الرياض تعتزم إبرام اتفاقات كبيرة مع شركات سلاح بجنوب أفريقيا

أعلن الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات العسكرية أندروياس شوير، أن "المملكة تجري محادثات مع شركات إنتاج سلاح كبرى في جنوب أفريقيا، لشراء حصة في شركة دينيل الدفاعية الحكومية التي تواجه متاعب".

ولعبت صناعة الدفاع في جنوب أفريقيا دورا كبيرا في اقتصاد البلاد في وقت من الأوقات، لكنها عانت في الآونة الأخيرة من تأثير خفض الإنفاق الدفاعي على المستوى العالمي وضعف السوق المحلي.

وتوقع شوير الرئيس التنفيذي للشركة التابعة للحكومة السعودية لرويترز، أن يتم استكمال اتفاقات الشراكة الأولى مع شركات في جنوب أفريقيا بحلول نهاية العام، لكنه لم يحدد الشركاء.

وتابع في مقابلة تلفزيونية الأربعاء أنه "لإيضاح الأمر، نحن نجري مناقشات مع كل الشركات الجنوب أفريقية الكبرى، ليس فقط باراماونت، وليس فقط دينيل"، مضيفا أن "الشركة السعودية للصناعات العسكرية تستهدف الانتهاء من جميع شراكاتها الخارجية بحلول نهاية العام المقبل".

وأضاف: "نجري مناقشات مع حكومة جنوب أفريقيا لتحديد فرص إقامة شراكات استراتيجية، يمكن أن تشمل استثمارا ماليا من جانبنا في دينيل، لم يتقرر ذلك بعد، لكنه أحد الخيارات".

وأقرت إدارة المشروعات العامة في جنوب أفريقيا التي تشرف على شركة دينيل بأن المحادثات جارية مع الشركة السعودية، لكنها قالت إن "من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل أي ترتيبات لاتفاق شراكة محتمل".

اقرأ أيضا: البرلمان الأوروبي يدعو لحظر أسلحة على السعودية والإمارات

وكانت باراماونت جروب الجنوب أفريقية ذات الملكية الخاصة أعلنت أنها تجري بالفعل محادثات مع السلطات السعودية.

وتقاتل السعودية منذ 2015 جماعة الحوثي في اليمن دعما للحكومة اليمينة المعترف بها دوليا، وتستورد المملكة معظم عتادها العسكري بسبب ضعف طاقتها الإنتاجية، وتسعى الحكومة السعودية حاليا إلى تطوير صناعتها الدفاعية بهدف إنتاج نصف احتياجاتها بحلول 2030.

وتدر الصادرات أكثر من 60 بالمئة من عائدات دينيل، لكن الشركة تعاني من أزمة سيولة مالية بعد أن تورطت في فضائح فساد خلال وجود الرئيس جاكوب زوما في الحكم.

وقال شوير: "نأمل أن تتوفر لنا التكنولوجيا التي لديهم، عليهم أن يلتزموا بنقل التكنولوجيا التي بحوزتهم إلى السعودية، وأن نبني معا بقدراتنا المحلية، ليس في مجال التصنيع فحسب وإنما الهندسة أيضا".

وأضاف أن "تلك الشروط نفسها ستنطبق على جميع شركاء الشركة السعودية، وفي المقابل ستقدم لهم السعودية معاملة تفضيلية في سوقها أو وصولا حصريا إلى ذلك السوق"، ولم تدفع دينيل رواتب عامليها بالكامل هذا الشهر، وتقول النقابات العمالية إن من الضروري أن تحصل الشركة على دعم مالي سواء عن طريق ضمانات حكومية إضافية أو ضخ مالي.

وأفاد شوير بأنه "في البداية سنضخ الكثير من الطاقة الإضافية في جنوب أفريقيا لنوسع القدرات والطاقات من أجل أن نخدم احتياجاتنا، وشيئا فشيئا سنبني قدرات هنا في المملكة"، لافتا إلى أنه "رغم أن السعوديين يسعون للتوصل إلى شراكة لبناء صناعتهم المحلية، فستكون النتيجة النهائية بالنسبة لجنوب أفريقيا صناعة دفاع أكبر بكثير".

اقرأ أيضا: لماذا يزوّد الغرب المملكة العربية السعودية بالسلاح؟

وقالت المتحدثة باسم شركة دينيل فويلوا كينجا إنه "لا علم لها بمناقشات تدور مع الشركة السعودية أو الحكومة السعودية"، مضيفة في ردود بالبريد الإلكتروني على أسئلة رويترز: "ترحب دينيل بأي دولة تتطلع إلى جنوب أفريقيا لشراء مواد دفاعية".

وزار الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامابوسا السعودية في يوليو/ تموز وأعلن بعد ذلك أن الحكومة السعودية تعهدت باستثمار عشرة مليارات دولار في جنوب أفريقيا.

وقال المتحدث باسم إدارة المشروعات العامة أدريان لاكاي إن "هناك مناقشات بين الشركة الدفاعية السعودية وعدة كيانات حكومية بشأن اهتمام السعودية بالتكنولوجيا الدفاعية"، مؤكدا أنه "في هذه المرحلة سيكون من السابق لأوانه ومن قبيل التكهن أن تحاول إدارة المشروعات العامة تقديم تفاصيل عن أي معاملات محددة".