صحافة دولية

ما علاقة مواقع التواصل بارتفاع جرائم الكراهية بأمريكا؟

عبر هويجه عن إعجابه بالمجهود الذي تبذله مواقع التواصل في سبيل وضع حد للخطابات المحرضة على الكراهية- أرشيفية
عبر هويجه عن إعجابه بالمجهود الذي تبذله مواقع التواصل في سبيل وضع حد للخطابات المحرضة على الكراهية- أرشيفية

نشرت صحيفة "أتلنتيكو" الفرنسية حوارا أجرته مع مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية الفرنسي، فرانسوا برنار هويجه، الذي علق على الدراسة التي أجراها مجموعة من الباحثين من جامعة ورك البريطانية حول العلاقة المباشرة بين شبكات التواصل الاجتماعي وتنامي جرائم الكراهية.

وقالت الصحيفة، في هذا الحوار الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال شهر آذار/ مارس، نشر الألمانيان كارستن مولر وكارلو شفاتز تقريرا مشتركا أكدا فيه أن جرائم الكراهية ضد المسلمين تنتشر أكثر داخل الأحياء الأمريكية التي يواظب سكانها على استخدام موقع التويتر.

وفي سؤال الصحيفة عن رأيه في النتائج التي توصلت إليها دراسة جامعة ورك البريطانية، أجاب فرانسوا برنار هويجه: "في الواقع، هناك بعض المؤاخذات التي أريد أن أسوقها بشأن منهجية هذه الدراسة، من بينها الفترة الزمنية التي أجريت فيها هذه الدراسة والإطار المكاني". 

وأضاف الباحث الفرنسي أن الدراسة تتحدث عن وجود علاقة مباشرة بين تغريدات دونالد ترامب على موقع تويتر وتنامي ظاهرة الكراهية في المجتمع الأمريكي. كما ترتكز الدراسة على تقارير صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولا تعكس مجهودا شخصيا.

 

اقرأ أيضا"فيسبوك" يعلق حساب مذيع أمريكي مؤمن بنظرية المؤامرة

ونقلت الصحيفة عن فرانسوا برنار هويجه قوله إن "هذه الدراسة لم تحسن الترتيب بين السبب والنتيجة، وقد وقعت في خطأ منهجي. وللتوضيح أكثر، لقد أخطأ المشرفون على هذه الدراسة عندما خلطوا بين السياق الزمني والوضع الذي يتمتع به المسلمون في الولايات المتحدة خلال إجراء الدراسة، لأن كلاهما مختلف. كما أرى أنه من السذاجة جعل تغريدات ترامب مؤثرة، ففي هذه الدراسة تم ربط تغريدات الرئيس الأمريكي بتنامي ظاهر مناهضة المسلمين، وهذا غير منطقي".  

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان من الخطأ الاعتقاد بأن التغريدات والمنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي المحرضة على الكراهية قد تساهم في تنامي أعمال العنف داخل المجتمع؟ وحيال هذا الشأن، أكد فرانسوا برنار هويجه "لا ننكر طبعا حقيقة وجود صلة وثيقة بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي. فقضاء ساعات في تبادل الرسائل والمنشورات والتغريدات عبر الإنترنت له تأثير على حياتنا الاجتماعية".

وأوضح فرانسوا برنار هويجه أنه "من الممتع مقارنة هذه الدراسة بالنتائج التي توصلت إليها دراسات أخرى حول اعتبار شاشات التلفزيون من عوامل تنامي العنف اليومي، أو مقارنتها بالتأثير الذي تخلفه الأفلام الإباحية على الأفراد ومساهمتها في تنامي ظاهرة الجرائم والاعتداءات الجنسية داخل المجتمع الأمريكي".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الباحث الفرنسي مؤمن بأن غالبية الأشخاص يدركون في قرارة أنفسهم أنهم أكثر اعتدالا مما تعكسه منشوراتهم أو ما يتبادلونه على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنهم موقنون بأنهم يتمتعون بالفطنة. وأكد الباحث الفرنسي أن الخوض في مسألة تنامي ظاهرة الكراهية لا يجب أن يستثني ظاهرة انعزال الفرد عن المجتمع، التي سببها الإدمان على هذه المواقع. وستجد أن رواد هذه المواقع الذي ينشرون رسائل معادية للمسلمين موقنون بأن منشوراتهم ستلقى صدى لدى أولئك الذين يشاطرونهم نفس الرأي".

وفي سؤال الصحيفة عن السياسة التي ينتهجها عمالقة عالم الويب فيما يتعلق بانتشار خطاب الكراهية على مواقعها الإلكترونية، أفاد فرانسوا برنار هويجه بأن "منصات التواصل الإلكتروني تعمل منذ سنة 2016 على القضاء على خطابات الكراهية وتمحها من مواقعها، وتحاول الحد من انتشار "الأخبار المضللة". وفي هذا الصدد، يتبع عمالقة الويب سياسات صارمة تجاه تداول الخطابات المحرضة على العنف والكراهية".

 

اقرأ أيضادراسة جديدة: هكذا يفاقم "فيسبوك" مشاكلنا النفسية

وقد عبر فرانسوا برنار هويجه عن إعجابه بالمجهود الذي تبذله مواقع التواصل الاجتماعي في سبيل وضع حد للخطابات المحرضة على الكراهية مع الحفاظ على مبدأ حرية التعبير، لأن هناك اختلافا كبيرا بين الرأي والخطاب التحريضي.

وحسب هذا الباحث "يمكنك أن تكتب منشورات تدافع فيها عن نظرية أن الأرض كروية وليست بيضاوية الشكل، ولكن ليس لديك الحق في نشر خطاب يدعو إلى كراهية طائفة ما. وتعمل هذه الشركات مع وسائل الإعلام الجديدة وبالتعاون مع العديد من المنظمات غير الحكومية لمحاربة الخطاب المحرض على العنف والكراهية".




المصدر:

https://www.atlantico.fr/decryptage/etude-tente-etablir-liens-entre-utilisation-reseaux-sociaux-et-augmentation-crimes-haine-aux-etats-unis-francois-bernard-huyghe-3486174.html/page/0/1


 

التعليقات (0)