صحافة دولية

أبرز ما جاء بحوار "نيوزويك" مع خاشقجي عن ابن سلمان

قال خاشقجي إنه في حال طلب ابن سلمان مشورته فإنه لن يتردد في تقديم النصح له- نيوزويك
قال خاشقجي إنه في حال طلب ابن سلمان مشورته فإنه لن يتردد في تقديم النصح له- نيوزويك

نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية حوارا أجرته مع الصحفي السعودي، جمال خاشقجي استعرض فيه رأيه حول العديد من المواضيع على غرار الإصلاحات التي قام بها ولي العهد السعودي، والأزمة القطرية، والسياسات الأمريكية والإسلام.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه المقابلة لم تبصر النور نظرا لأن خاشقجي كان آنذاك يخشى على حياته.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن خاشقجي كان هادئا ومتأنيا عند إطنابه في الحديث عن ماضي المملكة العربية السعودية القريب ومستقبلها.

 

 

 

 

وعموما، عبر خاشقجي عن حزنه الشديد إزاء فشل محاولاته في تقديم المشورة لولي العهد محمد بن سلمان حتى يختار مسارا مختلفا ويحرر المجتمع المدني السعودي.

 

وقبل اعتباره معارضا، كان خاشقجي مقربا من البلاط الملكي السعودي على مدار عقود. لكن هذا الولاء لم يحل بينه وبين مصيره المحتوم، الذي انتهى بمقتله داخل القنصلية السعودية.

وفي سؤال الصحيفة حول ما إذا كان ابن سلمان يسعى حقا إلى إصلاح الوهابية، أجاب خاشقجي بأن ابن سلمان أثار حفيظة الوهابيين المتشددين حينما قرر معالجة القضايا التي تهم الشعب على غرار فتح دور السينما، وإقامة الحفلات الموسيقية، وتحرير المرأة.

 

وعموما، يعد الإسلام دين تنوع وهو ما يتعارض مع الفكر الوهابي المناهض للتعدد والتنوع، حيث يؤمن الوهابيون بأنهم المالكون الوحيدون للحقيقة، ما يجعلهم في خلاف مع أي طرف آخر.

وأضاف خاشقجي أنه لا بد من القيام بإصلاحات في السلك القضائي. فمنذ عهد الملك عبد العزيز، كان هناك رفض تام لتقنين القوانين، حيث يعتبرون أنه نتاج العلمانية وأنه مخالف للشريعة الإسلامية.

 

لذلك، فإنه يكمن الإصلاح الحقيقي في السلطة القضائية في تقنين القوانين وتقديمها للمحاكم وحث القضاة على الامتثال لتطبيق هذه القرارات. 

 

اقرا أيضا :  "CNN" ترصد تقلبات مواقف ترامب من قضية خاشقجي


وتساءلت الصحيفة عن الأسباب التي تقف وراء عدم مراعاة ابن سلمان للإجراءات القانونية وتقديمه للأدلة التي تؤكد فساد الأمراء ورجال الأعمال الذين تم القبض عليهم واحتجازهم داخل فندق ريتز كارلتون.

 

وفي هذا السياق، أفاد خاشقجي بأن ابن سلمان لا يرى أن ذلك ضروري خاصة أنه منغلق على نفسه ويعد زعيما قبليا متشبثا بمعتقداته القديمة.

وأورد خاشقجي أن ابن سلمان لا يرى داعيا لإجراء إصلاحات في سلك القضاء نظرا لأن ذلك من شأنه أن يحد من صلاحيات حكمه الاستبدادي.

 

لذلك، يريد ولي العهد جني ثمار إصلاحاته من خلال فتح دور السينما والتقرب من رجال الأعمال في وادي السيليكون، وفي الوقت نفسه، مواصلة حكم المملكة العربية السعودية على طريقة أجداده.

وفي الحديث عما إذا كان ابن سلمان يستطيع تحقيق هذا الأمر، أجاب خاشقجي مؤكدا أنه لا توجد حركة سياسية في السعودية بإمكانها الضغط على ابن سلمان، خاصة أن العالم برمته سعيد بما أنجزه.

 

في المقابل، يعد بيرني ساندرز الشخص الوحيد في الولايات المتحدة الأمريكية الذي دعا للضغط على ولي العهد.

 

وتجدر الإشارة إلى أن ترامب منغلق على نفسه ويرفض سماع رأي الآخرين، ولا يتحقق من الأحداث التي تدور حوله خاصة أنه لا يحظى بمستشارين مناسبين من شأنهم أن يقدموا له النصيحة. لذلك، يحاول ترامب التقرب من المملكة التي رسم صورة لها في ذهنه.

 

اقرأ أيضا :  مراسلون بلا حدود: نحذر من أي "مساومة" بقضية خاشقجي


وقال خاشقجي إنه في حال طلب ابن سلمان مشورته، فلن يتردد في تقديم النصح له خاصة أنه يأمل في رؤية المملكة بصورة أفضل.

 

فهو لا يسعى إلى الإطاحة بالنظام وإنما يرغب في إصلاحه من خلال حث الحكام على الاهتمام بالمناطق الفقيرة في كل من جدة والرياض، وجعل المجتمع السعودي مجتمعا منتجا، ودعم حق الشعوب في بلوغ الحرية في كل من مصر وسوريا واليمن.

وردا على سؤال الصحيفة حول ما إذا كان ابن سلمان يرضخ للضغط الذي يمارسه المجتمع الدولي، ذكر خاشقجي أن الأمريكيين والأوروبيين بالتحديد يستطيعون مراقبة ولي العهد.

 

فعلى سبيل المثال، إذا ما حذر البنك الدولي ابن سلمان من إهدار أمواله على المشاريع العملاقة، فقد يؤدي ذلك إلى تراجعه عن قراره وإيقاف هذه المشاريع السخيفة.

 

في المقابل، لا يملك الشعب السعودي القوة والنفوذ حتى يطلب من ولي العهد التوقف عن إهدار المليارات من الدولارات على هذه المشاريع العملاقة.

وتحدث خاشقجي عن المآرب التي ترغب المملكة في تحقيقها في اليمن، حيث إن ولي العهد محق في شعوره بالقلق تجاه التواجد الإيراني في اليمن ويرغب في القضاء على الحوثيين، وهو ما يعد أمرا مستحيلا. وباعتبار أنه يؤمن بالانفراد بالحكم، فإنه لا يستطيع أحد تقديم النصيحة له وإخباره بأنه بصدد اعتماد سياسة خاطئة في اليمن وعليه أن يجد بديلا لها.

وفي إشارة الصحيفة إلى الأسباب التي أدت إلى اندلاع أزمة قطر، قال الصحفي السعودي إن ولي العهد يعتبر الإسلام السياسي، والإخوان المسلمين والقوى الداعمة للربيع العربي، بمثابة تهديد له.

 

كنتيجة لذلك، يرغب ابن سلمان في رؤية قطر تتراجع عن دعمها للربيع العربي وللإسلام السياسي من خلال قناة الجزيرة. فإذا ما حدث ذلك، فستعود المياه إلى مجاريها بين الرياض والدوحة.

وفي الختام، بين خاشقجي أن ابن سلمان وظف الدين لمحاربة فرضية اندلاع ربيع عربي في الرياض، إذ استخدم رجال الدين السلفيين بغية تحريم معارضة الناس والإدارات للحاكم. وعلى الرغم من معارضتهم للإسلاميين، فإنه يعد النظام السعودي على استعداد لاستخدام السلفيين لإخماد فرضية اندلاع ثورة ومواجهة الإسلام السياسي.

0
التعليقات (0)