صحافة دولية

صندي تايمز: لماذا شكك الجميع برواية الرياض بشأن خاشقجي؟

صندي تايمز: الأعداء والأصدقاء يشككون في رواية الرياض- جيتي
صندي تايمز: الأعداء والأصدقاء يشككون في رواية الرياض- جيتي

نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها في إسطنبول لويزا كالاهان، تعلق فيه على سخرية العالم من رواية السعودية بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارتها في تركيا في 2 تشرين الأول/ أكتوبر. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السعودية حاولت تحميل مسؤولية مقتل خاشقجي لمسؤولين بارزين، بعدما اعترفت أخيرا بمقتل الصحافي البارز، إلا أن حلفاء السعودية حول العالم عبروا عن شكوكهم في مزاعمها بأن خاشقجي قتل نتيجة قتال، وأن قيادة الملكية المطلقة لا شأن لها بما حدث له. 

وتلفت كالاهان إلى أن التحول في موقف الحكومة السعودية جاء في منتصف ليلة الجمعة، عندما قالت إن الناقد والصحافي البارز جمال خاشقجي (60 عاما) قتل نتيجة مشاجرة مع قوات الأمن داخل القنصلية، وأعلنت وزارة العدل السعودية عن اعتقال 18 شخصا، يعتقد أن منهم 15 شخصا أرسلوا خصيصا لاعتقال خاشقجي في اليوم الذي دخل فيه الأخير القنصلية لتسلم أوراق تتعلق بطلاقه من زوجته السعودية. 

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم تعبير وزارة الخارجية عن حزنها لما حدث، إلا أنها لم تشجب هذه العملية، وألمحت إلى أنهم كانوا يعملون بناء على أوامر من الديوان الملكي من أجل جلب الناقد للنظام إلى الرياض، وقال المسؤولون إنهم أعطوا الجثة لأحد المتعاونين معهم للتخلص منها، فيما تقول السلطات التركية إنها تبحث في غابة بلغراد القريبة من إسطنبول. 

 

وينوه التقرير إلى استمرار تشكيك مؤيدي خاشقجي في إسطنبول في الرواية السعودية، حيث اجتمعوا أمام القنصلية السعودية، وطالبوا بأجوبة عن أسئلتهم، قائلين: "هل اختطفوه؟ وأين أخذوه؟ وكيف فعلوا هذا؟ الأسئلة لا تهم"، وقالوا: "الأمر الوحيد الذي يهم الآن، أعطونا جمال حتى نقيم له جنازة". 

 

وتفيد الكاتبة بأن الرؤوس في داخل السعودية بدأت بالتطاير، حيث بدا أن الحكومة تحرف المسؤولية إلى المسؤولين الكبار، مشيرة إلى عزل سعود القحطاني المقرب من الأمير ومسؤول الإعلام، الذي كتب العام الماضي تغريدة، قال فيها إنه لم يتصرف أبدا دون أمر الملك أو ولي عهده، بالإضافة إلى أحمد عسيري، المعروف بوجه الحملة على اليمن، ويعتقد أنه كان من الذين شاركوا في حملات اعتقال الأمراء ورجال الأعمال. 

 

وتذكر الصحيفة أن شبكة أنباء "سي أن أن" نقلت عن السفير الأمريكي السابق في الرياض جيرالد فيرستين، وصفه عسيري بـ"الرجل الجيد" الذي لم يكن ليشارك في عملية خطف خاشقجي "دون تنسيق من رئيسه". 

 

ويجد التقرير أن قضية خاشقجي الملتهبة كانت بمثابة امتحان للعلاقات الأمريكية السعودية، وشوهت سمعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان

 

وتعلق كالاهان قائلة إن البيان الغامض من الحكومة السعودية كشف عن محاولات الرياض اليائسة لتحديد الاعتراف "تنفيذا لأمر القيادة، والحاجة لمعرفة الحقيقة بوضوح، والإعلان عن الشفافية، فإن النتائج الأولية للتحقيق الذي أجراه النائب العام تظهر أن المشتبه بهم سافروا إلى إسطنبول لمقابلة المواطن جمال خاشقجي، حيث كانت هناك إشارات عن إمكانية عودته"، وأشار إلى الجدال الذي تطور إلى مشاجرة قتل فيها خاشقجي.

 

وتبين الصحيفة أن هذا البيان جاء على خلاف ما ورد في التسريبات التركية الملطخة بالدم، التي تحدثت عن تعذيب وقتل وتقطيع لخاشقجي، لافتة إلى أن المسؤولين في "سي آي إيه" استمعوا إلى التسجيلات التي قدمها لهم المسؤولون الأتراك.

وبحسب التقرير، فإن الأعداء والأصدقاء لا يصدقون سفر وفد سعودي إلى إسطنبول لاختطاف أو قتل معارض دون أمر من القيادة، وقال السيناتور الديمقراطي جاك ريد: "يبدو أن هناك خطة مدروسة للعمل، وتبعتها خطة للتغطية، ولا تحضر 15 رجلا بمنشار عظام لملاكمة رجل في الستين من عمره"، باستثناء الرئيس دونالد ترامب الذي غير مواقفه وتعاطف مع السعوديين ليعد بمعاقبتهم، حيث يبدو متقبلا الآن لروايتهم، وبأنها ذات مصداقية، و"خطوة عظيمة"، فيما تفكر بريطانيا "بالخطوات المقبلة". 

 

وتقول الكاتبة إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعب لعبة ذكية طوال الأزمة، حيث لم يقل الكثير، وتجنب المواجهة مع السعودية، لكنه سمح للمسؤولين بتسريب المعلومات من أجل دفع أمريكا والغرب للضغط على السعودية، وتأكيد مسؤوليتها عن مقتل خاشقجي، مشيرة إلى أن تركيا زادت الضغط عندما هدد وزير العدل التركي بالكشف عن المعلومات كلها. 

 

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم وعود السعودية بتحديد المسؤول عن مقتل خاشقجي، إلا أن هناك دعوات لتحقيق دولي وفرض عقوبات على السعودية، فقال دبلوماسي غربي قضى وقتا طويلا في المملكة: "هذا تجاوز كبير.. وصلنا إلى مرحلة تم فيها امتحان للأعراف الدولية، وعلينا رسم خط". 

 

ويفيد التقرير بأن حلفاء السعودية المقربين شعروا بالغضب من قتل الصحافي، الذي حطم وهز الثقة في آمال تحول السعودية لعهد جديد، مع أن الإمارات العربية المتحدة حليفة السعودية قبلت الرواية عن مقتل خاشقجي. 

وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول دبلوماسي غربي: "هناك فزع"، لافتا إلى أنه لا يوجد احتمال لسحب الدعم عن ابن سلمان "فقد ربطوا أنفسهم بـ(أم بي أس) وهناك قلق في المنطقة من هشاشة السعودية".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)