صحافة دولية

"البايس": هذا دليل عدم كفاءة الغرب بعملية السلام بليبيا

الحكومة الإيطالية تعتبر حفتر عنصرا أساسيا في هذه المحادثات- جيتي
الحكومة الإيطالية تعتبر حفتر عنصرا أساسيا في هذه المحادثات- جيتي

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مؤتمر إيطاليا حول ليبيا الذي تدور فعالياته خلال يومي 12 و13 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي. وقد أثبت هذا المؤتمر أن الغرب عاجز على التوصل إلى حل ينهي الحرب الليبية، وقد تجلت هذه المظاهر قبل وخلال المؤتمر.


وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال هذه المناسبة، يحاول الرئيس الإيطالي التوصّل مع الأطراف المتنازعة إلى اتفاقات يتم إبرامها من أجل ضمان استقرار البلد المجاور. كما تعتبر الحكومة الإيطالية حفتر عنصرا أساسيا في هذه المحادثات.


وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال شهر أيار/ مايو الماضي، حاولت فرنسا إبرام اتفاقيات سلام بين الأطراف المتنازعة في ليبيا. وبعد ستة أشهر من تنظيم المؤتمر الفرنسي، تجدد إيطاليا المبادرة. واستغل رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي الوضع من أجل تحقيق نفس الهدف الذي فشلت فيه فرنسا.

 

اقرأ أيضا: اختتام "باليرمو" ودفع باتجاه إتمام العملية الدستورية بليبيا

وأوردت "البايس" أنه خلال هذه المناسبة، عبّر كونتي عن نيته في التغلب على حالة الجمود الليبي ومنع تصاعد العنف. وعلى الرغم من بداية فعاليات المؤتمر يوم الاثنين، عجزت الحكومة الإيطالية عن ضمان حضور المارشال خليفة حفتر، الرجل الذي يعد له نفوذ قوي في شرق البلاد، والذي يحظى بدعم مصر.


وخلال آخر ساعات اليوم الأول من المؤتمر، ظهر حفتر في باليرمو وكان له لقاء مع كونتي. وبعد حضور حفتر إلى باليرمو، تنفست الحكومة الإيطالية الصعداء؛ لأنه دون هذا الرجل العسكري البالغ من العمر 75 سنة، والذي كان مواليا للقذافي في وقت ما، ومن ثم حليفا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية؛ سيكون أي اتفاق سلام مجرّد حبر على ورق.


وبينت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تمكن خلال شهر أيار/ مايو الماضي، من ضمان حضور حفتر في باريس. فضلا عن ذلك، تمكن من ضمان التوصّل إلى اتفاق شفوي بين الأطراف المتناحرة الذي يقضي بتنظيم انتخابات بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر في ليبيا. لكن، لا أحد يصدق نوايا تنظيم انتخابات في ليبيا. ومن جهتهم، التزم الخبراء الحذر في التكهن بتنظيم الانتخابات في ليبيا من عدمه، نظرا لتعقيد الوضع.  


ونقلت عن كلاوديا غازيني، العضوة في مجموعة الأزمات الدولية، أن "مؤتمر باليرمو لا يتركز فقط على المجال السياسي، بل يشمل أيضا المسائل الاقتصادية والأمنية"، وهو أمر مثير للاهتمام من وجهة نظر الخبيرة.


وعلى صفحتها الخاصة على موقع التويتر، نوهت غازيني بأن فرص تحقيق تقدم خلال المؤتمر ضئيلة وشحيحة. ومن وجهة نظرها، يمكن للمجتمع الدولي الوصول إلى حلّ منطقي للأزمة في ليبيا عبر دعم المخطط الذي قدمه، هذا الشهر، اللبناني غسان سلامة، والذي يعد المبعوث الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.


ونوهت الصحيفة بأن مخطط سلامة يسعى إلى الترويج لمؤتمر وطني في ليبيا خلال شهر كانون الثاني/ يناير من سنة 2019، والذي يهدف إلى التوصّل إلى اتفاق حول انتخابات يتم تنظيمها خلال ربيع نفس السنة.

 

في نفس الوقت، أشارت غازيني إلى أنه لا زال يحوم بعض الغموض حول هذا المخطط. وتساءلت قائلة: "أي نوع من الانتخابات سيتم تنظيمها؟ هل ستكون برلمانية أم رئاسية، أو الاثنان معا؟ أو هل سيتم تنظيم استفتاء حول اقتراح دستور؟".   


وأوردت أن أحد أعضاء المؤسسة البحثية، المجلس الأطلسي، عبّر في رسالة بريد إلكتروني وجهها لصحيفة البايس الإسبانية، عن عدم تفاؤله بشأن مؤتمر باليرمو. وأورد أنه "في ظل غياب تقدم كبير في مجال الأمن وفي رسم خطة واضحة بشأن نزع سلاح الجماعات المسلحة، سيكون من الصعب تحقيق أي تقدم سياسي أو اقتصادي في ليبيا".


وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة جوزيبي كونتي أرادت لعب دور دبلوماسي بالغ الأهمية من خلال قيادة واستضافة قمة دولية من أجل إرساء السلام في ليبيا. وكانت فكرتها متمثلة في استضافة عدد كبير من رؤساء الدول في باليرمو، وجمع قادة الفصائل الليبية المختلفة، من بينهم الجنرال خليفة حفتر، والوزير الأول فايز السراج.

 

اقرأ أيضا: سلامة: حفتر أعلن التزامه بخطة الأمم المتحدة من أجل ليبيا

وأوردت أن تضاؤل عدد الأسماء في قائمة تأكيد الحضور يعدّ صورة مثالية ودليلا صارخا على أن عملية السلام لحل النزاع الذي يؤثر على إيطاليا بشكل مباشر في المجال الاقتصادي ومسألة الهجرة؛ لا زالت بعيدة المنال.


وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا تعتزم تحويل القمة إلى واحدة من مؤشرات التطور ومعالم السياسة الخارجية الجديدة التي تتبعها الحكومة الشعبوية بقيادة كونتي. 


وفي خضم التوتر مع فرنسا، تعتزم الحكومة الإيطالية تسلم مشعل القيادة في محاولات إرساء السلام في المنطقة الأساسية والضرورية للمصالح الإيطالية. لكنها فشلت في حشد عدد كبير من الحضور أو تحفيز النقاش الذي يساعد على التفكير في حلول على المدى القريب، على الرغم من الترويج لهذا اللقاء منذ أشهر.

التعليقات (0)