اقتصاد دولي

شركة أمازون.. هكذا وصلت للقمة وبقيمة تتجاوز التريليون دولار

أصبحت "أمازون" مؤخرا ثاني شركة بعد "أبل" تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار- جيتي
أصبحت "أمازون" مؤخرا ثاني شركة بعد "أبل" تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار- جيتي

تأسست شركة أمازون للبيع بالتجزئة على الإنترنت عام 1994 على يد الأمريكي "جيف يزوس" بمبلغ 250 ألف دولار، وكانت في البداية مخصصة لبيع الكتب، وكان أول كتاب يتم بيعه عليه هو "Fluid Concepts and Creative Analogies".


 وواجهت الشركة في بدايتها بعض الصعوبات القانونية، حيث رفعت شركة "Barnes & Noble" لبيع الكتب قضية على أمازون، اتهمتها فيها بالاحتيال نتيجة قول الأخيرة بأنها أكبر مكتبة في العالم بينما هي وسيط كتب بحسب قول المدعي.

واتخذت الشركة في بداية الألفية الثانية شعار السهم المنحني، الذي يعني أنها تبيع المنتجات من الألف إلى الياء، واستطاعت أيضا في العقد نفسه تجاوز "فقاعة الدوت كوم" ونجت منها وحققت أرباحا بلغت 5 ملايين دولار.

قيمة سوقية كبيرة.. كيف؟

وأصبحت أمازون مؤخرا ثاني شركة بعد "أبل" تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، فكيف وصلت لهذا المستوى؟

يجيب الخبير بالتسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية بسام شحادات على هذا التساؤل بالقول: "تتميز شركة أمازون ببيعها لعدد هائل جدا من المنتجات، وبالتالي فإنه كلما زادت مبيعاتها ومنتجاتها زادت أرباحها، بينما الشركات الأخرى خدمية أو تبيع منتجات محدودة جدا".


وتابع في حديث لـ"عربي21": "إضافة لهذه الميزة هناك نقطة جوهرية تصب في صالح أمازون، وهي تزايد الاهتمام بالتجارة الإلكترونية، وهذا أحد أسباب تفوقها على كثير من المتنافسين، وأيضا هي قامت بالاستحواذ على عدد كبير من الشركات الأمر الذي ساهم في انتشارها الكبير".

من جهته قال الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل: "قامت أمازون منذ تأسيسها بدخول مجال بيع الأجهزة واللوازم المنزلية، وأضافت لرفوفها الآلاف من المنتجات، ونظرا للنجاح الهائل في مجال التجارة الإلكترونية، فقد زاد الإقبال العالمي عليها وبالتالي ارتفع سهمها".

وتابع إسماعيل في حديث لـ "عربي21": "مثال على نجاح أسلوبها في بيع التجزئة الإلكتروني وتميزه، أنها حققت في الربع الثاني من هذا العام أرباحا وصلت إلى 2.5 مليار دولار، وإجمالي مبيعات بقيمة 53 مليار دولار".

طفرة أم ثبات؟

وأكد شحادات أنه لا يمكن اعتبار وصول قيمة أمازون السوقية إلى تريليون دولار طفرة على الرغم من هبوط سعر سهمها.

وقال: "هذا أمر طبيعي وهي ليست المرة الأولى التي يرتفع فيها السهم ويعود للهبوط، وكما هو معلوم فإن سوق الأسهم متذبذب"، موضحا أن أمازون كانت بالمرتبة الأولى أو الثانية بمراحل متفاوتة خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، وبالتالي فإن هبوط السهم لا يشكل خطرا عليها أو على موقعها المتقدم في السوق.

ووافق الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل شحادات الرأي، مضيفا أن "وصول الشركة لتريليون دولار، بعدما ارتفع سهمها بنسبة 3 في المائة مسجلة مستوى الـ2000 دولار، لا يمكن اعتباره طفرة مؤقتة، بل إنه يعتمد على ارتفاع وانخفاض قيمة السهم في البورصات".

وأوضح أنه من المتوقع أن تصعد قيمة أسهم أمازون مرة أخرى إذا كان المناخ الاقتصادي إيجابيا، وقد تتراجع في حالة حدوث ركود اقتصادي أو ظهور فضيحة مالية فيها أو تراجع على الطلب في خدماتها، لذا فإن اختراق التريليون قد يتكرر ويستمر في الارتفاع".

وقال إيفان فينشيت كبير مسؤولي الاستثمار في Tigress Financial Partners في حديث لموقع "بلوس" الأمريكي: "من الصعب التكهن ببقاء قيمة سهم أمازون كما هي الآن".

وتابع مستدركا: "ويمكن أن تستمر أسهم الشركة في الصعود، فسوق الأوراق المالية تعمل بشكل جيد، بالإضافة إلى ذلك فإن الزخم يولد الزخم".

سيطرة التكنولوجيا.. السبب

بعد أن كانت شركة النفط والغاز "اريكسون موبيل" تتربع على عرش الاقتصاد الأمريكي لسنوات خلت والتي تصل قيمتها الحالية تقريبا إلى 300 مليار دولار، جاءت شركات التكنولوجيا لتطيح بها عن عرشها.

ووصلت شركتا "أبل" و"أمازون" إلى حاجز التريليون، وأما "مايكروسوفت" فقيمتها 856 مليارا، وشركة "ألفا" المالكة لموقع "غوغل" تبلغ قيمتها 838 مليارا، فما سبب هذه السيطرة؟

يرجع إسماعيل السبب لمواكبة شركات التكنولوجيا للتطور الحاصل في هذا القطاع، وبنفس الوقت سعيها الدائم لتلبية رغبات الزبائن، واعتمادها على الذكاء الصناعي في خدماتها التي تقدمها للمستهلكين، سواء كانت عمليات بيع مقتنيات كالهواتف، أم خدمات تقنية.

بدوره قال شحادات: "ساهم الإقبال الكبير على الشركات التقنية والتقنيات التي تصنعها، في سيطرة شركات التكنولوجيا على الاقتصاد العالمي".

0
التعليقات (0)