رياضة دولية

"كرة القدم الإيجابية" مبادرة جديدة لتحسين صورة اللاعبين

سبب إطلاق هذه المبادرة يعود أساسا إلى دراسة حديثة أجراها الاتحاد الوطني الفرنسي للاعبي كرة القدم - فيسبوك
سبب إطلاق هذه المبادرة يعود أساسا إلى دراسة حديثة أجراها الاتحاد الوطني الفرنسي للاعبي كرة القدم - فيسبوك
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن إطلاق بادرة جديدة في فرنسا تهدف إلى تحسين صورة اللاعبين داخل المجتمع. وقد أطلق هذه المبادرة نائب رئيس الاتحاد الوطني الفرنسي للاعبي كرة القدم المحترفين، سيلفان كاستيندوك، في شكل حركة لإعادة إدماج لاعبي كرة القدم المحترفين في قلب المجتمع الفرنسي من خلال التزامهم بالمشاركة في المجال الاجتماعي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سبب إطلاق هذه المبادرة يعود أساسا إلى دراسة حديثة أجراها الاتحاد الوطني الفرنسي للاعبي كرة القدم المحترفين، حيث توصل من خلالها إلى أن صورة اللاعبين بدأت تأخذ سمات سلبية داخل المجتمع الفرنسي، خاصة وأن الفرنسيين لا يعلمون شيئا حول المساعدات والمساهمات التي يُقدمها هؤلاء اللاعبون لدعم الأعمال الخيرية.  

ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان سيلفان كاستيندوك، الذي كان في السابق لاعب كرة قدم محترف في المنتخب الفرنسي، حيث أفاد قائلا: "لقد تطلب الأمر مني سنتين لكي نعمل على تقييم نسبة شعبية لاعبي كرة القدم، ولقد توصلنا إلى نتائج مأساوية". وأضاف قائلا: "لقد اكتشفنا أن عامة الجمهور لا يروق لهم لاعب كرة القدم، حتى أنهم لا يعتبرون أنه يمكن اعتماد كرة القدم كمهنة استثنائية. كما يرون في اللاعب أنه ولد موهوبا لكي يستطيع تسديد الكرة، وهذا يكفيه ليضمن مسيرة له في المستقبل".

وذكرت الصحيفة أن سيلفان كاستيندوك يرى أن "فرنسا قد تخلفت 20 سنة كاملة عن الولايات المتحدة في هذا المجال". ففي الولايات المتحدة لاقت حملة "أعده للمجتمع" رواجا كبيرا، حيث ساهمت في تغيير صورة الرياضي الأمريكي إلى الأفضل من خلال مشاركته في الأعمال الإنسانية والاجتماعية وترويج أعماله إعلاميا.

وأفادت الصحيفة أن الوضع يختلف في فرنسا. فبحسب استطلاع للرأي أجراه الاتحاد الوطني الفرنسي للاعبي كرة القدم المحترفين، يعتبر 87 بالمائة من المواطنين الفرنسيين، الذين شملهم الاستطلاع، أنه يجب على لاعبي كرة القدم أن يكونوا مثالا للمجتمع، وأنهم مقصرون في هذا الجانب.

ومن هنا جاءت فكرة بادرة "كرة القدم الإيجابية" التي ترتكز أساسا على تعزيز وترويج الأعمال الخيرية التي يقوم بها لاعبو كرة القدم عبر وسائل الإعلام. وفي هذا السياق، أشار سيلفان كاستيندوك إلى أنه "من إجمالي 12 ألف لاعب محترف في فرنسا، يشارك 20 بالمائة فقط منهم بصفة فردية في أعمال خيرية واجتماعية. أما حوالي 55 بالمائة من اللاعبين المحترفين، فقد عبروا عن استعدادهم للمشاركة في مثل هذه الأعمال".

ونوهت الصحيفة بأن بعض اللاعبين الفرنسيين الذين شاركوا مع منتخب الديكة، بطل العالم 2018، قرروا تحويل جزء من منح الفوز باللقب العالمي إلى خزائن العديد من الجمعيات الخيرية في فرنسا. ويقف وراء هذه الحركة، النجم الشاب، كيليان مبابي، الذي فرط في كامل منحته لصالح الجمعيات الخيرية.

من جانبه، لم يتفاجأ نائب رئيس الاتحاد الوطني الفرنسي للاعبي كرة القدم المحترفين كثيرا بحركة كيليان مبابي، حيث أكد قائلا: "أتذكر جيدا عندما أجرينا زيارة إلى مركز كليرفونتين التقني للقاء لاعبين من المنتخب الفرنسي. وقد استغلينا الفرصة لنحدثهم عن دورهم الاجتماعي".

وأكدت الصحيفة أن مبابي ليس اللاعب المحترف الوحيد الذي كان مستعدا ليمنح من وقته ومن ماله خدمة للعمل الخيري، فقد سبقه اللاعب الإيفواري ماكس غراديل، الذي يعد مثالا للاعبين في فرنسا في العمل الخيري.

وذكرت الصحيفة أن ماكس غراديل، مهاجم نادي تولوز الفرنسي، ساهم على امتداد ثلاث سنوات في مساعدة أطفال مصابين بأمراض خطيرة في أفريقيا. وقد أكد هذا اللاعب ذلك بلسانه حيث صرح قائلا: "خلال عطلتي التي قضيتها في ساحل العاج، التقيت بطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، ويعاني من مرض السرطان، ولم يتبق على حياته سوى أيام معدودة. لقد تأثرت كثيرا بحالته، وقررت مساعدته".

وتجدر الإشارة إلى أن غراديل، الذي سبق له اللعب أيضا في نادي بورنموث الإنجليزي ونادي سانت إتيان، قد عبر عن استغرابه من حالة التذمر التي يبديها الفرنسيون تجاه لاعبي كرة القدم المحترفين. كما أشار غراديل قائلا إن "الصورة التي تجول في خاطر الفرنسيين عنا، ليست صحيحة. فهم لا يعرفون ماذا يمكن أن يكون لاعب كرة قدم".

وأضافت الصحيفة على لسان غراديل قوله: "لا يرى الفرنسيون سوى الأجور التي نتلقاها والسيارات التي نملكها. في المقابل، عليهم أن يوقنوا بأنهم لا يعرفون شيئا عن تضحياتنا لكي نبلغ هذا المستوى".

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن ماكس غراديل قد رحب بالبادرة التي أطلقها الاتحاد الوطني الفرنسي للاعبي كرة القدم المحترفين. وقد قال إنها "بادرة رائعة جدا، وأنا، من جهتي، أدعو زملائي في الفريق إلى المشاركة فيها. ولكن لا يجب أن نشارك في هذه البادرة بهدف العمل على تغيير صورتنا في أذهان الناس، بل يجب أن تكون نابعة من قلوبنا".


التعليقات (0)