صحافة دولية

نيويورك تايمز: تهور سعودي جديد وهذه المرة مع كندا

نيويورك تايمز: ربما جرأت محاولات ترامب بالتعامل مع ترودو ابن سلمان لعمل الأمر ذاته- جيتي
نيويورك تايمز: ربما جرأت محاولات ترامب بالتعامل مع ترودو ابن سلمان لعمل الأمر ذاته- جيتي

علقت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها على قيام السعودية بطرد السفير الكندي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تجعل ولي العهد محمد بن سلمان يقوض الإصلاحات التي قام بها.

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "السعودية ووريثها المغرم بتكسير الإنجازات أثار مرة أخرى الشكوك حول خططه الساعية لانفتاح المملكة وبناء مستقبل متقدم لها".

وتشير الصحيفة إلى أنه "بعد انتقادات كندية على طريقة معاملة ناشطتين في مجال حقوق الإنسان، فعل حكام السعودية الأمر ذاته، الذي يلجأ إليه الطغاة الرجعيون وغير الواثقين بأنفسهم، فقد هاجموا وعاقبوا منتقديهم". 

وتلفت الافتتاحية إلى أن السعودية طردت السفير الكندي، وأعلنت عن تجميد كل العقود التجارية مع كندا، التي تعد السعودية ثاني أكبر أسواقها في الشرق الأوسط، وقالت السعودية إنها ستطلب من 12 ألف طالب يدرسون في الجامعات الكندية العودة إلى بلادهم، وتحويلهم وعائلاتهم للدراسة في دول أخرى. 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "رد الدول على النقد الخارجي وتكذيبه أمر عادي، لكن هذا الانتقام السعودي عدواني بطريقة غير ضرورية، ويهدف لتخويف النقاد وإجبارهم على السكوت، وفي الماضي كانت إجراءات كهذه كافية لرد معارض مباشر وموحد من الغرب، لكننا لم نسمع ولا حتى همس احتجاج". 

وتنوه الافتتاحية إلى أن مشكلات كندا مع السعودية بدأت عندما دعت وزيرة الخارجية للإفراج عن سمر بدوي، التي اعتقلت الأسبوع الماضي، وهي شقيقة رائف بدوي المعتقل في السعودية؛ لإدارته موقعا يدعو للإصلاح، وانتقد من خلاله المؤسسة الدينية، وفي عام 2013 حكم على بدوي بالسجن لمدة 10 أعوام، وألف جلدة، وغرامة كبيرة؛ بسبب موقعه على الإنترنت، حيث جلد أول 50 جلدة عام 2015، لكن تم تعليق العقوبة، على الأقل مؤقتا بعدما أثارت مشاهد فيديو للجلد شجبا دوليا. 

وتذكر الصحيفة أن السعودية لم تقدم أي تفسيرات حول اعتقال سمر بدوي، التي كان زوجها السابق ناشطا ومحاميا قيد الاعتقال، مشيرة إلى أنها تطالب ومنذ وقت بتغيير قانون وصاية الرجل على المرأة، الذي يمنعها من السفر والعلاج والحصول على جواز دون مرافقة أو إذن من ولي أمرها. 

وتقول الافتتاحية إن "السعوديين يزعمون أن البيان الكندي هو تعبير عن (تدخل واضح وسافر) في الشؤون الداخلية للمملكة، وهو زعم مزيف، فزوج بدوي وأبناؤه الثلاثة لديهم لجوء سياسي في كندا، وحصلوا على الجنسية الشهر الماضي، وهناك تاريخ للدول التي تهتم بحقوق الإنسان بالدفاع، إما مفردة أو مجتمعة، عن هذه المبادئ والقيم التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد وقعت السعودية على الميثاق، وهي عضو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي يعمل على تقوبة و(نشر وحماية حقوق الإنسان حول العالم)". 

وتفيد الصحيفة بأن "الأمير محمد، ومنذ صعوده للسلطة مع وصول والده الملك سلمان للعرش السعودي عام 2015، قام بسلسلة من الإصلاحات التي سمحت للمرأة بقيادة السيارة، وفتح دور السينما لأول مرة منذ 30 عاما، وشجع الاستثمار، وعمل على تخفيف النبرة الدينية في المقررات الدراسية، لكنه أبدى مظاهر ديكتاتورية، حيث سجن علماء الدين والناشطين ورجال الأعمال". 

وتبين الافتتاحية أن السعوديين لم يترددوا في ظل الأمير محمد عن الحديث أو التدخل في شؤون الدول الأخرى، بما فيها اليمن والبحرين وقطر، ومارس المسؤولون السعوديون الضغط من أجل إلغاء الاتفاقية النووية التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران. 

 

وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي صمت فيه البيت الأبيض يوم الاثنين، فإن مسؤولا في الخارجية تحدث ومن الخلف، حيث وصف السعودية وكندا بالحليفين، مع أن كندا هي عضو في حلف الناتو، لافتة إلى أن المسؤول لم يذكر سمر البدوي بالاسم، لكنه أشار بطريقة غير مباشرة "للحريات المعترف بها دوليا". 

وتقول الافتتاحية إن "الرئيس دونالد ترامب عبر عن قبول، إن لم يكن غراما، بالطرق الديكتاتورية للمملكة، وربما جرأت محاولات ترامب بممارسة البلطجة على رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في حزيران/ يونيو، ولي العهد السعودي لعمل الأمر ذاته".

وترى الصحيفة أن "رد الإدارة الصامت يمثل تخليا مثيرا للقشعريرة عن ناشطين عوملا بطريقة سيئة، واعترفت بهما الولايات المتحدة ذاتها، فقد منحت الخارجية الأمريكية في ظل هيلاري كلينتون جائزة المرأة الشجاعة عام 2012 لسمر بدوي، في مناسبة حضرتها السيدة الأولى في حينه ميشيل أوباما، ولدى فرع من فروع الحكومة صفحة مخصصة لقضية رائف بدوي على موقعها في الإنترنت". 

وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "وزارة الخارجية نظمت قبل أسبوعين مؤتمرا للحرية الدينية، بالغت في الحديث عنه، وحضره نائب الرئيس مايك بينس، وأكد في بيان رفيع أهمية (الاعتراف بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية)، ومن الصعب التعامل مع هذا البيان بطريقة جدية طالما ظل البيت الأبيض صامتا بشأن التطورات الأخيرة".

التعليقات (0)