سياسة دولية

NYT: مخابراتنا مقتنعة بمسؤولية ابن سلمان عن قتل خاشقجي

لدى الاستخبارات الأمريكية أدلة متزايدة على أن ابن سلمان متورط بقتل خاشقجي- جيتي
لدى الاستخبارات الأمريكية أدلة متزايدة على أن ابن سلمان متورط بقتل خاشقجي- جيتي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الاستخبارات الأمريكية على قناعة بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسؤول عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.


وقالت الصحيفة في تقرير موسع له –ترجمته "عربي21" إن لدى الاستخبارات الأمريكية أدلة متزايدة على أن ابن سلمان متورط بقتل خاشقجي، من خلال "قرائن ظرفية متنامية حول تورطه من بينها وجود أفراد أمن من حراسته الخاصة، و رصد محادثات لمسؤولين سعوديين يناقشون خطة محتملة لاعتقاله".


وأشارت الصحيفة إلى أن إن اقتناع المسؤولين في وكالات الاستخبارات الأمريكية المتزايد بضلوع ابن سلمان في هذه الحادثة "يهدد مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية".


وتضيف: "على الرغم من أن المخابرات الأمريكية والأوروبية لم تتوصل بعد إلى الأدلة الدامغة التي تثبت تورط ولي العهد، ولم تستطع معرفة ما إذا كان قد أمر بقتله أو اختطافه وإعادته إلى السعودية، إلا أن الأدلة الظرفية تشير إلى أنه كان بين المعتدين عناصر من أمنه الشخصي، ناهيك عن تنصت الاستخبارات على اتصالات أجراها مسؤولون سعوديون ناقشوا خلالها خطة اختطاف خاشقجي. وحسب المسؤولين الأمريكيين يسيطر ولي العهد السعودي على الجهاز الأمني لذلك من المستبعد أن يتم التخطيط لهذه العملية من دون علمه".

 

 

"حل دبلوماسي"

 
وذكرت الصحيفة أنه "بينما تعمل وكالات الاستخبارات الأمريكية على تقييم مدى تورط ابن سلمان في هذه القضية، أنهى وزير الخارجية مايك بومبيو زيارته إلى الرياض دون التوصل إلى حل دبلوماسي لهذه الأزمة".


وتتابع: "وفقا لما أفاد به المسؤولون الأمريكيون، فإن المخابرات الأمريكية حريصة على عدم الحد من الخيارات المتاحة أمام الرئيس الأمريكي من خلال الاقتصار حاليا على تقديم حقائق ملموسة، وتعتبر تقارير الاستخبارات من بين العوامل التي سيأخذها البيت الأبيض بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارات تخص الأمن القومي".


وأوردت الصحيفة أن "ترامب قدم فرضية مفادها أن هذه العملية نفذت من  قبل عنصر أمني مارق، بيد أن تقييم الاستخبارات لهذه لملابسات هذه القضية يدحض هذه الفرضية التي فقدت مصداقيتها على نطاق واسع. وكان من المفترض أن تمهد زيارة بومبيو إلى الرياض الطريق أمام حل دبلوماسي لهذه الأزمة، ولكن النقاط التي تم التطرق إليها خلال الاجتماع الذي عقد الثلاثاء مع ابن سلمان، كانت محددة مسبقا، ولم تتضمن أي تهديدات معلنة"، بحسب مسؤول سابق رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية مطلع على الاجتماع".


ونقلت "نيويورك تايمز" عن هذا المسؤول الأمريكي السابق قوله إن بومبيو "طلب البحث في حيثيات اختفاء خاشقجي، بيد أن الأمير الذي أنكر بشدة تورطه في هذه القضية أكد أن التحقيقات جارية، وهو ما يعني أن الهدف من هذه الزيارة هو الحرص على استمرار التحقيق على وجه السرعة وفي كنف الشفافية".

 

 

"زيارة بومبيو"


وتنقل الصحيفة عن مسؤول آخر من واشنطن مطلع على هذا الاجتماع قوله إن "بومبيو أخبر الأمير أنه حتى لو كان يجهل مصير خاشقجي فعليه أن يبذل ما في وسعه ليجنب المملكة عواقب ردود الفعل الدولية بشأن هذه القضية".


