حول العالم

هؤلاء يتنافسون على لقب أول "تريليونير" في العالم

تتسابق شركات مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجين" من أجل الوصول إلى ثروات محتملة خارج كوكب الأرض- جيتي
تتسابق شركات مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجين" من أجل الوصول إلى ثروات محتملة خارج كوكب الأرض- جيتي

تناول تقرير مطول لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ونشره موقعها الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية، الإجابة عن السؤال المثير: من سيكون أول تريليونير في العالم؟   

واعترف التقرير بأن تريليون دولار مبلغ ضخم حقا بشكل قد يفوق الخيال. فربما يحتاج المواطن الأمريكي العادي الذي يحصل على متوسط دخل يقدر بنحو 60 ألف دولار في العام، إلى أن يعمل لأكثر من 16 ألف سنة ليجمع مليار دولار فقط، وذلك بافتراض أنه سيحتفظ بهذا الدخل دون أن ينفق منه شيئا.

ولكي يجمع هذا المواطن الأمريكي مبلغ تريليون دولار، قد يحتاج إلى أن يعمل لأكثر من 16 مليون سنة.

والآن وبعد أن أصبحت شركة آبل أول شركة أمريكية تتخطى قيمتها السوقية التريليون دولار، كم من الوقت قد يستغرقه شخص واحد من كبار الأثرياء ليصل لمثل هذه الثروة؟ وما الذي يمكن أن يفعله من أجل بلوغ ذلك الهدف؟

واحد من أصحاب هذه المهن يمكنه أن يكون أول تريليونير في العالم، وفق تقرير ( بي بي سي):

عمل الآلات محل الموظفين


يعتقد كثير من العلماء المهتمين بدراسات المستقبل أن أول تريليونير سوف يجني ثروته من الإبداعات التقنية التي سوف تجعل تكنولوجيا اليوم تبدو كأنها قديمة.

فتقنيات الذكاء الاصطناعي تحقق قفزات كبيرة في السنوات الأخيرة، وقد تصل تطبيقاتها المتوقعة إلى كل ركن في حياتنا. وتستثمر الكثير من الشركات بقوة في هذه التقنيات، ويعتقد الملياردير مارك كوبان، وهو أحد كبار رجال الأعمال الأمريكيين، أن هذا الرهان في محله.

وقال كوبان في أحد المؤتمرات العام الماضي: "سيخرج أول تريليونيرات من بين أشخاص يجيدون تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكل ما يتعلق به، ويطبقونها بشكل لم نكن نفكر فيه من قبل".

لكن كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تصنع كبار الأثرياء؟ هناك العديد من الاحتمالات، وكما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب "صعود الروبوتات: التكنولوجيا وتهديد المستقبل الخالي من الوظائف": "إن تعلم الآلات بات مستخدما بالفعل في اكتشافات العقاقير، وفي طريقة إنتاجها. فتخيل وجود عقار تنتجه هندسة الذكاء الاصطناعي، ويمكنه أن يطيل عمر الإنسان بشكل ملحوظ، أو أن يعالج ألزهايمر. وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى تحقيق ثروات طائلة".

لكن الخطورة رغم ذلك هي أن تحقيق ثروة بقيمة تريليون دولار ينطوي على القضاء على آلاف الوظائف. فلماذا توظف شركة شخصا إذا كان من الممكن لآلة أن تؤدي العمل ذاته دون أن تطلب أجرا، أو إجازة، أو تأمينا صحيا؟

فوجود قوى عاملة ذات حجم أصغر يعني تدفق مزيد من الأموال إلى القمة. ووفقا لتقديرات شركة ماكينزي، فإن الذكاء الاصطناعي سوف يؤدي إلى خفض نحو 800 مليون وظيفة بحلول عام 2030.

ويعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي سوف يحول تركيزنا نحو أنواع محددة من الوظائف، بينما يرى آخرون أن ذلك التحول سيكون جوهريا بدرجة تجعل كثيرين منا بلا وظيفة تماما وبصورة دائمة، لأن تطور الذكاء الاصطناعي يحدث بشكل سريع، ويتولى عددا متزايدا من الوظائف والمهام، وسيكون من الصعب كذلك التنبؤ بالسرعة التي ستتغير بها الأوضاع.

البتكوين والعملات المشفرة


أصبح عالم التشفير الآن مليئا بالمبشرين والمخادعين في الوقت ذاته، لكنه صنع مجموعات متنوعة من الأثرياء في وقت قصير جدا.

وقد نشرت مجلة فوربس في أوائل شهر شباط/ فبراير قائمة مصغرة بمن يُعتقد أنهم من بين أصحاب المليارات المحتملين، ومن بينهم التوأم وينكلفوس (كاميرون وتايلر وينكلفوس)، وكريس لارسن مؤسس شركة "ريبل" وعملتها الرقمية (إكس آر بي)، والذي أصبح بعد الصعود الكبير لعملة البتكوين واحدا من أكثر الرجال ثراء في العالم، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، وبعض وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى.

