قضايا وآراء

قراءة أولية لخطاب الرئيس أردوغان

عادل راشد
1300x600
1300x600
1) لقد رفع الرئيس في خطابه أمس الأول سقف التوقعات والتطلعات عند الجميع فجاء خطاب اليوم دون المأمول ، وهو مسؤول عن جزء من ذلك لكونه الرئيس أردوغان وليس رئيساً آخر ، ولمفرداته القوية التي كان قد استخدمها والتي حبس العالم أنفاسه على إثرها في انتظار التصريح بها بعد التلميح. 

2) ولكن في المقابل هو ليس مسؤولاً عمن رفعوا سقف توقعاتهم لتصور أن يعرض فيديوهات وتسجيلات وصوراً فهو رئيس دولة وليس مسؤولاً أمنياً ولامدعي عام يوجه اتهاماً إلى متهمين ماثلين أمام منصة القضاء. 

3) الخطاب وضع التسريبات السابقة ( المتعمدة) في قالب رسمي إذ يصرح بها أعلي مستوي في الدولة وأمام العالم كله ويغلف الإتهامات في صورة أسئلة واضحة وفاضحة ومحرجة وأن أجهزته تملك الأدلة عليها. 

4) الخطاب جمع بين التفصيل القانوني ودحض الروايات السعودية المتناقضة والمرتبكة وبين الاستثمار السياسي أو البراجماتية الأخلاقية. 

5) أثبت أردوغان أنه ودولته يعمل وفقاً للقانون الدولي والمواثيق الدولية وأنهم حرصوا علي عدم الوقوع في أي تجاوز قانوني ، وأن مجريات التحقيق والتفتيش تتم وفقاً للمعايير الدولية ، وليس رئيساً يمارس البلطجة السياسية ولا نظاماً همجياً يرتكب جرائم وحشية ويستخدم القنصليات في أعمال خطف وقتل. 

6)  حرص أردوغان علي التأكيد علي أن هذه الجريمة البشعة لاتخص تركيا وحدها وإنما تخص العالم كله وتؤلم الضمير الإنساني مما يستنهض همم الجميع في استمرار الضغط الدولي من المنظمات الرسمية وغير الرسمية وهو مايساعده على تحقيق أهدافه في هذه القضية. 

7) تصريح أردوغان بأنه لايمكن تحميل هذه الجريمة للثمانية عشر شخصاً من الجهات الأمنية والاستخباراتية هو أمر غير مقبول ، وأن الجريمة مخطط لها مسبقاً وعلي نطاق واسع أو مستوي رفيع وأنه ينبغي معاقبة المسؤولين عنها من أول السلم إلى أعلاه، فلايخفي علي أحد أن المستوي الأعلي هو ولي العهد. 

8) تصريح الرئيس بأنه وإن كانت الجريمة وقعت في القنصلية السعودية إلا أنها في الحدود التركية وأن معاهدة فيينا (التي طالب بإعادة النظر فيها) وإن كانت تمنح الحصانة ولكنها لاتبيح ارتكاب الجرائم باسم الدبلوماسية ثم مناشدته الملك سلمان بتسليم المتهمين لمحاكمتهم في تركيا  فإن وافق ظهرت الحقائق بوضوح عمن أمر بالجريمة وإن رفض أصبح الشك يقيناً. 

9) تصريح أردوغان بأن الحكم ينبغي أن يقوم على العدل وأنه لن يتستر علي أي شيء ثم ذكره الملك سلمان ثلاث مرات بصفته خادم الحرمين الشريفين وأنه يثق به يعطيه الفرصة لإعادة النظر في موضوع ابنه ولي العهد واتخاذ الخطوة بيده طوعاً وييسر حديث بعضاً ممن لهم بقية من عقل وعلاقة بالملك من العائلة بذلك. 

10) ذكر الرئيس لاتصاله بترمب واتفاقه معه على إظهار الحقيقة هو نوع من السير في تطبيع العلاقات مع أمريكا وفي ذات الوقت تفويت الفرصة علي ترمب لاستغلال فرصة تصنعها له تركيا، ووضع الرأي العام الأمريكي المناهض لترمب في الصورة ، فلا خصومة ولكن الحقيقة والحقيقة فقط. 
التعليقات (0)