ملفات وتقارير

نور: بيان الإخوان يطمئن القوى السياسية ومؤسسات الدولة

نور: بيان الإخوان يساهم في نشر روح الاطمئنان - الأناضول
نور: بيان الإخوان يساهم في نشر روح الاطمئنان - الأناضول

قال زعيم حزب غد الثورة، والمرشح الرئاسي الأسبق، أيمن نور، إن البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الثلاثاء، يعد خطوة مهمة ومستحقة نحو تقريب المسافات ووجهات النظر بين كافة أطراف الجماعة الوطنية المصرية.

وأضاف – في تصريح لـ"عربي21"- أن بيان الإخوان يأتي "تأكيدا على يقين وفهم كافة أطياف القوى السياسية المصرية أنه لا سبيل للتغيير السلمي وإسقاط النظام المستبد إلا بتوحيد الصفوف، وتوسيع المشتركات، وتحجيم نقاط الخلاف عبر حوار وطني موسع بين الجميع لا يستثني ولا يستبعد أي أحد".

وأوضح "نور" أن بيان الإخوان جسّد عددا من النقاط التي يتم التعامل معها بروح جديدة ومختلفة استجابة للعديد من المبادرات والمقترحات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية في الداخل والخارج خلال الفترة الأخيرة.

وقال: "أهم هذه المستجدات هي حديث الجماعة بشكل واضح عن تفعيل فكرة العقد المجتمعي الجديد، وأهمية أن يصدر هذا العقد عبر توافق وطني واسع وحوار مباشر بين مختلف أطياف الجماعة الوطنية".

 

اقرأ أيضا: جماعة الإخوان تدعو لحوار وطني شامل للخروج من الأزمة المصرية

وأشار "نور" إلى "طرح مسالة عودة مرسي - ولو ظلت مسألة خلافية – إلا أن بيان الإخوان تعرض لها بصيغة مفتوحة تسمح بالحوار والبناء على هذه الصيغة، حيث أشار إلى عودة مرسي في إطار حكومة ائتلافية يتم التوافق عليها ولمدة محددة دون الإشارة لصياغات سابقة حول العودة إلى يوم 30 حزيران/ يونيو".

وأضاف زعيم حزب غد الثورة أن "الصياغات المرنة الواردة في بيان الإخوان هي خطوات هامة نحو التوافق المنشود والمأمول بين إرادات تبدو متعارضة أحيانا ومعطلة للتوافق في الكثير من الأحيان"، مشيدا بتأكيد الجماعة أن "المصدر الوحيد للشرعية هو الشعب المصري الذي يمنحها لمن يشاء ويمنعها عن ما يشاء".

واستطرد قائلا: "من بين النقاط الهامة أيضا التي تعرض لها البيان هي الإحالة إلى مبادئ العدالة الانتقالية وإلى المحاكمات عبر هيئات قضائية مستقلة متوافق عليها بين القوى الوطنية".

وتابع: "كما قلت من قبل نداء السفير معصوم مرزوق ينبغي أن يُقرأ من أسفل إلى أعلى، فبيان الإخوان ينبغي أن يُقرأ أيضا من أسفل إلى أعلى"، مشيرا إلى أهمية الفقرة التي تحدثت عن ضرورة "مراجعة النفس، وأنها واجب كل جماعة وفصيل وحق للوطن على الجميع، واعتبار أن هذه المراجعة هي نقطة الانطلاق لتصحيح كل ما سبق من تشوهات في جسد وصورة الجماعة الوطنية". 

وأردف: "من أهم الفقرات التي توقفت أمامها في البيان، الفقرة الأخيرة التي تحدثت عن أهمية التعايش تحت سماء وطن يتسع للجميع وتحت مظلة القانون والدستور، والدعوة بصورة صريحة وواضحة لحوار شامل يسمح بتحقيق الكثير مما ورد في هذا البيان بهدف استعادة اللحمة الوطنية والانطلاق نحو وطن واحد لشعب واحد".

وأثنى على اعتبار الإخوان أن "المواطنة هي القاعدة الصلبة لبناء الدولة المدنية الحديثة، وأن أحدا لا يحتكر الوطنية أو يرى نفسه بديلا عن الشعب أو ممثلا وحيدا له، فالوطن بالفعل يسع الجميع، وبالفعل يحتاج للجميع دون تفرقة بين أي مصري وآخر".

وأكمل: "البيان أكد على بعض المعاني التي سبق للجماعة أن أشارت إليها، لكن تكرار هذه المعاني أمر في غاية الأهمية، وأبرز ما تم تأكيده من معاني هو التمسك بالسلمية دون غيرها، والتأكيد أنها السبيل الوحيد للتغيير والإصلاح في مصر، وكذلك الحديث عن احترام مؤسسات الدولة ومن بينها المؤسسة العسكرية الوطنية وغيرها من المؤسسات".

