سياسة عربية

سلسلة اغتيالات في طرابلس لقادة مسلحين..ما الرسالة؟

اغتيال القيادي في جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق خيري حنكورة- جيتي
اغتيال القيادي في جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق خيري حنكورة- جيتي

أثار تكرار عمليات اغتيال لقادة مسلحين في العاصمة الليبية طرابلس، عدة تساؤلات في هذا التوقيت التي تسعى فيه الحكومة والبعثة الأممية لتنفيذ خطة الترتيبات الأمنية، مع تكهنات بأن الاغتيالات مقصودة لإفشال هذه الخطة.


وشهدت طرابلس اغتيال عدد من القادة المسلحين بطرق متشابهة، كانت آخرها اختطاف عنصرين من قوة الردع الخاصة (وهي أكبر قوة مسيطرة في طرابلس)، ثم اغتيالهم رميا بالرصاص على يد مجهولين.


اغتيالات


وجاء اغتيال عنصرين من قادة الردع بعد أقل من يوم من اغتيال القيادي في جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، خيري حنكورة، على يد أفراد يستقلون سيارة نفذوا العملية في الشارع وهربوا، وطالبت الوزارة بسرعة التحقيق في مقتله وتقديم الجناة للعدالة.


في سياق متصل، قُتل محمد البكباك، أحد قياديي كتيبة "ثوار طرابلس" (من أقوى كتائب العاصمة) متأثرا بجراحه بعد إصابته على يد مسلحين، ما دفع كتيبته للانتشار في منطقة زاوية الدهماني بطرابلس.


وطرحت هذه الاغتيالات في هذا التوقيت عدة تساؤلات، من قبيل: ما الرسالة التي تحملها؟ ومن يقف وراءها؟ وما التداعيات على خطة الحكومة والبعثة الأممية بخصوص الترتيبات الأمنية في العاصمة؟.


تكهنات وتحقيقات


من جهته، قالت الصحفية من طرابلس، أحلام الكميشي إن "عمليات الاغتيالات والتصفيات التي سهدتها العاصمة لم تكن أبدا عشوائية، لكن ستظهر تحقيقات النيابة من المسؤول عن ذلك، وهل هي انتقامات فردية أم سياسية ممنهجة وحتى ذلك الوقت يظل أي كلام مجرد تكهنات وافتراضات".


وأشارت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "الهدف من هذه العمليات ربما يكون إغلاق ملفات ومعلومات وأسرار من جهة، ومن جهة أخرى إفراغ المشهد من بعض القيادات التي تعرقل خطة الترتيبات الأمنية، أو التغاضي عن من يحاول إزاحتهم في إطار تصفية الحسابات بين التشكيلات المسلحة".


"كسر عظام"


ورأى مدير منظمة "تبادل" (مستقلة)، إبراهيم الأصيفر أن "الأمر كله يدخل في دائرة محاولات تكسير العظام بين المجموعات المسلحة داخل العاصمة بعدما وصل الأمر إلى مرحلة تصفية الحسابات الشخصية فيما بينهم".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الأمر زاد بعد دخول مرحلة تطبيق الترتيبات الأمنية عبر الحكومة والبعثة الأممية، وبعض هؤلاء القادة يقفون حجر عثرة أمام تطبيق بنود هذه الترتيبات، بل ويعطلون حتى خطة الإصلاحات الاقتصادية التي بدأتها الدولة كونها تجاوزتهم".


وأكد الكاتب الصحفي من مدينة مصراتة، عبد الله الكبير أن "هذه المجموعات المسلحة تنكفئ الآن للصراع فيما بينها بعد تحالفها المؤقت ضد "لواء الصمود واللواء السابع" (قوتان في طرابلس)،

والاغتيالات هي الجولة الأولى لصراع قد يتطور إلى مواجهات مسلحة شاملة".

 

وتابع: "وسيؤثر الصراع إذا انفجر على الخطة الأمنية بشكل جزئي، إذ ستمضي الخطة في تخليص المؤسسات من هيمنة "المليشيات"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".


وقال المحلل السياسي الليبي، خالد الغول إن "دوافع وتداعيات عمليات الاغتيال والتصفية التي تمت مؤخرا غير معروفة حتى الآن، وهل هي ضمن الخطة الأمنية أم لا"، مضيفا لـ"عربي21": "برنامج الاغتيالات ما لم يتم الكشف عن سببه سريعا، قد يتحول إلى موجة لن تتوقف في مدينة مكتظة بالسكان".

التعليقات (0)

خبر عاجل