عقد صباح الثلاثاء ضم أبرز أطراف الصراع الليبي وعدة دول أوروبية"، مضيفا: "كل اجتماع يستثني تركيا لا يمكن إلا أن تكون نتائجه عكسية لحل المشكلة"، وفق قوله.

وأضاف: "الاجتماع غير الرسمي الذي عقد هذا الصباح وضم عددا من الأطراف باعتبارهم أطراف النزاع الأساسيين في المتوسط، مقاربة خاطئة ومسيئة، نحن نعارضها بشدة".

وشارك في الاجتماع، الذي استبعدت منه تركيا، كل من: السيسي وحفتر والسراج والسبسي وغسان سلامة وغيرهم، وهو ما طرح تساؤلا مفاده: هل كان لكل من "السيسي وحفتر" دور في استبعاد تركيا التي يعتبرونها مناوئة لهما؟

"السيسي وحفتر"

من جهته، توقع الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير أن "كلا من السيسي وحفتر اشترطا عدم حضور تركيا"، مضيفا أن "دعوة أنقرة سيثير غضبهم كون تركيا دولة مهمة في المنطقة ولها مصالح مشتركة مع ليبيا".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "علاقات تركيا مع طرابلس لن تتأثر بهذا الموقف، كون "السراج" لا يستطيع أن يفرض حضور أحد أو يطلب عدم حضور أحد، وإنما تلام الحكومة الإيطالية على هذا الموقف"، حسب كلامه.

"أزمة بين السراج وأنقرة"

لكن الناشط السياسي الليبي المقيم في الدوحة، محمد خليل أشار إلى أن "التداعيات المحتملة لهذا التصرف هو تقليص تركيا لدورها في المشهد الليبي في مقابل زيادة الدور المصري الإماراتي التخريبي، فلا يمكن تجاهل دولة محورية مثل تركيا قدمت الكثير لليبيا".

وحول أسباب هذا الاستبعاد، قال لـ"عربي21": "كان هناك ضغط تحديدا من السيسي وحفتر ووزير الخارجية الفرنسي لتهميش الوفد التركي المشارك، وربما يتسبب الأمر في تآكل ثقة الأتراك في حكومة الوفاق الوطني التي دعموها وكانوا حريصين على الاستقرار ودعم المشاريع الاقتصادية في البلاد"، حسب تقديره.

"عنترية تركية"

لكن المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش رأى أن "قرار الاستبعاد هو قرار إيطالي، وأن الاجتماع كان مقتصرا على دول الطوق ومشاركة فرنسا وروسيا كان باعتبارهم أعضاء في مجلس الأمن، والتصرف لم يكن يستحق الانسحاب".

وأكد أن "تركيا بهذا الموقف ربما عززت ادعاءات ما يتوارد عن تورطها في دعم أحد أطراف الصراع في ليبيا، وكان بالإمكان تقدير الموقف والابتعاد عن هذا النوع من العنتريات السياسية"، حسب تعبيره.

اجتماع غير رسمي

وقال الباحث الليبي ومدير مركز "بيان" للدراسات، نزار كريكش إن "تركيا دولة مركزية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأمر يتعلق بأجندة المؤتمر وليس بتجاهل تركيا فهناك اجتماع لم يكن موضوعا على أجندة المؤتمر وغير رسمي يتعلق بالدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط".

وتابع:"دبلوماسيا اعتراض تركيا مفهوم وصحيح خاصة وأن الدولة أقامت رباعية لمدارسة الشأن السوري وهي تسعى لأن تكون هذه الرباعية مستمرة في التشاور حتى في الشأن"، وفق رأيه.

وأشار الباحث المقيم في اسطنبول في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه "لايتوقع خروج بعض الأطراف بسبب تركيا، فهذا غير منطقي لأنهم يعرفون كل المدعوين ولاتوجد تسوية في المنطقة بدون تركيا هذا منطق الاستراتيجية"، كما قال.

"الجيش" هو كلمة السر

الكاتب والباحث الليبي، علي أبو زيد أشار إلى أن "انسحاب تركيا يؤكد على أنها ترفض تفرد مصر بإدارة ملف توحيد المؤسسة العسكرية، ولا أستبعد أن استبعادها تم بناءً على طلب النظام المصري وحفتر، ويبدو أن هذا الطلب جاء ردا على زيارة وزير الدفاع التركي مؤخرا إلى طرابلس".

وحول تأثير هذا الأمر على العلاقة بين طرابلس وأنقرة، قال: "لا أعتقد أنه سيؤثر، بل سيعيد التوازن لملف المؤسسة العسكرية بمحاولة تركيا الدخول فيه، بعد أن جعلته إيطاليا جائزة ترضية لمصر مقابل دعم الأخيرة لمؤتمر "باليرمو"، حسب تصريحاته لـ"عربي21".
التعليقات (1)
متفائل
الأربعاء، 14-11-2018 01:26 ص
دلالة الموقف من تركيا ، بخصوص استبعادها من الاجتماع غير الرسمي ، هو خطها التحرري المتميز الذي يخدم الشعوب المسحوقة ضد يؤر الاستبداد من مخلفات الاستعمار ، دوائر الاستعمار تنسق مع بؤر الاستبداد ، وهي تتوجس خيفة من المد التحرري على طريق النهضة والبناء الحضاري ، البقاء للأصلح .