سياسة دولية

معهد واشنطن: حرب الشرق الأوسط الكبرى عام 2019.. أين؟

شارك في إعداد المقال الرائد في جيش الاحتلال  الإسرائيلي نداف بين حور- جيتي
شارك في إعداد المقال الرائد في جيش الاحتلال الإسرائيلي نداف بين حور- جيتي

نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مقالا مشتركا لخبيرين، تحدثا عن حرب كبرى مرتقبة في منطقة الشرق الأوسط، العام المقبل.

وأعد المقال الرائد في جيش الاحتلال الاسرائيلي نداف بين حور، وهو زميل عسكري زائر في معهد واشنطن، ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن، مايكل مايكل آيزنشتات.

وبحسب المقال، فإن "التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية لإسرائيل تثير مخاوف بشأن مواجهة أخرى بين إسرائيل و «حزب الله» أو اندلاع حربٍ بين إسرائيل وإيران في سوريا. وقد لا تقتصر حربٌ مماثلة على المشاركين الأصليين فحسب، بل قد تشمل مجموعةً من المليشيات الشيعية وحتى نظام الأسد، كما يمكن أن تمتد إلى كافة أرجاء المنطقة - وتؤثر بالتالي على المصالح الأمريكية الحيوية هناك".

وأضاف أن إيران "أظهرت أنها تسعى لتجنّب الحروب التقليدية وما يترتب عليها من خسائر فادحة لقواتها. وبدلاً من ذلك، فإنها تعتمد على تنفيذ عمليات بالوكالة وإرهاب وأنشطة مؤثرة بل غير فتاكة. ومع ذلك، فقد كانت مستعدة في بعض الأحيان للمغامرة بنشاطات عالية المخاطر تنطوي على احتمالية التصعيد (على سبيل المثال: قامت القوات الإيرانية في سوريا بإطلاق طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات في الأجواء الإسرائيلية في شباط/ فبراير المنصرم؛ وقد تم إسقاطها، لكن الحادثة أثارت جولة من الاشتباكات)".

ونوه الباحثان إلى أن "إسرائيل عازمة على تجنب الحرب أيضاً، رغم أن أفعالها تظهر أنها مستعدة لقبول خطر التصعيد لمواجهة هذه التهديدات الناشئة. وبالفعل، فمنذ عام 2013، نفّذت أكثر من 130 ضربة في سوريا ضد شحنات من الأسلحة الموجهة لحزب الله، ومنذ أواخر عام 2017، وسعت هذه الحملة بين الحروب لاستهداف المنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا - دون أن تؤدي، حتى الآن، إلى إثارة مواجهة أوسع نطاقاً".

وجاء في المقال أيضا، أنه "يبرز احتمال وقوع حرب أخرى - على نطاق لم يسبق له مثيل من حيث التعقيد - نتيجةً للحرب الأهلية في سوريا، التي مكنت إيران من بناء بنية تحتية عسكرية في سوريا ونشر فيلقها الأجنبي الشيعي على حدود إسرائيل. وقد أصبح من الممكن الآن أن تندلع الحرب على جبهات متعددة وفي أماكن بعيدة وتدور على الأرض، وفي الجو، وفي البحر، وفي مجال المعلومات والنطاق السيبراني من قبل مقاتلين من: «حزب الله»، وإيران، وسوريا، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وحتى اليمن. وفي هذا الإطار، سوف يخلق النطاق الموسَّع للحرب المحتملة خيارات عسكرية جديدة لإيران و«حزب الله»، ويوسّع القدرات الإسرائيلية إلى أبعد حدودها".

وعن سيناريوهات الحرب القادمة، جاء في المقال أن "حرب لبنان وما يزيد على ذلك، هي حرب بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان، لكن يشارك فيها أيضاً الإيرانيون وآلاف المقاتلين الشيعة الأجانب، وحتى حماس (التي أقامت وجوداً عسكرياً محدوداً في جنوب لبنان). وتبقى الجبهة السورية هادئة نسبياً، حيث تقوم إسرائيل هناك بأنشطة محدودة لاعتراض حركة المقاتلين والقدرات إلى داخل لبنان".

وتابع بأن سيناريو آخر متوقعا أن تقع الحرب على الأراضي السورية بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية، والمليشيات الشيعية (بما فيها مقاتلو «حزب الله») وربما عناصر من الجيش السوري. وتبقى الجبهة اللبنانية هادئةً نسبياً. ولكن، إذا تم انجراف القوات البرية السورية إلى القتال، فقد تتدخل روسيا لحماية موكّلتها".

