صحافة دولية

بلومبيرغ: سر موقف أمريكا الفاتر من السعودية ضد كندا

بلومبيرغ: ترامب يبقى هادئا في حين تتصاعد حدة التوتر بين السعودية وكندا- جيتي
بلومبيرغ: ترامب يبقى هادئا في حين تتصاعد حدة التوتر بين السعودية وكندا- جيتي

قال موقع "بلومبيرغ" إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقوم بجهود سرية مع السعودية؛ لمنعها من مواصلة حملتها العدوانية ضد كندا، حتى مع التزام واشنطن بالصمت حيال التوتر بين دولتين حليفتين مهمتين. 

 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤول أمريكي، قوله إن الإدارة تقوم الآن بمحاولات من خلف الأبواب لتخفيف الضرر النابع من أزمة فوجئت باندلاعها، حيث لم يخبرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقرار طرد السفير الكندي، وتجميد العقود التجارية، وإلغاء الرحلات الجوية المباشرة لتورنتو.

 

ويورد الموقع نقلا عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الأمير محمد يعتقد أن لديه الرخصة للتحرك ضد كندا، واستغلال ما يبدو أنه توتر في العلاقات بين واشنطن وأتاوا، الذي بدا في نهاية قمة الدول السبع الكبار، التي نظمت في كيوبيك في حزيران/ يونيو. 

 

ويفيد التقرير بأن ترامب وكبار المسؤولين في إدارته، خاصة صهره ومستشاره جاريد كوشنر، يقومون في الوقت ذاته بتوثيق الصلات مع ولي العهد السعودي، الذي يريد منه كوشنر أداء دور في خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.  

 

ويلفت الموقع إلى أن إدارة ترامب التزمت موقفا ترك الأزمة تمضي، رافضة التدخل علنا، وترى أنها تحتاج لوقت كي تحل، وبأنها خلقت صداعا دبلوماسيا.

 

ويذكر التقرير أن الدبلوماسيين السعوديين قدموا للجانب الأمريكي تفسيرا للتحركات التي اتخذوها ضد كندا، التي بدأت بعد بيان أصدرته وزارة الخارجية الكندية، عبرت فيه عن قلق كبير من اعتقال ناشطات، وطالبت بالإفراج الفوري عن سمر بدوي ونسيمة السادة، اللتين اعتقلتا في تموز/ يوليو. 

 

ويستدرك الموقع بأن الرد المبالغ فيه أقنع عددا من المسؤولين الأمريكيين بالتوصل إلى نتيجة، وهي أن هذه الإجراءات هي محاولة من الأمير لاستخدام الحادثة لتقوية موقعه داخل البلاد، والتأكد من مرور أي طريق للإصلاح من خلاله، مشيرا إلى أنه على الرغم من محاولته تأكيد صورته بكونه مصلحا على الساحة الدولية، إلا أنه أمر باعتقال رجال الأعمال والأمراء والمسؤولين الحكوميين فيما أطلق عليها حملة مكافحة الفساد. 

 

وبحسب التقرير، فإن وزارة الشؤون الدولية رفضت التعليق على المراسلات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن مكتب ترودو لم يستجب لطلب للتعليق على ما جاء في التقرير. 

 

ويقول الموقع إن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند لم تتصل بعد مع نظيرها الأمريكي مايك بومبيو، مع أنها تحدثت مع وزراء خارجية ألمانيا والسويد والإمارات، بحسب مسؤول كندي طلب عدم ذكر اسمه. 

 

ويورد التقرير نقلا عن المسؤول، قوله إنه لا توجد لدى كندا أي فكرة حول ما يعنيه السعوديون من بيع الأصول المالية في كندا، غير ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" ومواقع إخبارية أخرى. 

 

ويجد الموقع أن الرد السعودي كان على قاعدة لم يألفها الكنديون، خاصة أن نقد وضع المرأة في السعودية والشكوى من طريقة معاملتها ليسا جديدين، مشيرا إلى قول المسؤول الأمريكي إن السعوديين ربما يحاولون استغلال الصدع بين كندا وأمريكا، معتقدين أن ترامب لن يهرع للدفاع عن حليف لم يعد محبوبا لديه، و"حتى هذا الوقت، فإن الحسابات السعودية تبدو صحيحة". 

 

وينقل التقرير عن المتحدثة باسم الخارجية هيذر نوريت، تعليقها على الأزمة بدعوة الطرفين لحلها بينهما، قائلة: "لا نستطيع فعل هذا لهما". 

 

ويستدرك الموقع بأن الولايات المتحدة قررت التحرك بهدوء وحل الخلاف، ومحاولة منع السعوديين من القيام بالمزيد بالإضافة إلى ما قاموا بفعله، وبدا الموقف الامريكي الفاتر واضحا في مواقف الدول الحليفة، خاصة بريطانيا، حيث زاد من حس أوتاوا بأنها لم تحصل على الدعم الدولي الذي تستحقه لحديثها عن حقوق الإنسان. 

 

ويبين التقرير أن التردد البريطاني ينبع من أن الحكومة في ظل تيريزا ماي تواجه مصاعب ومنشغلة في حل ملف البريكسيت أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتخشى إغضاب السعوديين، وتعريض عقود عسكرية بالمليارات للخطر، بالإضافة إلى أن ماي تحاول إقناع السعوديين باختيار لندن مكانا للإعلان عن طرح جزء من أسهم شركة "أرامكو"، واستقبلت الأمير محمد بحفاوة رغم الاحتجاجات الواسعة.

 

وينوه الموقع إلى أن السعودية استجابت لمطالب ترامب بزيادة إنتاج النفط من أجل تخفيف حدة العقوبات التي فرضها من جديد على إيران، وانتقد أوبك على "تويتر" بعدما وصل سعر النفط الخام إلى 80 دولارا للبرميل في أيار/ مايو، الذي عاد وتراجع إلى 72 دولارا للبرميل.

 

ويفيد التقرير بأن السعودية تعد جزءا حيويا من خطة ترامب إنشاء تحالف أمني للشرق الأوسط أو ناتو عربي للحد من تأثير إيران في المنطقة. 

 

ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالقول إنه أيا كانت الدوافع، فإن الصمت الأمريكي النسبي لم يفت على أوتاوا، حيث لاحظ البروفيسور في جامعة أوتاوا والمستشار السابق لترودو في شؤون الخارجية رونالد باريس، أن الموقف الأمريكي هو "لمحة لما سيبدو عليه العالم عندما لا تدافع الولايات المتحدة عن حقوق الإنسان"، وقال: "في الوقت الحالي هناك تضامن ضعيف".

التعليقات (0)