سياسة عربية

نظام الأسد يفصل الآلاف من موظفي الجنوب السوري

بعض المدنيين تم إبلاغهم بصرفهم من وظائفهم بسبب تهم موجهة إليهم- جيتي
بعض المدنيين تم إبلاغهم بصرفهم من وظائفهم بسبب تهم موجهة إليهم- جيتي

قالت مصادر في الجنوب السوري لـ"عربي21"، إن حكومة النظام بدأت بتسريح آلاف الموظفين والعاملين في دوائر الحكومة، من أبناء محافظة درعا، جنوب البلاد.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن الدوائر الحكومية التابعة للنظام، بررت قرارها بسبب انقطاع أصحابها عن وظائفهم، مشيرة إلى أن غالبيتهم هم من الموقعين على ورقات التسوية والمصالحة.

وأوضحت شبكة "بلدي نيوز"، أن غالبية من خسروا وظائفهم بقرارات صرفهم من العمل، هم من المشاركين في الحراك الثوري.

 

وأضافت أن بعض المدنيين تم إبلاغهم بصرفهم من وظائفهم بسبب تهم موجهة إليهم، وأحكام بالسجن تتجاوز الخمس سنوات في بعض الحالات.

وفي هذا الصدد، أشار المفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، إلى جملة من الأهداف وراء فصل الموظفين من أبناء الجنوب السوري، في مقدمتها معاقبة كل من شارك بالثورة السورية، بحرمانه من مورد رزقه الوحيد غالبا.

وتابع في حديثه لـ"عربي21"، بأن "القرارات تزامنت مع تخلي روسيا عن فصائل التسوية، وحلها للفيلق الخامس، وتركها لعناصر الفصائل بدون ضمانات، ما يكشف عن سعي الأسد لإرغام أبناء الجنوب على التطوع في صفوف المليشيات الموالية له، والتشكيلات العسكرية، لزجهم في ما تبقى من معارك".

وكان نشطاء قد أفادوا بأن روسيا اتخذت قرارا بحل "الفيلق الخامس"، الذي شكلته مؤخرا لفصائل المصالحات في درعا، بعد رفض الفصائل القتال إلى جانب قوات النظام في إدلب.

 

اقرأ أيضا: لهذا السبب حلت روسيا "الفيلق الخامس" بدرعا


ومن بين الأهداف الأخرى، وفق محمد، التخلص من الأعباء المالية المترتبة على إعادة الموظفين الحكوميين إلى وظائفهم، بسبب المبالغ المالية الكبيرة المستحقة لهم، تعويضا عن عدم قبضهم لمستحقاتهم المالية، وذلك كما تنص اتفاقية "التسوية"، أي تعويض الموظفين عن فترة انقطاعهم.

ومقابل ذلك، لم يستبعد المفتش أن يكون وراء قرار الفصل عداوات محلية وعشائرية بين أبناء الجنوب، مشيرا في هذا السياق إلى غايات انتقامية من الموالين للنظام، منوها إلى وجود الكثير من الشخصيات التي تعد صاحبة قرار في نظام الأسد.

من جانبه، قال الناشط الإعلامي محمود الحوراني، من درعا، إن مؤسسات النظام في درعا بدأت برفع دعاوى على الموظفين المنقطعين عن الدوام، موضحا لـ"عربي21" أن "المحاكمات قد تفضي إلى تغريم بعضهم مبالغ كبيرة بسبب الضرر الذي ترتب على انقطاعهم، وفي بعض الأحيان إلى السجن".

لكن، بحسب الحوراني، فإن حالات الفصل هي حالات معدودة، وغالبيتها تمت قبل توقيع الفصائل على "المصالحة" مع روسيا والنظام.

 

اقرأ أيضا: مصادر: النظام السوري يعتقل قادة فصائل المصالحات في درعا


من جانب آخر، أشار الحواراني نقلا عن مصادر محلية، إلى قيام الأهالي برفع دعاوى على عناصر من "فصائل التسوية" بإيعاز من النظام، مؤكدا أن المليشيات التي يقودها العميد في قوات النظام، سهيل الحسن، والمدعومة من روسيا، بدأت تستغل ذلك، بضم عناصر "العصابات" المنتشرة في جنوب سوريا، المتورطة بعشرات عمليات الاختطاف والقتل إلى صفوفها، وفق قولها.

ومنذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، عمد النظام إلى استخدام الرواتب ورقة ضغط من بين أوراق كثيرة أخرى على سكان المناطق الخارجة عن سيطرته، وآخرها فصل العشرات من المعلمين من أبناء السويداء مؤخرا، بسبب عدم التحاقهم بالخدمة الاحتياطية.

التعليقات (0)