ملفات وتقارير

تحليل: ما هو تفسير الصمت الرسمي حول مصير خاشقجي؟

عربي21 كانت انفردت الثلاثاء بخبر اختفاء الكاتب خاشقجي بعد مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول- عربي21
عربي21 كانت انفردت الثلاثاء بخبر اختفاء الكاتب خاشقجي بعد مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول- عربي21

لا تزال الأنباء تتضارب حول مصير الصحافي والدبلوماسي السعودي السابق جمال خاشقجي، بعد مرور أكثر من أربع وعشرين ساعة على اختفائه، إثر دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول أمس الثلاثاء.

وفي ظل غياب الرواية الرسمية للبلدين المعنيين بالأزمة وهما تركيا والسعودية، يصبح المجال الإعلامي سواء منه التقليدي أو البديل ساحة للتكهنات، بسبب عدم مقدرة أي طرف إعلامي أو سياسي إثبات صحة ما يتم نشره أحيانا، أو تأويله في أحيان أخرى.


وحتى اللحظة فإن كل ما نشر في وسائل الإعلام العربية والعالمية ووكالات أنباء من أخبار حول القضية هو منسوب لمصادر رفضت الكشف عن هويتها، سواء ما كان منها مصادر تركية أو سعودية.


وكانت آخر التصريحات حول خاشقجي من الجانب التركي ما نسب في وكالة رويترز إلى مصدرين رسميين تركيين قالا إنه لم يغادر البلاد، وأنه لا يزال في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، فيما كان التصريح الرسمي والوحيد من الجانب السعودي ما نقلته رويترز عن مصدر رفض الكشف عن هويته أكد أن الصحافي المختفي خرج من القنصلية بعد إجراء معاملاته الرسمية فيها ظهر الثلاثاء. 


ما هو مصير خاشقجي؟

 

تحدثت "عربي21" مع دبلوماسي عربي مقيم في بريطانيا وسألته عن تفسير غياب التصريحات الرسمية الواضحة والقاطعة من الطرفين، وعن دلالات ذلك الممكنة على مصير جمال خاشقجي.

وقال الدبلوماسي العربي المخضرم إن التفسير الأول لهذا الصمت الرسمي وخصوصا في الساعات الأولى هو بسبب غياب المعلومات الدقيقة عند الجانب التركي، وعدم رغبة السعودية بتقديم أي معلومة قد تضر بموقفها من الأزمة.

وأضاف الدبلوماسي الذي طلب من "عربي21" عدم الكشف عن هويته أن غياب الرواية التركية في الساعات الأولى خصوصا هو أمر متوقع، حيث لا توجد أي دولة في العالم تقدم معلومات أو تصريحات عن عملية أمنية قبل تحقيق تقدم فيها، خشية أن يساهم الإعلام في التأثير على الجهود الأمنية.

وفي ظل غياب الروايات الرسمية القاطعة عن الأزمة، يرى الدبلوماسي العربي أن كل الخيارات مفتوحة حول مصير الصحافي جمال خاشقجي، حيث لا يوجد ما يؤكد رسميا وجوده في السعودية أو بقاءه في تركيا.

ولكن الدبلوماسي العربي رجح لـ"عربي21" أن الصمت الرسمي قد يدعم نظرية وجود خاشقجي في تركيا ولكن بقبضة الدولة السعودية، سواء كان ذلك في مبنى القنصلية في إسطنبول أو أي مبنى آخر تابع لسفارة الرياض أو قنصلياتها على الأراضي التركية.

وأوضح الدبلوماسي العربي أن ترجيحه لهذا الاحتمال يقوم على تفسير الصمت الرسمي من أنقرة تحديدا، حيث اعتبر غياب التصريحات التركية مؤشرا على وجود مفاوضات سياسية لحل الأزمة بطريقة لا تسيء لصورة البلدين.

وأضاف المصدر الخبير بالمفاوضات الدولية أن التصريحات تلقي بظلالها السلبية عادة على أي عملية تفاوض، ولذلك فإنه يرجح أن تكون تركيا اتخذت قرارا بعدم إصدار أي تصريح رسمي يؤكد مصير خاشقجي إلى حين التوصل لنتيجة في المباحثات مع السعودية لحل الأزمة، سواء كانت سلبية أم إيجابية.

وكانت "عربي21" نشرت قبل ساعات أنباء نقلا عن مصادر مطلعة، أشارت إلى أن الجهود التركية منذ صباح اليوم تنصب على الجانب السياسي والدبلوماسي، بعد أن تركزت أمس على تأمين المطارات والمعابر والحدود البرية والبحرية ومبنى القنصلية لمنع إخراج خاشقجي من البلاد، في حال كان لا يزال موجودا على الأراضي التركية، فيما أكدت المصادر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشعر بالانزعاج من هذه الأزمة باعتبارها اعتداء على السيادة التركية.

وقبل قليل أكد الناطق باسم الرئاسة التركية ما نشرته "عربي21"، وأشار في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية تركية أن وزارة الخارجية والسلطات المعنية تتابع قضية خاشقجي عن كثب.

 

التعليقات (1)
فاطمة ألأدريسي
الأربعاء، 03-10-2018 10:01 م
ألسعودية لا تتنازل إلا لأمريكا أو إسرائيل تركيا دولة لها مكانتها وقوة إقليمية واقتصادية صاعدة أعتقد أنها لن تقبل ابتزاز ألسعودية