سياسة عربية

فتح وحماس.. اتهامات متبادلة قبيل اتفاق للتهدئة مع إسرائيل

حماس قالت إن هجوم فتح يهدف إلى قطع الطريق على جهود إنهاء المعاناة في غزة- الأناضول
حماس قالت إن هجوم فتح يهدف إلى قطع الطريق على جهود إنهاء المعاناة في غزة- الأناضول

تبادلت حركتا "فتح" و"حماس" في قطاع غزة، اليوم الأحد، الاتهامات حول اتفاق التهدئة، الذي عرض على "حماس" برعاية يقول مقرّبون من الحركة إنها "مصرية وقطرية وأممية".

وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه:" إن انخراط قيادة حماس في مفاوضات مخزية مع حكومة الاحتلال إنما هو التطبيق الفعلي لأهم بنود صفقة القرن".

ووصف منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة فتح الاتفاق المرتقب بأنه: " تنفيذ لأخطر أهدافها(صفقة القرن) المتمثل بفصل غزة عن بقية الوطن وتشكيل دويلة فيها تكون مقبرةً لمشروعنا الوطني".

وحذّر من خطورة ما يجري "كونها تتم بمعزل عن القيادة الفلسطينية الشرعية".

وأكّدت الحركة رفضها لما وصفته بـ"العبث بالقضية الوطنية"، مشددةً على أنها لن "تلتزم بأي نتائج أو ترتيبات تصدر عن هذه المفاوضات المشبوهة بعيداً عن إرادة شعبنا وخارج إجماعه الوطني".

بدورها، ردّت حركة "حماس" على تلك الاتهامات قائلة:" السلوك السلبي لحركة فتح وهجومها الإعلامي غير المسؤول والمتواصل، يهدف إلى قطع الطريق أمام إنجاح أي جهود وطنية ومصرية وإقليمية وأممية لتحقيق الوحدة وإنهاء معاناة أهلنا في القطاع".

وأضافت الحركة، في بيان لها أنه:" في الوقت الذي تسعى فيه حماس لإنهاء معاناة أهلنا في القطاع، وتبذل قيادتها المركزية في سبيل تحقيق ذلك جهودًا جبارة مع الكل الوطني الفلسطيني، ومع الأشقاء المصريين والمسؤولين الأمميين".

وأوضحت أن تلك الجهود تهدف إلى "رفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء العقوبات المفروضة على أهله ، وتحقيق الوحدة والمصالحة؛ لينعم شعبنا بالأمن والأمان بلا حصار وبلا عدوان وبلا أزمات".

ومن المقرر أن يجتمع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، اليوم، لبحث مقترح تسوية يقود إلى تهدئة في قطاع غزة، بحسب صحيفة "هآرتس".

وحسب "هآرتس" يتوقع أن تشمل هذه التسوية في البداية رفع القيود في معبر كرم أبو سالم (معبر البضائع الرئيسي لقطاع غزة)، التي فرضها وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان.

وكذلك توسيع مساحة الصيد للصيادين الفلسطينيين في البحر المتوسط قبالة شواطئ غزة، مقابل وقف لإطلاق النار يشمل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

 

اقرأ أيضا: محللون سياسيون يقرأون حراك التهدئة في غزة.. هل ينجح؟

وفي المرحلة الثانية حسب "هآرتس" تجري مفاوضات حول تبادل للأسرى تتمحور حول إعادة جثث الجنود الإسرائيليين مقابل تطوير مشاريع إنسانية بتمويل من المجتمع الدولي.

ونقلت هآرتس عن مسؤولين كبار في الكابينيت قولهم إن قرار إسرائيل من هذه التسوية سيصدر في الأيام المقبلة.

وكان وفد من قيادات حركة حماس في الخارج، برئاسة نائب المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وعضوية كلا من موسى أبو مرزوق وعزت الرشق وحسام بدران، قد وصل إلى قطاع غزة، الخميس، عبر معبر رفح .وهذه المرة الأولى التي يزور فيها "العاروري" و"الرشق"، و"بدران" قطاع غزة.

وتتداول أنباء مؤخرا، عن بلورة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف مقترحا لتسوية شاملة للازمة بين حماس وإسرائيل في أعقاب أشهر من التوتر على خلفية "مسيرات العودة"، التي انطلقت نهاية آذار الماضي ووقعت خلالها مواجهات على السياج مع قوات الاحتلال قتلت خلالها نحو مئة وخمسين فلسطينيا، واصابت الآلاف.

ولاحقا استخدم المتظاهرون الفلسطينيون طائرات ورقية وبالونات تحمل مواد حارقة تسببت باشتعال النيران في عشرات الاف الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات على الجانب الإسرائيلي من السياج مع قطاع غزة.

 

اقرأ أيضا: ما خيارات مصر بالتعامل مع ملف غزة إن فشلت جهود المصالحة؟

وشهدت تلك الفترة تصعيدا عسكريا تم خلاله قصف مواقع للفصائل الفلسطينية، التي أطلقت من ناحيتها صواريخ وقذائف هاون تجاه مواقع إسرائيلية، وبلغ التوتر ذروته بعد تمكن قناصين فلسطينيين من قتل جندي إسرائيلي وإصابة ضابط بجروح قبل نحو أسبوعين قرب السياج مع غزة.

التعليقات (0)