ملفات وتقارير

معارك "المية ومية".. من يريد نزع السلاح الفلسطيني؟

حماس: الوضع المتأزم في المخيم لا يخدم القضية الفلسطينية- فيسبوك
حماس: الوضع المتأزم في المخيم لا يخدم القضية الفلسطينية- فيسبوك

تتساقط اتفاقات وقف إطلاق النّار بين حركتي فتح وأنصار الله في مخيم المية ومية وسط غموض كبير حول الأسباب الحقيقية وراء اشتعال المعارك بين فينة واخرى لا بل بعد ساعات على نجاح المساعي واللقاءات التي استنسخت في الأسابيع الماضية بين القوى الفلسطينية والإسلامية وبمشاركة فاعلة من حزب الله وحركة أمل والأجهزة الأمنية اللبنانية. 


وتحضر التساؤلات عن اليد التي تريد "تدمير" المخيم المحاذي للمخيم الشقيق "عين الحلوة"، بينما تذهب آراء سياسية إلى توصيف ما يجري بأنه مقدمة خطرة للغاية نحو سحب السلاح الفلسطيني من المية ومية أولا ومن ثم سائر المخيمات بما يخدم مباشرة "صفقة القرن".


حصيلة المشاورات السياسية عبر عنها الاجتماع الموسع في مقرّ الاتحادات التابعة لمنظمة التحرير في مدينة صيدا، حيث أكد المجتمعون على  التزام جميع الاطراف وقف إطلاق النّار وتشكيل لجنة يومية لمتابعة الوضع بالمخيم وتحييدمخيم المية ومية عن أي صراع.


أسباب ومؤامرات

 

وتناول إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود أسباب الصراع المتكرر، وقال في تصريحات لـ"عربي21": "هناك أسباب صغيرة وأخرى كبيرة متعلقة بصفقة القرن"، موضحا: "ثمة نفور متواصل بين حركتي أنصار الله و فتح بسبب تغير المزاج واختلاف الوجهة، وما فجر الموضوع هو كشف حركة أنصار الله عن مؤامرة لاغتيال أمينها العام جمال سليمان حيث قامت بإعدام المتهم الذي تبين وفق تحقيقاتهم بأنه قد تمّ تجنيده من قبل مسؤول كبير في حركة فتح".


وتابع: "بغض النظر عن السبب المباشر ولكن يبدو بأن هناك من يتربص بالمخيم لتدميره، فالخلاف بدأ بإعدام بلال زيدان لكنّه تطور إلى إطلاق رصاص ودمار، وهذا ما يذكّرنا بمخيمات نهر البارد وحي الطيرة في عين الحلوة و مخيم اليرموك".


وتساءل عن أسباب "فتح السفارات لأبوابها عند كل تفجير في المخيمات ومنح تأشيرات مجانية ليسافر العديد من الأفراد والعائلات الفلسطينية مما يدلّل على أن المقصود هو تقليص أعداد الفلسطينيين في لبنان بما يسمح بتوطينهم لاحقا".


وحول مطالب سحب السلاح الفلسطيني، استبعد الشيخ حمود اللجوء إلى هذا الخيار لأنه يحتاج إلى قرار دولي وتوافق لبناني"، غير أنه لفت إلى وجود "قناعة لدى الرأي العام اللبناني والفلسطيني بعدم جدوى هذا السلاح في ظل انحرافه نحو التدمير والتهجير"، مؤكدا "هناك تقبل لفكرة نزع السلاح الفلسطيني من المية ومية بعد أن كان سابقا يعدّ خيانة على إثر مجرزة صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما دخلت القوات اللبنانية إلى المخيمين معززة بالإسرائيليين وارتكبت المذابح بحق اللاجئين الفلسطينيين".


وتطرّق الشيخ حمود إلى ضمانات وقف إطلاق النار، فقال: "الفرصة أقوى لتثبيت الاتفاق مع دخول حزب الله بشكل مباشر على خط الحل"، مشيرا إلى أن حزب الله "قادر على إقناع أطراف محددة بعدم التقاتل، عدا أن حضوره يعدّ فعالا لأن سلاحه مرتبط بشكل مباشر بالقضية الفسطينية".

 

نزع السلاح

 

وتواترت دعوات لبعض القوى اللبنانية لتدخل الجيش ونزع السلاح الفلسطيني، وطالب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري "إعطاء الأوامر للجيش اللبناني من أجل التدخل في أسرع وقت ممكن لوقف الاشتباكات ومصادرة الأسلحة التي استعملت فيها منعا لاستخدامها مرة أخرى".

وردا على ارتفاع نسبة الدعوات لسحب السلاح الفلسطيني، أبدى القيادي في حركة حماس أيمن شناعة تفهمه لتلك الهواجس"لا سيما الأهالي في المناطق المحيطة بالمخيم"، لكنه رأى أن"الأمر يجب أن لا يرتكز على ملف السلاح الفلسطيني كون المسألة متعلقة بطاولة الحوار اللبنانية وبالخيارات الفلسطينية إزاء الصراع مع الاحتلال"، مضيفا: "تنحصر وجهة السلاح الفلسطيني في محاربة العدو الصهيوني و لا يجب استخدامه داخل المخيمات"، داعيا القوى اللبنانية إلى "التريث بانتظار ما ستؤول إليه الإجراءات الجديدة".

 

الاتفاق الجديد

 

وأمل شناعة بعدم تجدّدالخروقات التي أعقبت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير التي رعته الحركة، وقال:"توصلنا إلى صيغة جديدة تفضي إلى سحب المسلحين من المناطق التي تمت السيطرة عليها ومن منازل المواطنين وتشكيل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار الجديد".


وأعرب شناعة عن أسفه للتطورات السلبية الأخيرة، قائلا: "يبدو أن جهات تعاني من خلافات داخل صفها ما أدى إلى اشتعال الاقتتال مرة جديدة"، مشددا على حرص "حركة حماس لتأمين صالح المخيمات كافة لاسيما المية ومية من خلال مواقفها التوحيدية".


ورأى شناعة أن "الوضع المتأزم في المخيم لا يخدم القضية الفلسطينية لا بل هو محرم شرعا ويعد ضربة موجهة للأهداف الوطنية".

التعليقات (0)