صحافة إسرائيلية

خلافات إسرائيلية بسبب تحذيرات آيزنكوت عن قرب اشتعال الضفة

 آيزنكوت""في حال اندلاع مواجهة بالضفة، فقد تكون أكثر خطورة وحساسية من نظيرتها في غزة" - جيتي
آيزنكوت""في حال اندلاع مواجهة بالضفة، فقد تكون أكثر خطورة وحساسية من نظيرتها في غزة" - جيتي

قال أريك بندر المراسل السياسي لصحيفة معاريف، إن "رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت حذر من اندلاع مواجهات كبيرة في الضفة الغربية، في أعقاب العزلة التي يشعر بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقد يؤدي خطابه القادم في الأمم المتحدة لاندلاع موجة تصعيد كبيرة، كما حصل في عقب خطابه أواخر 2015 وأدى في حينه لاندلاع انتفاضة السكاكين".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تحذيرات آيزنكوت أمام وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، تضمنت أن عباس يشعر بضغط داخلي كبير، فعلاقاته مع الإدارة الأمريكية وبعض الدول العربية سيئة، ولديه خشية أن يتم الالتفاف عليه بشأن مباحثات التهدئة مع حماس في غزة، بجانب وضعه الصحي السيئ، وعدم حصوله على شيء مقابل ما يقدمه من تنسيق أمني مع إسرائيل".

 

وأشار آيزنكوت إلى أنه "في حال اندلاع مواجهة بالضفة، فقد تكون أكثر خطورة وحساسية من نظيرتها في غزة، سواء من جهة أعداد القوات العسكرية اللازمة لمواجهتها، أو من جهة حجم الاحتكاك الذي سينجم بين الجانبين، رغم أنه لا يتوقع أن يشهد خطاب عباس إعلان إلقاء المفاتيح لإسرائيل، أو حل السلطة الفلسطينية".

 

وزير الحرب أفيغدور ليبرمان عقب على تحذيرات آيزنكوت بانتقاد ما اعتبرها "تسريبات أمنية من داخل اجتماعات الكابينت المصغر، وطلب من رئاسة الحكومة إجراء تحقيق جدي فيما يحصل من تكرار لهذه

التسريبات، لأنها مضرة بأمن الدولة، وتعتبر تجاوزا لخط أحمر".

 

وأضاف ليبرمان أن "هذه التسريبات تضع مخاوف أمام كبار قادة الأمن والجيش من الحديث بحرية داخل هذا المجلس إن استمرت ظاهرة التسريبات، مما يتطلب تدخلا من الشاباك لتشخيص هوية المسربين".

 

وزير الحرب السابق عمير بيرتس قال إن "تحذيرات آيزنكوت تتفق مع جميع التقديرات الأمنية والعسكرية القائلة بأن غياب أفق سياسي مع الفلسطينيين أمر خطير، وسيكون له ثمن تدفعه إسرائيل، حيث لا تملك الحكومة الإسرائيلية الحالية خطة سياسية، وإن الرافضين للحديث مع عباس سيجدون أنفسهم ذات يوم دون شريك فلسطيني".

 

وأضاف: "أعرف آيزنكوت جيدا، تحذيراته تجعل من الأهمية بمكان أن يدعو نتنياهو لاجتماع عاجل للكابينت لاتخاذ قرارات من أجل تغيير الواقع القائم في الضفة الغربية، وليس فقط إدارة هذا الواقع".

 

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت قال، إن "آيزنكوت قدر أمام الكابينت وجود نسبة كبيرة من اندلاع مواجهة في الضفة الغربية تتراوح بين 60-80%، لأن الخطوات الأمريكية تجاه السلطة الفلسطينية لا تساعد إسرائيل، بل إنها كفيلة بإشعال الضفة".

 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "آيزنكوت قدم للوزراء خطة من عدة بنود كفيلة بتحسين الوضع في الضفة، ورغم أن الكابينت صادق عليها سابقا، لكنها لم تخرج لحيز التنفيذ، مع أن هناك العديد من الظروف الناشئة في الضفة تقلق الجيش الإسرائيلي، لأنها قد تتسبب باندلاع جولة تصعيد في الضفة، وفي هذه الحالة سيضطر الجيش لنشر المزيد من القوات أكثر بكثير مما قام به حتى اللحظة خلال الشهور الأخيرة".

 

وأشار إلى أن "خطاب عباس في الأمم المتحدة لن يلقي المفاتيح لإسرائيل، لكن تقدير الجيش أنه كلما كان الخطاب عنيفا وقاسيا، أسهم بإشعال الوضع أكثر في الميدان، لأن الحاصل حاليا أن الأمريكان يدفعون أبو مازن للزاوية في حين أن إسرائيل ما زالت تحتاجه، لأن مصلحتها تكمن في وجود سلطة فلسطينية مستقرة".


ضباط آخرون حضروا جلسة الكابينت قالوا إن "أبو مازن يرفض التوصل لمصالحة مع حماس، مما يسهم في إعاقة تحقيق تهدئة في غزة، وهو معني بنشوء أزمة إنسانية في غزة من خلال رفضه تحويل المستحقات المالية لـ75 ألف موظف حكومي، ويمتنع عن تمويل محطة الكهرباء".

 

وأضافوا أن "عباس يخنق سكان غزة للدفع باتجاه انفجار بين حماس وإسرائيل، وهدفه النهائي أن توجه إسرائيل ضربة قوية لحماس، وبذلك يتسبب لها بأذى كبير، وفي الوقت ذاته يركض في كل العالم لاتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة".

 

حاغاي هوبرمان المؤرخ العسكري الإسرائيلي، قال في موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، إن "تحذيرات آيزنكوت بشأن غياب أبو مازن، وما قد يتسبب به من فوضى أمنية في الضفة الغربية، يتطلب من الجيش أن يتحضر لعملية مشابهة للسور الواقي التي نفذها قبل 16 عاما في 2002".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "ليس من اللائق أن يقوم آيزنكوت بدور المحلل السياسي أو الخبير العسكري، بل أن يكون صاحب قرار باعتباره قائد الجيش الإسرائيلي، ويروي لوزراء الكابينت الخطط التي أعدها الجيش لمواجهة مثل هذا الواقع المتوقع".

 

وأضاف أنه "من الأفضل في هذه الحالة بعد تحذيرات آيزنكوت، أن يدعو نتنياهو لاجتماع عاجل مع وزير الحرب وقادة الجيش وسؤالهم: ماذا تفعل إسرائيل عقب رفضها تهديدات عباس؟ لأن المطلوب في هذه الحالة هو التحضر لمثل هذا الواقع الصعب، وتحقيق نتائج ميدانية على الأرض من أجل تخفيض عدد الخسائر الإسرائيلية في حال اندلاع مثل تلك التوترات الأمنية، إن غاب أبو مازن عن الساحة".

التعليقات (0)