مقالات مختارة

اليهود يصلون في الأقصى!!

صالح عوض
1300x600
1300x600

من خلال عملية جس نبض، بدأت المؤسسة الإعلامية الصهيونية الإشارة إلى إمكانية قيام المحكمة الإسرائيلية العليا بشرعنة صلاة اليهود في المسجد الأقصى، منتقلة بذلك إلى وضع إطار قانوني للاقتحامات الصهيونية المتكررة للمسجد الأقصى.

يتواصل الفعل الاستيطاني والتهويدي لكل معالم الإسلام في القدس الشريف بدءا بمقابر الصحابة رضوان الله عليهم والتكايا الدينية والمزارات والمساجد وأرض الوقف الإسلامي وبوابات المسجد الأقصى وما يجري عليها من تغيير معالم والحفريات التي جعلت من أسس المسجد الأقصى في حالة مخيفة قد تتساقط على إثر أي هزة أرضية طبيعية أو مفتعلة.. كل ذلك يتم في إطار عملية ضخمة من الاستيطان في الضفة الغربية أوصلت عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن فيما لازالت عملية التوسع الاستيطاني وإنشاء مستوطنات جديدة حولت المدن الفلسطينية إلى غيتو محاط بالجدر الاستيطانية من كل صوب.

تهديدات القادة الصهاينة متواصلة للزج بالفلسطينيين من داخل المدن الفلسطينية في عمق فلسطين يافا والناصرة والنقب والمثلث إلى خارج فلسطين هو ترجمة للمخطط الأمريكي في صفقة القرن الذي يراد له أن ينتهي بإقامة دولة إسرائيل وترسيم حدودها من النهر إلى البحر بعد أن يتم التخلص من غزة بإلقائها إلى خارج فلسطين تحت ضغط الحصار والتجويع والتدمير.

في مواجهة هذا الفعل الاستعماري الواسع تسجل ردود الأفعال هزالا غير مسبوق فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وإنسانيا.. فعلى المستوى الفلسطيني يغرق الفلسطينيون في مناكفات بعضهم لبعضهم الآخر ويعجزون عن الخروج من تيه التفرقة والتشظي وينهمك كل طرف فيهم في محاولة لتثبيت وجوده الحزبي على حساب المصلحة الوطنية وعلى حساب الشعب.. فيما يدير النظام العربي في أحسن أحواله ظهره لما يجري على أرض فلسطين ويتجه بعض النظام العربي إلى تمكين التواصل مع الكيان الصهيوني وبحث قيام أحلاف استراتيجية معه والأمر نفسه يطال النظام السياسي في كل الدول الإسلامية التي وجدت أن الاشتباك مع الكيان الصهيوني عمليا قد يسرع في سقوطها وتكاثف المؤامرات عليها.

أجل إن المشهد يطحن الروح ويفجر القلب ولكن هناك معاملات أخرى لا يراها العدو الصهيوني ولا يدركها المشغلون الكبار له ولا أدواتهم في المنطقة.. إنهم أولئك الشباب الفلسطيني الذي لا يؤمن بحزب أو فصيل أو جهة وان كل إيمانه منصبا في قضيته المقدسة فلسطين أولئك الشباب الذين يتدافعون على الموت في سبيل تحرير فلسطين وتفكيك الكيان العنصري.. أولئك الشباب لا يستمعون إلى التحريض الصهيوني ولا إلى أقوال المنهزمين ولا يستسلمون لمنطق النظام العربي الخانع ولا يهزمهم نابالم العدو وصواريخه..

اجل إن المشهد يقفل الآن على أبشع مرحلة تمر بها امتنا ولكن استجابات التحدي تفترض انبعاث جيل لا يخشى في الله لومة لائم ولكن لكل اجل كتاب.

عن صحيفة الشروق الجزائرية

1
التعليقات (1)
بومدين
الأحد، 26-08-2018 04:25 م
يا سيد عوض ، مثل هذا الكلام عبارة عن إنشاء ألفه كثيرا أطفال مدارسنا وأصبحوا اليوم يستعيضون عنه بما أتيح من أعمال تترك لها أثرا في محيطهم الحيوي ، أما الشباب الذين تكرمت برمي الكرة في شباكهم ، فإن الشباك لم تعد تحتمل حماقات حكام الرياض وأبو ظبي التي شوهت صورتهم داخل الروح والعقل في حدود أفغانستان ( أيام الجهاد المقدس ) والعراق ( وقف الزحف الشيعي المزعوم ) وسوريا ( تخليص الأمة من دائرة الاستبداد ) وليبيا ( التخلص من القذافي الذي تجرأ عليهم من داخل أروقة جامعة ساسة العرب ) ، الشباب أينما كانوا في حدود عالمنا العربي والإسلامي ملوا الفوضى والكلام خارج الأوقات الرسمية ، إنهم يبحثون لهم وجهة وقيادة ونخبة حاضرة خلال الوقت الرسمي الذي يعتبرونه ضروريا لفهم وحل المعادلة التي باتت فلسطين عنوانا كبيرا لمشكلتهم الأم .

خبر عاجل