سياسة عربية

"نداء تونس" يتفكك.. الاستقالات تتواصل والحزب يفقد الأغلبية

وتيرة الاستقالات تؤكد قرب انهياره ودعوات لرحيل السبسي الابن- الأناضول
وتيرة الاستقالات تؤكد قرب انهياره ودعوات لرحيل السبسي الابن- الأناضول

لا يزال نزيف الاستقالات بصفوف الكتلة البرلمانية لحزب نداء تونس متواصلا، ما بات يهدد بانهيار الحزب، وتراجع نفوذه داخل البرلمان، فيما دعت قيادات بالحزب لرحيل حافظ السبسي نجل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، وتخليه عن إدارة الحزب.

وكان خمسة نواب عن الكتلة البرلمانية لنداء تونس، قدموا أمس الجمعة، استقالاتهم من الكتلة البرلمانية للحزب، ليرتفع العدد الإجمالي للنواب المستقيلين إلى 14 نائبا، بعد أن أعلن تسعة نواب في وقت سابق الاستقالة.

وبررت النائبة المستقيلة حديثا من الكتلة النيابية لنداء تونس، ابتسام الجبابلي، في حديثها لـ"عربي21" قرارها كونه "احتجاجا على حالة الجمود المتواصل التي يعيشها الحزب، والتي نتجت عن غياب الرؤية السياسية الواضحة في علاقة بالوضع العام و بحالة الشلل التسييري الشامل"، حسب قولها.

وأكدت أن الوضع الذي يعيشه الحزب، أثر بدوره على آلية العمل داخل الكتلة في البرلمان، "من خلال انعدام المنهجية وتعمد تهميش الأعضاء في عملية اتخاذ القرار".

واستبعدت النائبة المستقيلة، فرص الإصلاح داخل الحزب، لافتة إلى أن المجال مفتوح أمام القوى السياسية الديمقراطية لتطوير الفكر البورقيبي والدفاع عن المشروع المجتمعي الحداثي.

 

اقرأ أيضا: وسط اتهامات له بالانقلاب.. هل يؤسس الشاهد حزبه السياسي؟

تقهقر في البرلمان

وبتقديم 14 نائبا استقالتهم من الكتلة النيابية لنداء تونس، تتراجع التمثيلية العددية للحزب بالبرلمان من 55 إلى 41 نائبا، ويخسر بذلك المرتبة الثانية لصالح "كتلة الائتلاف الوطني" الداعمة لحكومة يوسف الشاهد، والتي وصل عدد نوابها إلى 43 نائبا، فيما يرجح مراقبون، أن يرتفع العدد إلى 48 نائبا بانضمام النواب الخمسة المستقيلين من النداء.

وتعالت دعوات غير مسبوقة، من قيادات لا تزال تدين بالولاء لنجل السبسي، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للحزب، إلى ضرورة استقالته.

وكتبت القيادية في الحزب أنس الحطاب تدوينة الجمعة، عبر صفحتها على "فيسبوك"، دعت فيها صراحة حافظ قائد السبسي لمغادرة الحزب بالقول: "أطلب من السيد المدير التنفيذي الانسحاب من قيادة النداء..".

 

 

 

فيما دعا النائب المستقيل من الكتلة البرلمانية للحزب جلال غديرة، قيادات الحزب لسحب الثقة من نجل الرئيس، في تدوينة ساخرة، عبر صفحته على فيسبوك، كان قد استهلها بعبارة: "ربي احفظ تونس من شر حافظ".



 

واعتبر المحامي والقيادي المؤسس في نداء تونس عبد الستار المسعودي في حديثه لـ"عربي21" أن نداء تونس انتهى كحزب وأنهى معه الحياة السياسية لكل من السبسي ونجله.

وشدد المسعودي، على أن قيادات مؤسسة للنداء، كانت قد حذرت منذ أربع سنوات من انهيار الحزب، وتفككه بعد استيلاء السبسي الابن على مقاليد السلطة داخله، وإقصاء باقي القيادات.

 

اقرأ أيضا: هل تقود سياسات السبسي الابن لتدمير "نداء تونس"؟

وحمل القيادي مسؤولية ما وصل إليه نداء تونس، من تشرذم وخراب إلى مؤسسه الباجي قائد السبسي، لافتا إلى أن "عائلة الرئيس هي التي باتت تؤثر في المشهد الداخلي للحزب بمنطق المزرعة العائلية، وبفرض ابنها رغم فقدانه جميع مؤهلات القيادة السياسية والحزبية".

وخلص المسعودي إلى أن الحل يتمثل في مشروع سياسي جديد يوحد القوى الديمقراطية الحداثية.

وفي سياق متصل، تساءل المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي عبر تدونية له: "هل يفعلها السيد حافظ الباجي قائد السبسي ويستقيل بشرف حتى لا يظل وحيدا إلا من المنتدبين وقد يريح بذلك ليس المنخرطين في النداء وحسب بل البلاد".

 

الحناشي اعتبر في حديثه لـ "عربي21" أن "وتيرة الاستقالات في نداء تونس باتت تؤكد مما لا يدع مجالا للشك على قرب انهياره، في ظل انسحاب حتى أقرب المقربين من نجل الرئيس على غرار مستشاره السياسي برهان بسيس".

وتابع: "باتت هناك قناعة عند أغلب المنتمين للنداء، أن المشكلة تكمن في نجله حافظ قائد السبسي وفي سوء قيادته للحزب".

الحناشي اعتبر أن نجل السبسي، ارتكب "خطأ قاتلا"، بقراره تجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد من الحزب، والذي صب، حسب تقديره، في مصلحة الشاهد، وزاد من حجم التعاطف والدعم له من قيادات النداء.

التعليقات (1)
خميس بن سعد
الأحد، 23-09-2018 01:19 ص
قال الاستاذ العكرمي ان النداء مات وفعلا. قد مات لذا الرجاء من السيدحافظ الاستقالة فورا قبل انهار الحزب بالتمام وحلمنا هو ارجاع ااحزب كما تركه سي الباجي بكل مكوناته وقياداته المعروفة بالمقدرة بذلك يرجع حزب نداء تونس اقوى من قبل