سياسة عربية

خاشقجي: هذا ما جناه العرب والعالم بسبب "كراهية الإخوان"

خاشقجي: الكراهية هي التي حطمت اختيار العرب للديمقراطية وللحكم الرشيد- أ ف ب/ أرشيفية
خاشقجي: الكراهية هي التي حطمت اختيار العرب للديمقراطية وللحكم الرشيد- أ ف ب/ أرشيفية

أكد الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، أن نفور الولايات المتحدة من الإخوان المسلمين، هو لب المشكلة وسبب المأزق الذي يعيشه العالم العربي بأسره.


وقال في مقال له بصحيفة "ذي واشنطن بوست" وترجمته "عربي21": "القضاء على الإخوان المسلمين بمثابة إبطال للديمقراطية وضمانة بأن العرب سيستمرون في العيش تحت أنظمة سلطوية فاسدة. وبالمقابل، يعني ذلك استمرار الأسباب التي تؤدي إلى الثورة والتطرف وتدفق اللاجئين – وكلها تؤثر على الأمن في أوروبا وفي بقية العالم"، لافتا إلى أن الإرهاب وأزمة اللاجئين غيرا المزاج السياسي في الغرب وعززا من مكانة اليمين المتطرف هناك. 


وشدد خاشقجي، على أنه "لا يمكن للإصلاح السياسي ولا للديمقراطية أن يتحققا في أي بلد عربي دون القبول بحقيقة أن الإسلام السياسي جزء لا يتجزأ منه.. فقطاع مهم من المواطنين في أي بلد عربي سيعطون أصواتهم لأحزاب الإسلام السياسي إذا ما سمح لأي شكل من أشكال الديمقراطية بالتواجد".


وأضاف: "يبدو جلياً أن السبيل الوحيد لمنع الإسلام السياسي من لعب دور في السياسة العربية يتمثل في إلغاء الديمقراطية، الأمر الذي سيحرم المواطنين من حقهم الأساسي في اختيار ممثليهم السياسيين".


وأوضح خاشقجي، أنه "من الخطأ الإسهاب في الحديث عن الإسلام السياسي وعن التيار المحافظ وعن قضايا الهوية حينما يكون الخيار بين أن يكون المجتمع حراً متسامحاً مع كافة الآراء ووجهات النظر وبين أن يُحكم بنظام مستبد ظالم، وخمسة أعوام من حكم السيسي في مصر توضح هذه النقطة بجلاء تام".


وأشار الكاتب السعودي إلى أن "الرئيس الأمريكي أوباما، أخطأ حينما لم يتخذ موقفاً قوياً لرفض الانقلاب ضد الرئيس محمد مرسي وضيع فرصة ثمينة كانت كفيلة بتغيير مجرى التاريخ في العالم العربي، وأخطأ حينما خضع للضغوط التي توالت عليه من المملكة العربية السعودية ومن دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك من بعض أعضاء إدارته".


وتابع: "كل هؤلاء فاتهم رؤية الصورة كاملة واستولت عليهم مشاعر الكراهية وعدم التسامح تجاه أي شكل من أشكال الإسلام السياسي"، مؤكدا أن تلك الكراهية هي التي حطمت اختيار العرب للديمقراطية وللحكم الرشيد.


ولفت خاشقجي، إلى الجهود التي تبذل في واشنطن، بتشجيع من بعض الدول العربية التي لا تدعم الحرية والديمقراطية، لإقناع الكونغرس بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، قائلا: "لو حصل ذلك، فإن التصنيف سيضعف الخطوات الهشة باتجاه الديمقراطية والإصلاح السياسي التي تعرضت للكبت والتقييد في العالم العربي. كما أنه سينجم عن ذلك دفع البلدان العربية التي حققت تقدماً في إيجاد بيئة متسامحة وفتحت باب المشاركة السياسية أمام مختلف مكونات المجتمع، بما في ذلك الإسلاميين، إلى التراجع إلى الوراء".


واستطرد: "يشارك الإسلاميون اليوم في برلمانات عدد من البلدان العربية مثل الكويت والأردن والبحرين وتونس والمغرب، الأمر الذي أدى إلى نشوء الديمقراطية الإسلامية، مثل حركة النهضة في تونس، وكذلك إلى نضج عملية التحول الديمقراطي في غير ذلك من البلدان".


وأردف: "لقد أدى انقلاب مصر إلى فقدان فرصة ثمينة كانت متاحة أمام مصر وأمام العالم العربي بأسره. فلو أن العملية الديمقراطية استمرت لتم إنضاج الممارسات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ولصارت أكثر انفتاحاً وإقبالاً على غيرها، ولأصبح التداول السلمي على السلطة واقعاً وسابقة تحتذى".


وقال الكاتب السعودي إن "إدارة ترامب لا تكف عن القول إنها تريد إصلاح أخطاء أوباما. لو صح ذلك، لكان يتوجب عليها أن تضيف إلى قائمة هذه الأخطاء سوء التعامل مع الديمقراطية العربية".

التعليقات (1)
مصري جدا
الأربعاء، 29-08-2018 03:20 م
النفور الامريكي ،، له خلفيتان ،،، الاولى ،،، صهيونية نظرا للارتباط الوثيق بين حماس والاخوان فضلا عن التاريخ الجهادي القديم بين كتائب الاخوان وعصابات الهجانا والصهيونية ،، والثانية خليحية ،،، يتزعمها بن سلمان وبن زايد خوفا من الديمقراطية ويقظة الشعوب فضلا عن الدور الصهيوني المحرك لبن سلمان وبن زايد ،،، وبعد ثورة يناير 2011 اتحدت الخلفيتان الصهيونية والخليجية ليكون المربع الصهيوخليجي المكون من السعودية والامارات واسرائيل ومصر هو الذراع التنفيذي للمشروع الصهيوامريكي ،،، راجعوا تصريحات كبار القادة والمستشاريين الصهاينة الذين يقولون بالحرف ،،، لو سقط السيسي وعاد الاخوان للحكم سنبكي دما ،،، الاخوان ثروة قومية للعالمين العربي والاسلامي بل وللعالم بوسطية الفهم والمنهج ،،، لكن بكل اسف كعادة سكان هذة المنطقة من العالم المتخصصون في اهدار الثروات ،،، الاخوان ثروة لكن قيادة الجماعة ليست بمستوى وحجم هذه الثروة ،،،

خبر عاجل