السيناريو الثالث" هو أن تكون الحرب على جبهتين (في لبنان وسوريا)، وتشارك فيها اسرائيل، وإيران، و«حزب الله» والمليشيات الشيعية وربما حتى عناصر من الجيش السوري، حيث يعامل كلا الجانبين لبنان وسوريا كمسرح واحد، وموحد للعمليات".

وقلل الباحثان من احتمالية وقوع حرب إقليمية تشمل المملكة العربية السعودية وربما الإمارات العربية المتحدة أيضاً.

وبحسب المقال، فإن تنامي قوة إيران العسكرية يعطي مؤشرا بأن الحرب المحتملة مع إسرائيل في 2019 ستكون مختلفة تماما عن الحرب القادمة في 2025.

وأضافا أن "الحرب القادمة في شمال إسرائيل ستكون أوسع نطاقاً بكثير من الصراعات السابقة. وقد تبدأ إسرائيل بحملة جوية مكثفة لمواجهة تهديد قذائف العدو وقوته الصاروخية ومليشياته، إلا أنّ التعامل الفعال مع هذا التهديد سيتطلب عمليات برية واسعة النطاق. ولن يكتفي أعداء إسرائيل بإطلاق الصواريخ والقذائف على المنشآت العسكرية الإسرائيلية، والمجمّعات السكنية، والبنية التحتية الحيوية فحسب، بل سيحاولون استخدام القوات البرية للتسلل داخل الخطوط الإسرائيلية والاستيلاء على بعض القرى الإسرائيلية والمواقع العسكرية الصغيرة".

 

ونوه الكاتبان إلى أن "جميع أطراف الحروب القادمة سيعتمدون بشكل كبير على القوة الإلكترونية، على سبيل المثال، لتعطيل الدفاعات الإسرائيلية الصاروخية، وربما ضد البنى التحتية الحيوية، لتحقيق تأثيرات استراتيجية".

وبعد تلميحهما إلى بقاء موسكو على الحياد نوعا ما في حال اندلعت الحرب، قال الكاتبان إن صواريخ حزب الله وإيران لا تزال غير دقيقة، في حين أن النظام السوري لا يكاد يملك صواريخ في الوقت الحالي، بحسب قولهما.

وأضافا أن "الافتراض الأساسي السائد على مدى العقد الماضي هو أنّ حزب الله سيكون المشارك الرئيسي في الحرب القادمة في شمال إسرائيل. لكن قد لا يكون الأمر كذلك، لأن هذا من شأنه أن يدعو إسرائيل إلى شن غارات جوية وعمليات برية ضخمة، ويؤدي إلى دمار واسع النطاق في لبنان - وهي نتيجة يريد تجنبها «حزب الله» على ما يفترض. وهنا تكمن معضلة الحزب: كيف يمكنه استغلال إمكانات قوة الصواريخ والقذائف التي يملكها دون تدمير لبنان أو تعريض هذه الأصول الاستراتيجية للخطر، إذ قد تكون ضروريةً في مرحلة لاحقة من الحرب لمواجهة التحركات الإسرائيلية التصعيدية. وقد يكون هذا سبب قيام حزب الله (بمساعدة إيران) بتشكيل وكلاء خاصين به من السوريين والعراقيين للقتال من أجله في الجولان - وأيضاً سبب محاولة إسرائيل عرقلة بعض هذه الجهود".

وبعث الكاتبان بنصيحة إلى واشنطن وتل أبيب لكبح جماح محور المقاومة وتهديداته، ومنها أنه "يتعين على صانعي القرار الأمريكيين والإسرائيليين استخدام إمكانية التصعيد الكامنة في حرب شمالية محتملة لردع إيران عن الأعمال التي قد تؤدي إلى مثل هذا الصراع في المقام الأول، أو انتشاره إلى إيران - الأمر الذي قد يهدد المصالح الاقتصادية الحيوية لإيران (على سبيل المثال، إذا تم ضرب بنيتها التحتية النفطية)، واستقرار نظام الأسد في سوريا".

وإضافة إلى "إبقاء حزب الله في الخارج بسبب حجم ترسانة الصواريخ والقذائف التي يملكها، وحجم القوات البرية التابعة له، فإن إبقاء الجزء الأكبر من قوات الحزب خارج الحرب في شمال إسرائيل، ومنع انتشار مثل هذه الحرب إلى لبنان، قد يسهّلان إلى حد كبير الجهود المبذولة لمنع تحوّل حرب محلية إلى حرب أكبر بكثير، وربما من إشعال فتيل حرب إقليمية".

