سياسة عربية

مقال مثير لوزير خارجية أردني أسبق: هذا ما يحدث في بلادي

المعشر: "أرى المشهد يتكرر تماما أمام عيني اليوم من خلال الحملات اليومية المتكررة ضد التيار المدني"- عربي21
المعشر: "أرى المشهد يتكرر تماما أمام عيني اليوم من خلال الحملات اليومية المتكررة ضد التيار المدني"- عربي21

أطلق وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر، مقالا مثيرا عن الأحوال التي تمر بها المملكة.

 

المعشر في مقاله بصحيفة "الغد"، حمل عنوان "الحكاية تعيد ذاتها: وأد الدولة الحديثة"، هاجم ما سماها "قوى الوضع القائم"، متهما إياها بدحض أي مشروع لدولة أردنية جديدة "عمادها سيادة القانون وتوازن المؤسسات".

 

وكشف المعشر أن هذه القوى التي لم يسمها، لم تكترث بأن مشروع "الأجندة" لدولة عصرية حديثة، قاده الملك عبد الله الثاني، وكان من المفترض أن يوفر تأمينا صحيا شاملا للمواطنين، ويخفض حجم البطالة، ويحقق موازنة متوازنة لا عجز فيها، وذلك بحلول العام 2016، بحسب قوله.

 

وأضاف أنه "في سبيل ذلك، جندت هذه القوى كل الوسائل لديها لتصوير الجهد بأنه تفكيك للدولة، وتوطين للفلسطينيين، وتهم أخرى جاءت هكذا من دون أي براهين، حتى نجحت في وأد الأجندة كاملة. ولم تعد تأبه هذه القوى للمجتمع الأردني اليوم الذي بات يعرف حقيقة النقلة النوعية التي كانت الأجندة لتحققها، فما دام الجهد قد وئد، فليتغن الأردنيون والأردنيات اليوم بالأجندة كما شاؤوا".

وتابع المعشر: "أرى المشهد يتكرر تماما أمام عيني اليوم من خلال الحملات اليومية المتكررة ضد التيار المدني. فالحديث عن الدولة المدنية ممنوع. تعرف هذه القوى أن مثل هذه الدولة ليست نقيضا للدين، وإنما هي ضد السلطوية، وهي ليست مؤامرة خارجية، بل جهد وطني لبناء دولة المؤسسات. يهدد هذا امتيازات هذه القوى، وفي سبيل منع ذلك، فإن كل شيء مشروع من اغتيال الشخصيات والتهديد والتخوين. الحقائق لا تعني شيئا هنا لأن مهمة هذه القوى ليس البحث عن الحقيقة وإنما حماية مصالحها".

 

وأرجع المعشر سبب الحملة ضد رئيس الوزراء عمر الرزاز، إلى استخدام الأخير "مصطلحات مدنية"، مضيفا أن "جزءا من هذه الحملة يأتي من صحيفة رسمية من المفترض أنها تعبر عن رأي الحكومة وهي في الواقع تعبر عن (رأي) قوى الوضع القائم".


وعاد مروان المعشر للحديث عن تعدي هذه "القوى" على رغبات ومشاريع ملك البلاد، قائلا: "نعم، الحقائق ليست مهمة. ليس مهما أن جلالة الملك أصدر ورقة ملكية نقاشية كاملة تقف وراء الدولة المدنية وتشرح أسسها بطريقة منطقية وعلمية. ليس مهما أن رموز التحالف المدني لهم مواقف واضحة وعلنية ومكتوبة ضد صفقة القرن وضد اتفاقية الغاز وضد التطبيع مع إسرائيل. وليس مهما أنهم ذهبوا لأبعد من ذلك معتبرين أن التقارب مع إسرائيل في هذه المرحلة يضر بالأمن الوطني الأردني".

وختم مروان المعشر مقاله قائلا، إن "هذه حقيقة ما يجري في بلادي، تهديم متعمد من قبل قوى الوضع القائم لكل إصلاح جاد. قوى الوضع القائم تقول لنا، إنه لا مجال في الأردن للدولة الحديثة، لأن مثل هذه الدولة تقف مباشرة ضد مصالح هذه القوى. فهل يقبل الجيل الجديد بذلك أم إنه قد تعلم الدرس؟".

التعليقات (0)