وبحسب المسؤولين الأمنيين الأتراك فإن الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي دخل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر ولم يخرج منها، "قتل وقطعت أوصاله، وذلك حسب تسجيل صوتي يوثق موته الشنيع. ولكن يوم الأربعاء، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن بومبيو لم يستمع إلى هذا التسجيل الصوتي، في حين نفى المسؤولون السعوديون، بما في ذلك العاهل السعودي وولي عهده، أي صلة لهم باختفاء خاشقجي".


ونوهت الصحيفة بأن رئيس لجنة العلاقات الخارجية، السيناتور بوب كوركر، "أعرب عن غضبه بشأن إعراض الإدارة الأمريكية عن اطلاعه عن التقارير الاستخباراتية المتعلقة بمصير خاشقجي. وبعد عودته يوم الأربعاء، رفض بومبيو مناقشة هذه المسألة علنا مشيرا إلى أنه لا يرغب في الحديث عن الحقائق المتعلقة بهذه القضية والأمر سيان بالنسبة للسعودية".


ولكن هذا التصريح كان محل انتقاد، تقول الصحيفة، "حيث أوضحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد أوباما، سامانثا باور، أن رفض السعودية التطرق إلى الحقائق المتعلقة بهذه القضية مثير للريبة، في حين أن إعراض بومبيو عن ذلك هو تمثيلية مثيرة للسخرية".


وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي علق على هذه الانتقادات الموجهة له بشأن فشله في محاسبة السعودية، بالقول إنه "منحهم مجالا لاستكمال التحقيقات". كما أكد بومبيو أن "العلاقات السعودية الأمريكية مهمة لأسباب اقتصادية وإستراتيجية". 


غير أن الصحيفة تضيف: "الصورة التي عرضتها وسائل الإعلام لبومبيو وهو يبتسم لولي العهد أثناء الاجتماع مختلفة تماما عن تلك التي أظهرها خلال استجوابه لهيلاري كلينتون سنة 2012 على خلفية الهجوم الذي شن على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في ليبيا، التي جعلته بطلا محافظا في أعين الكثيرين".

 

"على المحك"

 

ونقلت الصحيفة عن المستشارة السابقة في وزارة الخارجية ويندي شيرمان، قولها إنه "من الواضح أن التعليمات التي تلقاها بومبيو تقضي بالحفاظ على العلاقات الأمريكية السعودية بأي ثمن". 


ومن جهته، تضيف الصحيفة "أكد ترامب على أهمية العلاقات مع السعودية التي تعتبر حليفا هاما، خاصة أنها تنفق مليارات الدولارات على الأسلحة. ولكن تزايد الأدلة التي تدين ولي العهد تعمق من الأزمة الخارجية الأمريكية. وتجدر الإشارة إلى أن السعودية شريك مهم للولايات المتحدة في المنطقة لتعزيز جهودها في عزل إيران والحفاظ على أمن إسرائيل، ناهيك عن الحفاظ على أسعار النفط منخفضة".


وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بتصريح للدبلوماسي السابق في إدارة جورج دبليو بوش، نيكولاس بيرنز، يقول فيه إنه "لدى الولايات المتحدة مسائل أهم بكثير على المحك"، مشيرا إلى أنه "حان الوقت لتتخذ الولايات المتحدة موقفا صارما مع الأمير محمد بن سلمان وتفرض عقوبات على السعودية التي تحاول التنصل من هذه الجريمة ..مصداقية الديمقراطية الأمريكية أصبحت على المحك".


التعليقات (2)
الضرعي
الأربعاء، 26-12-2018 01:44 م
فديوو
وليد محسن
السبت، 20-10-2018 01:28 ص
عارفين و عندهم الأدلة الدامغة و لكنهم بهذا التقرير يريدون تهدأة الناس و إيجاد ماء حفظ الوجه له بأن الأدلة ليست كافية للإدانة.