وكانت عملة البتكوين الرقمية المشفرة احتلت عناوين الأخبار بعد أن حققت نموا قدره 1,318 في المئة خلال عام 2017، وذلك قبل أن تصل إلى قمة الاستثمارات الأكثر نموا في العالم في الفترة الأخيرة.

وهناك أيضا عملات رقمية أخرى -مثل لايتكوين، وإيثريوم- تحقق نموا أسرع، فبينما حققت عملة (إكس آي بي) الرقمية نموا بنسبة 36,018 في المئة في تلك الفترة ذاتها، وهو ما يعني استثمار 100 دولار في شركة "ريبل" في كانون الثاني/ يناير عام 2017، أصبحت قيمة هذا النمو قبل بداية عام 2018 نحو 36 ألف دولار أمريكي.

ومع هذه العائدات الضخمة، من السهل أن نرى كيف يمكن للمستثمرين أن يصبحوا أكثر ثراء على نحو سريع جدا إذا حولوا استثماراتهم إلى أموال سائلة.

عمالقة "الصخور القمرية"

يضم عالمنا موارد طبيعية محدودة، مثل النفط والماس، لكن يبدو أن رغبتنا تتزايد باستمرار في الوصول إلى المزيد منها، وإذا لم نجد ما نحتاج إليه على كوكب الأرض، ربما يتمكن شخص ما من تحقيق ثروة طائلة من خلال إيجاد مثل هذه الموارد الطبيعية في مكان آخر في الفضاء.

ووفقا لموقع "أستيرانك"، الذي يقدم تقديرات لقيمة المعادن على سطح الكويكبات المعروفة، والأرباح المحتملة من ورائها، ثمة ثروات طائلة يمكن الحصول عليها من الفضاء، فغالبية الكويكبات يمكن أن تخفي مستودعات من المعادن تصل قيمتها إلى أكثر من 100 تريليون دولار.

ويقول تاكيشي هاكمادا، مؤسس شركة "آي سبيس"، ومديرها التنفيذي: "سوق الموارد الفضائية سوق غير مستغل، وسوف يكون مربحا جدا بلا شك، وبالتالي فهناك فرصة رائعة أمامنا، خاصة المستثمرين المبكرين".

لكن المشكلة تكمن في التكلفة الباهظة لاستخراج تلك الثروات، فقد أفلست شركات على كوكب الأرض وهي تحفر هنا وهناك بحثا عن الذهب، لذا، ستظل هناك مخاطرة مالية كبيرة تكتنف محاولة التنقيب عن الموارد في الفضاء.

وهناك العديد من الشركات التي سيكون بمقدورها التفكير في القمر، كامتداد لأعمالها التجارية على كوكب الأرض، كما يقول هاكمادا.


"الشباب الدائم"

الحياة الأبدية كانت ولا تزال حلم البشر منذ القدم، وكانت أيضا موضع تجارب عديدة. وهناك بالفعل عدد قليل من الناس الذين قرروا تجميد جثامينهم بالتبريد بعد وفاتهم، على أمل أن تتمكن العلوم الطبية يوما من التغلب على الأسباب التي أدت إلى موتهم، فتعيد الحياة إليهم مرة أخرى.

وقد قررت شركة غوغل تمويل مجموعة أبحاث علمية بمبلغ مليار دولار؛ بهدف دراسة عملية الشيخوخة، والتركيز على علاج أسبابها، والتوصل إلى حلول تطيل الأعمار.

وسيكون الطلب على مثل هذه الحلول العلمية هائلا. ويقول توماس فراي، أحد أبرز الذين كتبوا كثيرا عن المجالات التي ستؤدي في المستقبل إلى ظهور أصحاب التريليون دولار، إنه من السهل توقع كيف سيكون إقبال الناس على حبة دواء تبلغ قيمتها عشرة دولارات يوميا فقط، لكنها ستبقيهم أحياء لفترات طويلة. ويرى فراي أن من سيتوصل أولا إلى مثل هذا العقار سيصبح ثريا بصورة مذهلة.

لكن العلم لا يزال في طور التجارب، وسيكون من الصعب أن نتصور أي الوسائل سوف تظهر نتائج واعدة، وأيها سيفشل.

وتبدو شركة أمازون الآن في أفضل حالاتها، وباتت تجني المزيد من الأرباح، فالكثير من القطاعات التجارية تتأثر بها بشكل ملحوظ.

وبات رئس شركة أمازون، جيف بيزوس، اليوم أغنى رجل في العالم. وتقول بعض التقديرات إن عليه أن ينفق في اليوم 28 مليون دولار حتى يتجنب حدوث تراكم مستمر في ثروته.

وقد توصل بحث أجرته مؤسسة أوكسفام إلى أن ثروة بيزوس تتزايد منذ عام 2009 بنحو 11 في المئة سنويا في المتوسط. وإذا استمر أصحاب المليارات في جني الأرباح بمثل هذه المعدلات، فربما نشهد ظهور أول تريليونير في العالم في غضون 25 عاما من الآن.

0
التعليقات (0)