صحافة دولية

بعد تقارب اقتصادي.. هل تعود المياه لمجاريها بين ألمانيا وتركيا؟

أعرب ألتماير عن ثقته بأن "اللقاء المرتقب بين ميركل وأردوغان سيكون صادقا وبناء"- جيتي
أعرب ألتماير عن ثقته بأن "اللقاء المرتقب بين ميركل وأردوغان سيكون صادقا وبناء"- جيتي

نشرت "صحيفة زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، تقريرا سلطت من خلاله الضوء على العلاقات الألمانية التركية.

 

وفي الوقت الراهن، يبدو أن ألمانيا قررت أن تبادر بمد يد المساعدة لتركيا في أزمتها المالية الخانقة، وفق الصحيفة.

وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال الأشهر الأخيرة، لم تكن العلاقات الثنائية الألمانية التركية جيدة.

 

ومساء يوم الجمعة، التقى وزير المالية التركي بيرات البيرق، بوزيري الاقتصاد والمالية الألمانيين لتباحث سبل تطوير الاقتصاد التركي. وأكد وزير المالية الألماني أولاف شولتس أن اللقاء كان جيدا جدا. أما وزير الاقتصاد بيتر ألتماير فقد شدد على أن المحادثات كانت "مثمرة"، معربا عن أمله في تجاوز كل الخلافات مع تركيا.

وأكدت معدة التقرير في الصحيفة، كيرستين كاميلين، أن العلاقات التركية الألمانية "كانت متوترة بسبب سياسة العصا الغليظة، التي اعتمدها أردوغان في مواجهة معارضيه منذ سنتين"، وفق تعبيرها.

 

وعلى الرغم من تناولها للتقارب الألماني التركي، إلا أن الصحيفة هاجمت أردوغان واعتبرت أنه "أوقع بلاده في أزمة اقتصادية" نتيجة ما زعمت أنها "سياسته القمعية"، رغم أن البلاد عاشت محاولة انقلابية فاشلة.

 

وزادت العقوبات الاقتصادية الأمريكية الطين بلة. وفي الوقت الحالي، ترزح تركيا تحت وطأة التضخم المالي والانهيار الحاد لقيمة الليرة. وفي ظل هذه الظروف، اضطرت العديد من الشركات لغلق أبوابها نتيجة عجزها عن تسديد ديونها، ما أثار تساؤلات إن كان الأمر عبارة عن حرب اقتصادية كما كشف الرئيس التركي.

 

اقرأ أيضا: وزير تركي: تبادلنا التجاري مع ألمانيا قفز إلى 300 بالمئة

 

وأضافت الصحيفة أن تركيا أصبحت بحاجة للمساعدة لوضع حد للتدهور الاقتصادي. وهذا مثل محور اللقاء الذي جمع بين كل من وزراء المالية والتجارة والطاقة الأتراك من جهة، ووزيري المالية والاقتصاد الألمانيين من جهة أخرى. وخلال الأسبوع المقبل، من المنتظر أن يحل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضيفا على المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.

وأفادت الصحيفة بأن البيرق جاء إلى ألمانيا لترتيب الأمور لزيارة أردوغان المرتقبة.

 

ووفقا لآخر الأخبار، يبدو أن ألمانيا لن تقدم مساعدات مالية مباشرة لتركيا. في هذا الصدد، أفاد وزير الاقتصاد الألماني ألتماير بأن "البيرق لم يطلب مساعدات مالية بشكل علني. ويجب علينا أن نعمل بنسق مكثف على تعزيز العلاقات الاقتصادية فيما بيننا".

 

اقرأ أيضا: ألمانيا تقول إن تركيا لم تطلب مساعدة اقتصادية من برلين


وأوضحت الصحيفة أن تركيا وألمانيا تربطهما مصالح مشتركة. ففي أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، سيؤدي ألتماير زيارة رفقة وفد من رجال الأعمال إلى أنقرة. وفي تعليقه على هذه الزيارة، أوضح البيرق أن "تركيا فتحت صفحة جديدة في علاقتها مع ألمانيا"، مشيرا إلى أن ألمانيا تُعد شريكا تجاريا مهما بالنسبة لتركيا، خاصة بعد أن رفعت في قيمة استثماراتها في تركيا من 13 إلى 38 مليار يورو.

وأوردت الصحيفة أن عدد الشركات الألمانية المنتصبة في تركيا يبلغ 700 شركة.

 

وقد أورد وزير المالية الألماني شولتس "سنعمل على تعزيز سبل الشراكة بيننا". كما صرح وزير الاقتصاد الألماني ألتماير: "لم نتطرق إلى مسألة الوحدة الجمركية نظرا لأن هذا الأمر لا يُحسم إلا على مستوى الاتحاد الأوروبي".

 

اقرأ أيضا: وزير ألماني يعلق على اقتصاد تركيا.. حقق نموا كبيرا

وذكرت الصحيفة أنه يجب على الجانبين الألماني والتركي أن يعززا عملهما المشترك في مجالات الطاقة والتجارة والمالية.

 

والجدير بالذكر أن تركيا عقدت صفقات مع بنوك استثمارية وتجارية أوروبية على غرار بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار والتعمير.

وفي الختام، بينت الصحيفة أن ألمانيا ترغب في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع تركيا. وخلال الأسبوع المقبل، من المنتظر أن يلتقي الرئيس التركي أردوغان مع رئيس اتحاد الصناعات الألمانية ديتر كامبف، ويحضر المنتدى الاقتصادي.



التعليقات (0)