سياسة عربية

العراق يحث أمريكا على مراعاة وضعه بشأن العقوبات على إيران‎

صالح:  لا نريد أي أذى يقع على الشعب الإيراني- الرئاسة العراقية
صالح: لا نريد أي أذى يقع على الشعب الإيراني- الرئاسة العراقية

حث الرئيس العراقي برهم صالح الأحد الولايات المتحدة على مراعاة وضع بلاده السياسي والاقتصادي، في الوقت الذي يتفاوض فيه البلدان على إعفاء العراق من العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على إيران.

وقالت الولايات المتحدة الجمعة، إن بإمكان العراق استيراد إمدادات الغاز الطبيعي والطاقة من إيران لمدة 45 يوما، مادام العراق لن يسدد لإيران ثمن هذه الواردات بالدولار الأمريكي. وبدأ سريان العقوبات على قطاع النفط الإيراني في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال الرئيس العراقي المنتخب حديثا للصحفيين خلال زيارة للكويت: "نحن قلقون من التوترات في المنطقة ويقينا لا نريد أي أذى يقع على الشعب الإيراني... نحن في حوار حقيقي مع الولايات المتحدة، الدولة المعنية بهذه العقوبات. يجب مراعاة خصوصية العراق".

وأضاف: "لا نريد أن يكون العراق محملا بأعباء ووزر تلك العقوبات. نريد أن ننطلق لمرحلة استحقاق إعادة الإعمار وتوفير البنى التحتية المطلوبة لبلدنا، وهذا يتحقق باعتماد المصلحة العراقية أولا ومنطلقا للتعامل مع هذا الملف".

وقال صالح إن العراق يريد الحفاظ على علاقات "متوازنة" مع كل جيرانه ومع المجتمع الدولي.

وأضاف أن "إيران دولة جارة لنا ومصلحتنا تكمن في علاقات جيدة ومستقرة مع إيران". وقال إن الشعب العراقي يريد أيضا تعميق العلاقات العربية والخليجية.

وقال إن العراق بحاجة إلى إعادة بناء اقتصاده وبنيته الأساسية، مع خروجه من صراع مدمر مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان مسؤولو البنك المركزي العراقي قد قالوا في آب/ أغسطس، إن اقتصاد بلادهم مرتبط بشكل وثيق بإيران، التي تخوض العديد من الحروب بالوكالة مع السعودية في المنطقة.

وأكد صالح أن بلده "المثخن بالجراح والمثقل بالكوارث"، لا يرغب في الدخول في محاور أو ينحاز إلى هذا الطرف أو ذاك، معتبرا أن إعادة إعمار العراق هي الأولوية الأولى في الوقت الحالي، ويجب أن يكون العراق "ساحة لتلاقي المصالح".

وأكد أن رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبد المهدي "يولي أهمية كبيرة للملف الاقتصادي وتنشيط القطاع الخاص، ولاسيما توفير فرص العمل للشباب".

* العلاقة مع الكويت والخليج

تحدث صالح عن عمق العلاقة بين بلاده والدول العربية والخليجية، مشددا على رغبة القيادة الجديدة في بغداد في تعميق أواصر هذه العلاقات.

وأوضح أنه تحدث مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأحد، عن مشاريع للسكك الحديدية بين العراق والكويت من ناحية، والعراق والخليج من ناحية أخرى. كما تحدثا أيضا عن إنشاء مناطق صناعية وتجارية مشتركة، وتسهيل سفر المواطنين بين البلدين وتسهيل حركة رؤوس الأموال.

وقال: "وهذا ينطبق على العراق وكل جيرانه".

وأكد أن العراق بما يمتلكه من موقع جغرافي وأهمية سياسية واقتصادية وبشرية، يريد "أن يكون لاعبا محوريا في إعادة ترتيب أوضاع المنطقة وإيجاد منظومة أمن مستقرة، مستندة إلى وشائجنا التاريخية والثقافية بيننا وبين جوارنا، ومستندة إلى مصالح اقتصادية مشتركة".

وقال: "نولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا مع السعودية وإعادة اللحمة معها. المملكة دولة كبيرة وأساسية في المنطقة ولها أولوية كبيرة في تعامل العراق مع المنطقة... هناك زيارة مرتقبة للمملكة بإذن الله".

وأضاف أنه يأمل في تحويل العواطف والآمال المشتركة مع السعودية "إلى برنامج عمل حقيقي يعيد الاستقرار للمنطقة".

وقال: "نحن والمملكة وأشقاؤنا في الخليج حالة واحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف".

وتحدث عن الجماعات المسلحة بالعراق، مشددا على أن حصر السلاح بيد الدولة العراقية هو "استحقاق جدي أمامنا"، ويجب ألا يكون هناك سلاح خارج الإطار الشرعي للدولة.

 

اقرأ أيضا: إيران تقول إن التبادل التجاري مع العراق تجاوز 8 مليارات


التعليقات (0)