صحافة إسرائيلية

هآرتس: هذا ما شجع رجال الأعمال على مقاطعة مؤتمر السعودية

قالت الصحيفة إن "رؤية البعثات التي وصلت إلى الرياض، تمثلت في أن التضامن الأخلاقي لا يعيق المنافسة التجارية"- جيتي
قالت الصحيفة إن "رؤية البعثات التي وصلت إلى الرياض، تمثلت في أن التضامن الأخلاقي لا يعيق المنافسة التجارية"- جيتي

تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الخميس، عن مؤتمر الاستثمار السعودي "دافوس الصحراء" وما تخلله من غياب دول غربية ومسؤولين اقتصاديين وشركات عالمية؛ نتيجة لحادثة مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر الجاري.


وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل إلى أن "قتل خاشقجي أثار غضب العالم، ودفع مدير عام شركة سيمنز، إلى عدم المشاركة في المؤتمر الذي بادر إليه ولي العهد السعودي"، مؤكدة أن "رجال الأعمال اضطروا إلى مواجهة المعضلة الصعبة، وهي هل الأعمال التجارية والمال تسبق إمكانية أن تلحق بهم وصمة سوداء إذا استمروا في التعاون مع السعودية؟".


ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى ما قاله مدير عام "سيمنز" جو كايزر أنه "في بعض الأحيان تتطور الأوضاع بصورة لا يستطيع شخص أن يكسب منها، وفيها كل خيار هو خيار سيء، وتمثل ذلك في أزمة خاشقجي".


وشددت الصحيفة على أن "كايزر ليس هو رجل الأعمال الكبير الوحيد الذي حيرته هذه المسألة"، لافتة إلى أنه "قرر في النهاية أن لا يشارك في مؤتمر الاستثمارات المستقبلية بالسعودية".

 

اقرأ أيضا: ما هي التداعيات الاقتصادية لقضية خاشقجي على الرياض؟

 
وقال كايرز: "وقفت أمام ثلاثة خيارات، الأول هو عدم المشاركة في المؤتمر، وبذلك أختبئ خلف التيار الرئيسي مثل أغلبية المدعوين، والثاني هو إرسال شخص ما من المستوى الثاني أو الثالث مثلما فعلت عدد من الشركات، لكن كان واضحا لي أن هذا الخيار لا يناسبني"، مبررا أن "القيادة لا تعني الاختباء خلف رجالك، عندما تطلق النار مباشرة عليك"، بحسب "هآرتس".


وتابع مدير عام شركة "سيمنز" أن "الخيار الثالث هو المشاركة في المؤتمر والتحدث عن الموضوع نفسه"، معتبرا أن "الخيار الأول كان الأسهل، أما الثالث كان هو الأكثر شجاعة وصحة"، على حد قوله.


ووفق رأي كايزر، فإن "الحديث مباشرة وبشكل صادق هو الأمر الذي يجب القيام به من قبل شركة تشغل نحو ألفي عامل في السعودية، وتعمل بشراكة طويلة منذ سنوات مع المملكة"، مضيفا أن "إدارة الشركة تقتضي أكثر من التعبير عن الصدمة من عمل بربري مثل الذي حدث في إسطنبول مع خاشقجي".

 

فرصة تجارية


واستكمل بقوله إننا "جميعا بشر ولدينا مشاعر وقلق ومخاوف، لكن هذه مسؤولية المدير العام في أن يجد إجابات للتحديات، لأن الزبائن يثقون بنا، والعمال يعتمدون علينا في الحفاظ على أماكن عملهم، والدول تريد أن نضع مصالحها على رأس سلم الأولويات، وأصحاب الأسهم يطالبون بالمعقولية، وعلى الأقل إدارة صناعة تنتج قيم".


ووصف كايرز قراراه بعدم المشاركة بأنه "الأنظف، ولكنه ليس الأشجع"، مبررا أن "هناك فرصة تجارية تساوي حوالي 30 مليار دولار، قبيل تطبيق خطة ابن سلمان في عام 2030".


وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه "ربما لن نسمع أي تفسير واضح وصريح أكثر من هذا، الذي قدمه رئيس سيمنز، على قرارات البنوك والوزراء، ورؤساء ورجال الأعمال، في عدم مشاركتهم بمؤتمر الاستثمار السعودي"، مشيرة إلى أن "ما حدث يدحض مقولة أن المصالح التجارية هي الأهم".


وبينت أن "رؤساء الشركات ينتظرون بشكل عام الحكومات لفرض العقوبات أو أمرهم بعدم عقد صفقات مع الدولة المجرمة مثلما حدث في موضوع إيران أو السودان"، منوهة إلى أن "هذه المرة رجال الأعمال والمستثمرون، هم الذين وقفوا على رأس الحملة الجماهيرية ضد السعودية وأجبروا الحكومات على اتخاذ موقف"، وفق "هآرتس".

 

اقرأ أيضا: كيف أثر اغتيال خاشقجي على منتدى الاستثمار السعودي؟


وفيما يتعلق بالأمر الذي شجع رجال الأعمال على عدم المشاركة في مؤتمر السعودية، فسرت الصحيفة ذلك بالقول إن "التعاون مع دولة قاتلة ليس جيدا للأعمال، وربما العكس صحيح"، مبينة أنه "رغم الأموال الطائلة التي تمتلكها السعودية، إلا أنها تعتمد على الاستثمارات والتكنولوجيا الغربية، من أجل تنفيذ مخططاتها للتطوير؛ وهذا أوجد فرصة للتعبير عن موقف أخلاقي دون المخاطرة أكثر من اللازم".


واستدركت بقولها إن "الشركات التي تغيب رؤساؤها، لن تتنازل عن نصيبهم المتوقع أو عن المشاريع التي توجد الآن قيد التنفيذ"، لافتة إلى أنه "ليست كثيرة دول العالم التي تستطيع مثل السعودية الدفع نقدا مقابل تنفيذ الأعمال".


وختمت الصحيفة بقولها إن "رؤية البعثات اليابانية والروسية الكبيرة التي وصلت إلى الرياض، تمثلت في أن التضامن الأخلاقي لا يعيق المنافسة التجارية".

التعليقات (0)