ملفات وتقارير

كيف أطاح السيسي بآخر دفعة من الإعلاميين المؤيدين للانقلاب؟

هناك مساعٍ مستمرة من نظام السيسي لإعادة ترتيب المشهد الإعلامي والسيطرة عليه بشكل تام- أرشيفية
هناك مساعٍ مستمرة من نظام السيسي لإعادة ترتيب المشهد الإعلامي والسيطرة عليه بشكل تام- أرشيفية

يعيش الوسط الإعلامي في مصر حالة من الترقب مع تسارع وتيرة التخلص من الإعلاميين الذين دعموا بشدة انقلاب تموز/ يوليو 2013، وسط مساعٍ مستمرة من النظام لإعادة ترتيب المشهد الإعلامي والسيطرة عليه بشكل تام.

وضمت أحدث قائمة من الإعلاميين الذين استبعدهم نظام عبد الفتاح السيسي خلال الأيام الأخيرة، وائل الإبراشي، ولميس الحديدي، وجابر القرموطي.

غياب ثلاثي

وبحسب مصادر داخل قناة "سي بي سي" فقد تم منع الإعلامية لميس الحديدي الأسبوع الماضي من العودة لتقديم برنامجها "هنا العاصمة" قبل ساعات من بث البرنامج، حيث كانت تتابع التحضيرات لظهورها على الشاشة بعد إجازة استمرت لأكثر من شهرين، لكنها تلقت اتصالاً من مسؤول بالقناة يخبرها أن مذيعة أخرى ستحل محلها!

وتزامن منع الحديدي من تقديم برنامجها مع هجوم شرس شنته عليها صحيفة "روز اليوسف" الحكومية حيث نشرت مقالاً بعنوان "اعتزال لميس الحديدي" كان مليئا بالاتهامات بأنها ضعيفة مهنياً وتعمل ضد مصلحة الدولة، وأنها كانت متعاطفة مع حكم الإخوان، وأنها تهاجم نظام السيسي بحثا عن مكاسب شخصية.

وأكد المقال الذي كتبه رشدي أباظة - اسم مستعار يرجح أنه لرئيس التحرير أحمد باشا- بأن الحديدي أصبحت مثيرة للشفقة ولم تعد مجدية وأصابها الموت السريري وصارت شيئا من الماضي، حسب قوله.

وقالت تقارير صحفية إن وقف لميس الحديدي جاء ردا على تعثر مفاوضات انتقالها من قناة "سي بي سي"، تمهيدا لغلقها تماما، لتنضم إلى "أون تي في" المملوكة لجهاز المخابرات العامة.

أما وائل الإبراشي فقد فوجئ فريق عمل برنامجه "العاشرة مساء" بقرار من إدارة قناة "دريم" بوقف البرنامج ومنحهم إجازة مفتوحة، فيما اكتفت القناة ببث حلقات قديمة من البرنامج دون إبداء أسباب.

 

اقرأ أيضا: تقليص برامج "التوك شو" في مصر.. "لا سياسة في الإعلام"

من جانبه أعلن الإعلامي جابر القرموطي أنه سيتوقف عن تقديم برنامجه "مانشيت" على قناة النهار ابتداء من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، فيما قالت مصادر داخل القناة إن القرموطي وباقي العاملين في البرنامج لم يحصلوا على رواتبهم منذ بدء تقديم البرنامج قبل ثمانية أشهر، وأن إدارة القناة أبلغت العاملين بالبرنامج بأنها تعاني من أزمة مالية خانقة، وخيرتهم بين العمل دون أجر أو المغادرة!

إعادة ترتيب المشهد

وتأتي التطورات الأخيرة في سياق خطة لاستبدال الوجوه الإعلامية البارزة التي تتصدر المشهد منذ عهد مبارك بجيل جديد من الشباب غير محسوبين على أحد يتم الاعتماد عليهم في الفترة المقبلة.

وأضافت تقارير إعلامية أن النظام يسعى أيضا للاكتفاء بمجموعتين أساسيتين فقط من القنوات، مملوكتين بالكامل للأجهزة الأمنية، هما "أون تي في" تتخصص بمجال الرياضة والبرامج الحوارية، و"دي أم سي" بمجال الأخبار، بينما تتخصص القنوات الخاصة الأخرى في المجالات الاجتماعية والترفيهية والفنية.

