ملفات وتقارير

هكذا قرأ محللون ظهور قيادات لحماس في الإعلام الإسرائيلي

لم يكن ظهور السنوار على وسائل إعلام إسرائيلية هو الأول من نوعه- جيتي
لم يكن ظهور السنوار على وسائل إعلام إسرائيلية هو الأول من نوعه- جيتي

أثارت مزاعم صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، عن لقاء أجرته مع قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار صباح اليوم، على الرغم من نفي الحركة، ردود أفعال واسعة في الشارع الفلسطيني.

ومن أبرز ما جاء في تصريحات السنوار في لقائه الذي أجرته الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري التي قالت إنها لصالح صحيفة لاريبوبليكا ونشرته يديعوت أحرونوت، أن "أي حرب جديدة ليست في مصلحة أحد وبالتأكيد ليس في مصلحتنا، فلا أحد لديه الرغبة في المواجهة بمقلاع ضد قوة نووية".

وسارع مكتب السنوار لتفسير ما جرى في المقابلة بالقول إن التحريات السابقة عن الصحفية أثبتت أنها ليست إسرائيلية، وليس لها أي عمل مع الصحافة الإسرائيلية، مضيفا أن المقابلة لم تكن مباشرة مع الصحفية بل أرسلت الأسئلة وتمت الإجابة عنها.

لم يكن ظهور السنوار على وسائل إعلام إسرائيلية هو الأول من نوعه بالنسبة لحماس، فقد أجرى عضو المكتب السياسي حسام بدران مقابلة مع الصحفي اليهودي إلحنان ميلر لمجلة "تابلت" في 18 من أيلول/ سبتمبر الماضي، وسبقه لقاء تلفزيوني لقناة "i24news" العبرية أجراه مدير مركز الشباب الإعلامي التابع لحماس، إبراهيم المدهون، في 25 من تموز/ يوليو الماضي، كما أجرى الصحفي غال برغر مراسل هيئة البث الإسرائيلية "كان" في 5 من أيلول/ سبتمبر 2017 مع القيادي في حماس من الضفة الغربية حسن يوسف.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر النص الكامل لمقابلة السنوار مع صحفية أجنبية

تجربة حركة فتح

جاء تفاعل الشارع الفلسطيني متباينا حول ظهور قيادات حماس أمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، من منطلق أن إسرائيل تحاول توظيف الإعلام كمدخل للتطبيع الشامل، كما هو الحال في تجربة الثورة التي قادتها حركة فتح في النصف الثاني من القرن الماضي، والذي مهد لتوقيع اتفاق أوسلو للسلام في العام 1993.

إلى ذلك أكد أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة الإسلامية البروفيسور، خالد الخالدي، أن "ظهور قيادات حركة حماس على وسائل الإعلام الإسرائيلية هو أمر مرفوض، ولا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، لأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تديرها أجهزة الاستخبارات العسكرية، التي تسعى لتحقيق عدة أهداف من بينها ضرب الحاضنة الشعبية لفصائل المقاومة، وتعريتها أمام الشارع، وإظهار أن الصراع بين الطرفين يمكن تفاديه من خلال الحوار، كما جرى في تجربة حركة فتح في ثمانينات القرن الماضي، الذي مهد الطريق أمام مفاوضات التسوية إلى أن وصل الحال على ما هو عليه الأن".

وأضاف الخالدي في حديث لـ"عربي21": "تدرك إسرائيل أن اختراق حركة حماس في غزة هو أمر بالغ التعقيد بالنسبة بها، لذلك فهي تحاول أن توظف صحفيين وإعلاميين من جنسيات أجنبية، لتنفيذ هذا الغرض، لذلك على حماس أن تضع هذا الأمر في عين الاعتبار لتفادي مثل هذه الأخطاء مستقبلا".

التأثير في الرأي العام

من جانب آخر يرى أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، أن "تكرار ظهور قيادات حماس على وسائل الإعلام الإسرائيلية خصوصا منذ تولي السنوار قيادة الحركة في غزة، يؤكد أن حماس باتت أكثر برغماتية في التعامل مع إسرائيل، لإدراكها بقدرة وسائل الإعلام في التأثير على قناعات الشعوب، مستدركا ولكن رغم ذلك وضعت حماس نفسها في موقف متناقض مع الشارع الفلسطيني الذي يرفض إجراء مثل هذه اللقاءات كونه شكل من أشكال التطبيع".

 

اقرأ أيضا: حماس توضح ظروف مقابلة السنوار مع صحيفة إسرائيلية

وأضاف الأقطش في حديث لـ"عربي21" منذ "عامين حاولت حماس على أكثر من مستوى أن تظهر قياداتها على وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية سواء في مقالاتها أو الظهور على شاشات التلفاز في محاولة منها لمخاطبة العالم ومحاولة استعطافه للحصول على مكاسب سياسية، إلا أن حماس لا تزال تعاني من الكثير من العقبات لتحقيق هذا الهدف، من بينها انتشار الرواية الإسرائيلية في كثير من المنصات الإعلامية العالمية".

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفلسطينية في غزة قد صادقت في 25 من كانون الأول/ ديسمبر 2012، على قانون حظر التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية باعتبارها وسائل إعلام معادية.

وفي السياق ذاته، أشار الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي، إلى أن "ظهور قيادات حماس بشكل متكرر على وسائل الإعلام الإسرائيلية لا يمكن وضعه في سياق توجه حقيقي لدى الحركة في الانفتاح على المجتمع الإسرائيلي، استنادا لسرعة إصدار الحركة بيانات لتبرير مثل هذه المقابلات، مع الإشارة إلى أن حديث السنوار عن سلاح المقاومة في هذه المقابلة بهذا الشكل وأن هدفها هو رفع الحصار عن غزة دون التطرق للهدف العام وهو تحرير فلسطين يكون قد وقع في خطأ فادح يناقض مبادئ الحركة".

وأضاف عرابي في حديث لـ"عربي21" من جانب آخر "قد يكون ظهور قيادات حماس على وسائل الإعلام الإسرائيلية من منطلق فردي وقد تكرر ذلك في الفترة الأخيرة مع شخصيات محسوبة على الحركة، لذلك لا بد على حماس أن تسارع في إعادة تقييم مواقفها السياسية، حتى لا تضع نفسها في مواجهة مع الشارع الفلسطيني".

التعليقات (0)