يضاف إلى ذلك "ضرورة قيام إسرائيل بتطوير مفاهيم عملية قابلة للتطبيق، وآليات هزيمة ذات مصداقية، لكي يتسنى لها اتخاذ قرار وإنهاء حروب مستقبلية بالشروط التي تحددها. كما يسلّط الضوء على ضرورة بقاء الولايات المتحدة منخرطةً في المنطقة لكي تتمكن، إذا ما اندلعت الحرب، من أن تضمن تمتع إسرائيل بحرية التصرّف لتحقيق أهدافها الحربية، وبالتالي تعزيز المصالح الأمريكية في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وتقليصه".

التعليقات (2)
اينشتاين
السبت، 25-08-2018 03:26 م
حينما نتناول موضوعا كهذا وجب أن نفكر ، غير أن ذلك لن يكون كافيا ، لأننا اليوم في حاجة إلى عملية أسميها " رقمنة الأفكار " ، ورقمنة الفكرة بمعنى البحث عن معادلة تضبطها ، ناهيك عن تحديد إطارها ومحيطها كمشكلة قائمة بذاتها لها سياقها وزادها المعرفي وفضاؤها الخاص بالفعل الإبداعي بعيدا عن التعميم والارتجال في إصدار الأحكام المسبقة . نقل لنا المشرفون على المنبر الحر " عربي 21 " ، مشكورين ، مقالا نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، يمكننا أن نستخرج بعض العناصر الوظيفية التي نحتاجها سريعا : 1 ـ المشرفون على الدراسة : ـ رائد في جيش الاحتلال الإسرائيلي ( نداف بين حور ) ، وجب التأمل قليلا ، هذا الإنسان ليس عسكريا مجردا يحمل رتبة كما يحملها العسكري في حدود عالمنا العربي خصوصا والعالم الإسلامي عموما ، يتدخل في الشأن السياسي والاقتصادي كما يحلو له هو ، الرائد عندنا لا يحسن قراءة مقال كالذي نقله الموقع ، لأنه لا يشعر أنه معني بذلك لا من قريب ولا من بعيد ، إلا من رحم ربك ، الرائد الصهيوني لمن لم يتفكر ويتأمل هو خبير زائر في معهد واشنطن ويشاركه في الدراسة أمريكي يمكن أن يكون إنجيليا أو صهيونيا من دون أن يرفع له شعارا اسمه مايكل اينشتات ، لكنه مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد ، إنهم يعتمدون على الكفاءة والكفاءة فقط . 2 ـ ورد في الدراسة حسب المقال أن الحرب القادمة سنة 2019 لا تقتصر على المشاركين الأصليين فحسب ، بمعنى أن إسرائيل وأمريكا بحثتا إمكانية إغراق ساحة العرب والمسلمين في حرب الخاسر فيها يجب أن لا يكون إسرائيل . ولكم أن تبحثوا عن أدوات الحرب التي يحبذها الإسرائيليون . 3 ـ وجب متابعة مسار الاهتمام الأمريكو صهيوني ببلاد الشام والرافدين واليمن السعيد لبسط كامل النفوذ والتأكد من جدوى تبعية الشعوب المسحوقة . 4 ـ وجب اليقظة لأن رواد الفلسفة المنغلقة يهدفون صرف النظر عن المسار المخطط له بإحكام . 5 ـ أهم عقبة في طريق البرنامج الصهيو أمريكي ، وفق خبرائهم ، هي تركيا ، لذلك فإن كامل التركيز، لن يكون على إيران أو أي جهة أخرى ، وسوف ترون في القريب مبادرات سعودية إماراتية باتجاه إيران للتأكد من بقائها على الحياد بغرض التفرغ للخطر التركي ( حسب تقديرهم ) ، ومحاولة التقرب من النظام السوري وإغرائه بإمكانية الإعمار والمساعدة على بقاء الرئيس بشار في الحكم إلى الأبد ليس سوى نوعا من ذر الرماد بغرض التقدم بمبادرات أخرى ، لذلك فالتركيز ، كل التركيز على تركيا . مثل هذه المعطيات وغيرها تجعلنا نقترب ولو يسيرا من رقمنة الأفكار التي بنيت عليها الدراسة التي تتألف من شقين ، الأول للاستهلاك الإعلامي لمراقبة ردود الأفكار وسبر أغوارها ، والثاني يمرر إلى أهل الرأي والخبرة
محمدعلي الحسن
السبت، 25-08-2018 02:12 م
هي اوهام اسرائيل وايران وحزب الله وروسيا وامريكا متفقين على محاربة السنه والاسلام وحاليا الموامره على تركيا فالقول ان حربا ستقع مع ايران وغيرها در رماد بالعيون