وفي هذا السياق تم وقف عدد من الإعلاميين عن الظهور على الشاشة مثل تامر أمين وخيري رمضان، فيما تم إجبار آخرين، على تقديم برامج ترفيهية واجتماعية من بينهم منى الشاذلي ومحمود سعد وإبراهيم عيسى، كما تم تحويل قناة "أون تي في لايف" الإخبارية إلي قناة رياضية بشكل مفاجئ قبل نحو شهر، وتم أيضا إغلاق قناة "العاصمة" وتسريح العاملين بها، فيما تم وقف قناة "إل تي سي"، لمدة أسبوعين بناء على قرار من المجلس الأعلى للإعلام بسبب ارتكابها مخالفات مهنية.

 

اقرأ أيضا: مكرم وشركاؤه.. هكذا صنع السيسي آلته الإعلامية لضرب الخصوم

"تأميم الإعلام لن يحميكم"

وتعليقا على هذه التطورات طالب نقيب الصحفيين السابق يحيى قلاش من أسماهم العقلاء في الوطن، وخاصة داخل النظام، بضرورة فهم أن هذه الطريقة في إدارة الدولة تشكل خطرا كبيرا على أمن البلاد لأنها ستؤدي في النهاية إلى انفجار يطيح بالجميع.

وأضاف قلاش، في تصريحات لـ "عربي21"، أنه على عكس ما يعتقد النظام، فإن التحكم الكامل في وسائل الإعلام لن يحمي النظام، لافتا إلى أن التقرير الذي أعدته جهات رسمية في الدولة في أعقاب ثورة كانون الثاني /يناير 2011 وخلص إلى أن التضليل الإعلامي الذي كان يمارسه نظام مبارك كان من أهم أسباب اندلاع الثورة، على الرغم من وجود هامش حرية معتبر في ذلك الوقت، وهو ما يكاد يكون منعدماً تماماً الآن.

وأكد أن ما يزيد من حدة الأزمة هو عدم وجود مؤسسات مجتمع مدني قادرة على إدارة حوار جاد مع النظام حول حرية التعبير، موضحا أن المؤسسات والنقابات المتصلة بمجال العمل الإعلامي مثل نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام أصبحت غير معبرة عن جموع الإعلاميين والصحفيين وتكتفي بتلقي التعليمات من أجهزة الدولة.

المستبدون يرحلون

من جانبه قال الكاتب الصحفي خالد البلشي أنه على الرغم من توقع كثير من المراقبين حدوث انفراجة في مجال الحريات بعد انتهاء انتخابات الرئاسة، إلا أن النظام ازداد قمعا بعد انتهاء الانتخابات وأصبح الإعلام والصحافة في مصر يعيشان أسوأ عصورها على الإطلاق.

وتوقع البلشي، في تصريحات لـ"عربي21"، أن يواصل النظام مساعيه لفرض سيطرته المطلقة على جميع وسائل النشر والإعلام، مشددا على أن هذه الاستراتيجية لن تنجح في النهاية؛ لأن جميع التجارب السابقة في مصر وخارجها أثبتت أن الشعوب هي التي تنتصر في النهاية، وأن المستبدين يرحلون، حسب تعبيره.

 

التعليقات (3)
يا مصر
السبت، 08-09-2018 06:28 ص
حتى لو اختفى هؤلاء عن الشاشات واستراح الكل منهم يجب ان لا ننسى انه يجب معاقبتهم بطريقة تجعلهم عبرة لأمثالهم لعشرات السنين
من بلاد العرب
السبت، 08-09-2018 12:07 ص
فالنار تأكل بعضها إن لم تَجد ما تأكلُه
انا من فلسطين
الجمعة، 07-09-2018 11:32 م
مع كامل الشماتة هههههههههه فعلا نه يوجد للانقلاب حسنات واختفاء هه الوجوه المكفهرة والاصوات الناعقة النابحة عن الشاشات لا شك انه أمر مريح ليس للمصريين فقط بل لكل العرب