ملفات وتقارير

جدل إثر تدوينة لقائد "نهضوي" حول تولي الجيش السلطة بتونس

زيتون حذف تغريدة تحدث فيها عن الجيش التونسي ومتى يستلم السلطة
زيتون حذف تغريدة تحدث فيها عن الجيش التونسي ومتى يستلم السلطة

أثار القيادي بحركة النهضة لطفي زيتون الجدل من حوله،  بعد نشره  تدوينة باللغة الفرنسية، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، حذفها لاحقا، تحدث خلالها عن الواجب الوطني الموكول للجيش في إنقاذ الدولة في حال انهيارها من خلال عملية "إيقاف مؤقت للانتقال الديمقراطي" وتولي السلطة.

وكتب زيتون مساء الجمعة، في تدوينته: "الجيش يعتبر آخر حصن للوطن، و يمكنه في صورة انهيار الدولة، تولي السلطة لإعادة النظام في البلاد، وإعادة هيكلة المؤسسات، و تطهير إدارة مُضرّة، والنهوض بالمنشآت العمومية التي تساهم يوما بعد يوم في خراب البلاد".

وتابع: "هو دور تبغضه المؤسسة العسكرية، لأنه ليس من مشمولاتها، ولكن الواجب الوطني قد يدعوها لتأدية هذا الدور عبر إصدار أمر بإيقاف وقتي للانتقال الديمقراطي، الذي لا نرى منه مخرجا خاصة أن الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد يؤدي بِنَا مباشرة إلى فقدان السيادة". 

وشغلت التدوينة "الغامضة" للقيادي في النهضة، بال  الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث  تساءلت بعض المواقع الإخبارية التونسية عن دوافع زيتون للحديث عن تولي الجيش مقاليد الحكم، بالتزامن مع تصريح مثير لوزير الدفاع في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

 وهاجم وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي في  التصريح الإعلامي، الطبقة السياسية في البلاد خلال موكب تأبين عسكريين اثنين توفيا في انفجار لغم خلال عملية تمشيط، بحثا عن جماعات إرهابية في الجبال، محملا الأحزاب السياسية مسؤولية الانخرام الأمني.

وقال: "الانخرامات السياسية الموجودة في تونس منذ سبع سنوات، أدت إلى الانخرامات التي تشهدها البلاد أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وتسببت في مقتل العسكريين، وسيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه الشعب السياسيين على كل هذا ".


وعاد زيتون بعد حذف تدوينته،  لنشر تدوينة ثانية أوضح فيها أن ما كتبه على صفحته، لا يتعدى كونه مشاركة لأحد المقالات، كان الهدف منه إطلاع أصدقائه على مضمونه. وأضاف: "حذفته رفعا لكل التباس.. لا يعبر عن رأيي إلا ما أكتبه بنفسي".

وأشار زيتون في تصريح مقتضب لـ"عربي21" إلى أنه أراد أن يشارك أصدقاءه ومتابعيه عبر فيسبوك، مقال رأي ورد في موقع "لاناتيون" الإخباري  باللغة الفرنسية  للصحفي عبد العزيز بلخوجة، لافتا إلى أن  ما ينشره لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظره.

الرابط الأصلي للمقال المثير للجدل


https://www.lanation.tn/tunisie-larmee-a-la-rescousse-dune-democratie-malmenee/

ويأتي هذا الجدل الذي أحدثته تدوينة القيادي بحركة النهضة، بعد أيام قليلة من نشر صحيفة "الرأي الجديد" التونسية، ما قالت إنها "رسالة مسربة كتبها لطفي زيتون إلى رئيس الحركة راشد الغنوشي، ووقعت عليها قيادات بارزة في النهضة".

وتضمنت الرسالة التي رفض زيتون التعليق عليها، استياء من بعض قيادات الحركة للتحول في موقف رئيسها، من مسألة التوافق مع نداء تونس ومع السبسي، وسط اتهامات للغنوشي بالاصطفاف مع يوسف الشاهد في معركته ضد الرئيس ونجله.

وجاء في الرسالة أنه: "ليس هناك من مخرج من الأزمة السياسية الحالية إلا بالعودة إلى سياسة التوافق، والمحافظة على التوازن بين المؤسسات الدستورية. وهذا يقتضي من الحركة التوقف عن الانخراط في النزاع، والانتصار لطرف على الآخر".

جدل عبر فيسبوك


وعلق الصحفي محرز لعماري على ما جاء في تدوينة لطفي زيتون بالقول: "لطفي زيتون ينظر لانقلاب عسكري".


فيما تساءل الناشط عفيف غالب في تدوينة له، "إن كانت دعوة زيتون لتولي الجيش السلطة، نابعة من اعتقاد بأن الجيش أصبح مضمونا، أم إن "الإخوانجية" أصبح لديهم  جيش؟ أم إن زيتون أحس بالخطر وارتد على إخوانه؟".

 

وعلق الكاتب السياسي صابر النفزاوي على تدوينة زيتون بالقول "لطفي زيتون يدعو إلى انقلاب عسكري من أجل مصلحة البلاد، وأنا أدعو إلى انقلاب داخل "النهضة" من أجل المصلحة نفسها".

 

0
التعليقات (0)