ورأى المرشح الرئاسي الأسبق أن بيان الإخوان يساهم في نشر روح الاطمئنان ليس فقط لدى القوى السياسية، لكن لدى المواطن المصري الذي بات يخشى من أي تغيير بفعل ترهيب السيسي وإعلامه من أن التغيير أصبح الآن مرادفا لهدم الدولة ومؤسساتها، ويأتي بيان الإخوان ليتحدث بصورة أكثر وضوحا وأكثر تطمينا للعديد من الشركاء في الحياة السياسية، وتطمينا لمؤسسات الدولة، وقطاعات من المواطنين المتخوفين من فكرة التغيير".

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين، لأول مرة منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، ما يمكن وصفها بمبادرة للخروج مما اعتبرته "النفق المظلم" ببلادها تتضمن عودة الرئيس مرسي إلى سدة الحكم على رأس حكومة ائتلافية يتم التوافق عليها من القوى الوطنية لمدة محددة وكافية، يتم خلالها تهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة نزيهة تُشرف عليها هيئة قضائية مستقلة، تتوافق عليها القوى الوطنية دون إقصاء لأحد، مؤكدة أن الشعب المصري هو المصدر الوحيد للشرعية، داعية إلى تفعيل عقد مجتمعي جديد.

التعليقات (2)
واحد من الناس .. كل ما يثني عليه نور في هذه المبادرة خالفه هو عندما شارك في 30 يونيو...فهل يعتذر؟
الأربعاء، 15-08-2018 11:16 ص
... التحالف مع العسكر في الانقلاب على الديموقراطية هو ابشع جريمة ارتكبها ايمن نور و امثاله فهل يعتذر؟؟؟ .... حتى عندما اتهموا الاخوان بالتفاهم مع العسكر لم يقم الاخوان بالمشاركة في القتل و اغتيال الديموقراطية ... كانت كل تفاهماتهم للصالح العام و ليس للصالح الخاص كما فعل هؤلاء و لم يكن على حساب دماء الشعب المصري
عابر سبيل
الأربعاء، 15-08-2018 12:16 ص
أخاطب الإخوان بخصوص مبادرتهم فأقول: أخيراً، خيراً فعلتم بإصداركم هذه المبادرة. فخير أن تقولوا من أن يُقال لكم، وأن تُطرحوا لا أن يُطرح عليكم فتتحكموا في عناصر المبادرة. ولكي يكون لأي طرح من جانبكم حظ في القبول والتأثير فلا بد أن يصدر هذا الطرح عن كيان قوي يعلو فوق الجراح العائرة الناتجة عن الانقلاب الدموي الفاشي. ولذلك أركز على النقاط المختصرة التالية. 1- إعادة اللُّحمة والوحدة داخل الصف الإخواني في الداخل بتنازلات من الجميع وأن يجري الترحيب بالتيار الآخر داخل الإخوان الذي عبر عن نفسه باسم "التيار العام" فالجميع إخوة ولا بد أن تضربوا المثل في الإخوة داخل الإخوان قبل أن تطرحوها على الآخرين، وأن تفسحوا المجال لأفكارهم وإسهاماتهم. 2- مع احترامي للقيادة التي كان لها مقاليد الأمور حتى وقوع الكارثة في يوليه 2013، فإن الأحدث قد تجاوزتها وتجاوزت إطار الأفكار والأفعال التي تصدر عنها، وحان الوقت لإدخال العنصر الشبابي بقوة ليتبوأوا دفة القيادة، ومنهم كثيرون مؤهلون لهذه المهمة. 3- تحقيق الوحدة، على الأقل في أبسط صورها، بين رموز الإخوان الموجودة في الخارج والذين تقاذفتهم الرياح والنوات ذات اليمين وذات الشمال. ومن متابعتي وحكمي على الرجال، أرجو إسناد مثل هذه المهمة إلى رجال أثبتوا ثباتهم وفطنتهم مثل د. جمال عبد الستار ود.عبد القوي سلامة، ولا أزكي على الله أحداً. 4- إعادة قنوات الشرعية التي تبث من تركيا إلى جادة الصواب وأن تكون لها رسالة واحدة تسخر لها وقتها ومواردها وهي كيفية كسر الانقلاب وتسخير جميع الجهود والطاقات لهذا الغرض. فلا يمكن أبدا الآن إطلاق صفة "قنوات الشرعية" على كثير من برامجها واتجاهاتها الآن. 6- التواصل القوي مع المنظمات الدولية وخاصة مفوضية حقوق الإنسان لإبراز قضية عشرات الآلاف من المعتقلين وعلى رأسهم الرئيس الصامد د. محمد مرسي، والتواصل المستمر أيضاًُ مع وسائل الإعلام الغربية.8- لا بد من مواصلة العمل المجتمعي عن طريق الجمعيات أو الأفراد لمواصلة تاريخ الإخوان في العطاء وبالتالي استحقاق تآزر هذا الشعب معكم كما فعل من قبل أثناء الانتخابات وغيرها. وبالله تعالى التوفيق.